قلت قبل ذالك وكتبت وإعترفت أنني لا أجيد لغة التورية وأجد بعض الصعوبة في تطويع حروف اللغة العربية وكلماتها ولست أستطيع أن أقلد الآخرين وإن كنت أتمنى أن تطويع أسلوب كتابتي مع كلمات اللغة العربية فتكون كلماتي رصاصات تحسم المبارزات الفكرية على صفحات المواقع والمنتديات قبل أن يحسمها جنود الجيش العربي السوري, جنود الله على الأرض. فاللغة العربية لمن يجيدها هي أجمل شيئ في الوجود, فهي تشرفت بأن تكون لغة القرآن ولغة أهل الجنة. وقد كنت وما زلت أستمتع بخوض تلك المبارزات الفكرية ولا أخشى غبار المعارك الثقافية فهو لا يصيبني بالحساسية التي تصيب قوم البعران وأهل مدن الملح والعطش كلما شاهدوا في صحراء نفطهم الأسود زوابع الغبار والعواصف الرملية فيكون لا هم لهم إلا البحث عن ملجأ ولكن هيهات فأين سوف يختبئون من وقع الكلمات, من صوت الحقيقة فسوف تلاحقهم لعنات كلماتي وتقض مضاجعهم وتؤرق نومهم حين أعري جهلهم وحماقتهم. سوف تطرق اللعنات أبواب بيوتهم إن وجدت وسوف تتسلل من نوافذهم وسوف تقتلع خيامهم الفكرية التي أقاموها من أموال نفطهم.
وبالإضافة إلى ذالك فإني أهوى فضح الجهل والكذب والنفاق ولست أصفي حسابات مع أحد ولا يهمني أصلا تصفية حسابات مع من إتخذوا خنادقهم في الجهة الخطأ من ميدان القتال فالزمن كفيل بذالك. أكره الجهل ولست أكتب إلا عن بينة ولذالك لا يجد من يهاجمون مواضيعي غير لغة الشتائم والتخوين بدلا من الرد على الحقائق التي أذكرها في مواضيعي.
أريد أن أعيد بعض ما قلته سابقا, أنه على جميع الحالمين بالمدينة الفاضلة أن يتوقفوا عن أحلامهم فتلك المدينة هي من إختراع فلاسفة اليونان وعلى أرض الواقع لا يوجد إلا مؤامرات وفقر وجوع وسفك دماء وإستعمار يطل علينا بثوب جديد يحاول أن يحتل عقولنا, مساحة تفكيرنا, يحاصرنا في زواياه الفكرية المعتمة بل ويحاول أن يفرض علينا أسلوب عيشه وطريقة حياته. يريدنا أن نشرب البيبسي ونأكل الهمبرجر ونشاهد أفلامه الخيالية التي يعدنا فيها بالمدينة الفاضلة والمملكة الفاضلة, ولا ينسى أن يذكرنا بأنه رامبو ويستخدم سياسة العصا والجزرة. يريدنا أن ننسى بائع التمر هندي والعرقسوس والمطعم الشعبي الذي كان يرسلنا أهلنا إليه صباح كل يوم جمعة. حتى إبتسامة صاحب المطعم يوم كنا أطفالا صغارا يستكثرها علينا. يريد أن يمسحها من ذاكرتنا, يريد أن يمحيها من عقولنا حتى يخلق جيلا مسخا.
نجحت الخطة التي تم حبك شبكها أو تكاد وذالك منذ أن خرجت علينا تلك الفضائيات ببرامجها وأصبحت خير أمة أخرجت للناس أصبحت أمة مشغولة بالعرب أيدل ومباريات كرة القدم وبرامج تلفزيون الواقع. أمة أصبح الضرب فيها كالطعن في الميت.
لكل تاج درة أو جوهرة وتكون أغلى مافيه وتزين في العادة منتصف هذا التاج. أقول أن سوريا هي تاج العرب ودمشق هي درته وجوهرته هي درة هذا التاج وهي الجائزة الكبرى التي يحاول صانعو الربيع العربي أن يفوزوا بها. هي أغلى مافي هذا التاج وأنفس مافيه من جواهر.
في سوريا رئيس يلبس هذا التاج وهو الأمين على درته وجوهرته المصون هو قال بالحرف "لن أهرب من مسؤولياتي".
الرئيس السوري ليس ملاكا وليس هو المسيح المنتظر لم ظنوا أنه من يأتي على السحاب ليقيم المملكة الفاضلة حيث لا ألم ولا فقر ولا جوع ولا مرض. هو وعد بتحسين الأوضاع وقد فعل ولم يعد بأن يجعلها مثالية فهي ليست كذالك حتى في السعودية التي تعد مداخليها السنوية تتجاوز التريليون دولار ومع ذالك تجد فيها مدن الصفيح التي يسكنها مواطنون سعوديون والفقر حيث أن مواطنة سعودية تمنت أن تجد لحم الحمير لها ولبناتها.
مشكلة العرب أنهم أمة لا تقرأ, ألم أقل لكم أمة عرب أيدل البيبسي والهمبرجر؟ ولو أني فردت صفحات الكتب التي قرأتها عن الغرب ومشاكله وهمومه والثمن الذي تدفعه شعوبه لما يسمى الحضارة الغربية وعلاقة ذالك بسوريا وما يحصل في سوريا لأسكت كل الألسن ولأفحمت من يسمون أنفسهم تائبين ويقولون كنا مغفلين وسذج والآن إستيقظنا وأدركنا أن سوريا تعيش فصول مؤامرة. كانوا مغفلين وسذج يطبلون ويزمرون ويكبرون للحضارة الغربية التي يريدون أن يستحموا بنعيمها على شواطئ الأحلام السعيدة في الوطن العربي على وجه العموم وفي سوريا على وجه الخصوص.
لست أخاف من المبارزة مع الخاطئين وإن تظاهروا بالتوبة ودسوا السم بالعسل فأنا لن أسمح بأن يقال في شخصي "إبكي كما تبكي النساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال" وذالك بعد أن أتوب وأنوب وأعترف بأني كنت أهبل وساذج ولن أسمح أن أكون كشجرة تتساقط أوراقها في خريف العربان أو أن أكون كعارضة أزياء عارية تستحم بالنفط على شواطئ الذل والعار.
منذ اللحظة الأولى لما يسمى الربيع العربي أدركت وفهمت ووعيت مثلما يقال شعبيا "المكتوب باين من عنوانه" فمكاتيب مايسمى الربيع العربي عناوينها قطر وقاعدة العيديد والسليلية أو قصر ملك السعودية الذي يقال أن عمره الحقيقي تجاوز قرنا كاملا أو عنوان لشيخ من شيوخ رضاع الكبير وهذا هو عنوان المستقبل أما عنوان المرسل فهو البيت الأبيض. منذ أول يوم من أيام ما يسمى الربيع العربي ادركت هاذا وأدركت أنه من ثمارهم تعرفونهم. أدركت أن عشرات الشبان العرب حرقوا أنفسهم أو إنتحروا من على الجسور فلم تقم ثورة ولا حتى إحتجاج صغير.....يتبع
التعليقات (0)