إندم ولا تعجب بنفسك

الندم علي التفريط في الطاعة خير من الإعجاب بها قال أحد الصالحين لأن أبيت نائما عن الطاعة وأصبح نادما خير من أن أبيت قائما وأصبح معجبا وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام ثلاث مهلكات شح مطاع وهوي متبع وإعجاب المرء بنفسه وسئلت السيدة عائشة أم المؤمنين متى يكون الرجل مسيئا فقالت إذا ظن أنه محسن فأما قول الرسول عليه الصلاة والسلام شح مطاع أي أن البخل آفة تمنع من بذل المال وتدفع إلي التفريط في الصدقة وتغري بكنز المال وكلها ذنوب كبيرة والهوى هو ميل النفس الأمارة بالسوء لأنها ترغب دائما في الشهوة بأنواعها إلا النفس البصيرة واللوامة والمطمئنة فهي استثناءات يختص بها أخيار المؤمنين وأما الإعجاب بالنفس فهو شر الآفات لأنه يمنع من الاستماع إلي النصح واحتقار الأقل امتلاكا لعرض الدنيا من الناس والإعراض عن خلق الله بتصعير الخدود (ولا تصعر خدك للناس...ولا تمش في الأرض مرحا) وإذا أعجب المرء بنفسه يكون نسيانه لنعمة الله عليه أقرب وبعده عن الشكر والحمد أكبر والشعور بالتقصير يدفع دائما إلي الاستزادة من الجهد والاجتهاد في العبادة....... وتذكر الله في السراء كما يكون تذكره في الضراء دليل علي معرفة بالله وإقرار بأن الله أسبغ عليه من النعم بفضله ما يستحق العبادة والحمد آناء الليل وأطراف النهار وكل ذلك لا يكفي ثناء على الله