مواضيع اليوم

إنتحار دموعي

Hola Hamid Osman

2012-12-21 12:14:50

0

 

 

 

إنتحــــار دموعــي

يا سيدي
بالأمس إنتحرت دموعي على ما قرأت من أخبار
لم يكن بإمكاني تصديقها.و لأنك وعدتني بالإلتقاء
 إنتظرتك بالأمس في ذات المكان ممسكة ذات المنديل 
و لم تأتي , لوحت في فضاء خيالي لك و لم تأتي 

بالأمس يا سيدي ..خرجت أنت لهم و نطقت بالمستحيل
 فإعتقلوك,, أعذرهم ظنوا بأنهم أسكتوك
اعلم انك ستعود لكن ما بالهم رفاقك حزينون
ما بالهم لا يتحركون هل اصابهم شلل ام انهم عاجزون

 أتراهم يحزنون لأنك اليوم و بعد ساعة فقط
 ستشعل الشموع  خلف القضبان
لا أدري أي نوع من الشموع أشعلت اليوم 
أهي شموع مولدك أم شموع الحرية أم شموعنا نحن

 
هم رفاقك وضعوا صورتك طلباً للحرية 
تجولوا في الشوارع  , في المواقع في المراكز 
صرخوا بأصواتهم كباراً و صغاراً 
يطالبونهم بحرية الوطن و بحريتك أو موتهم

سيدي إحترت كيف أصمد على غربتي,
كيف أمنع دمعي من الإنتحار,كيف لا ينتحر
!
 و عيني تقرأ سطوراً دونوها رفاقك على دفاتر حريتك
لم تكن  تلك حروفاً  و لم تزين بالألوان.
كانت كالسيوف تخدش قلوب قارئيها 
لكنهم سطروها رغم نزيف جروحهم
 سطروها بدموعهم ذات اللون الرمادي 
ليهنئوك على البطولة من وراء القضبان
بالأمس إعتقلوك و أنا هنا في غربتي 
لا أمتلك جرأتك سيدي 
أجل أعترف جبانة أنا لم أخرج إليهم 
لم أحمل صورتك  لم أصرخ 
لم أتظاهر بالشوارع و الميادين 
لم أهتف ضد النظام.
لكني يا سيدي أعلنت ثورتي
بأن لا أنام.
 جبانة أنا أرجوك صدقني فيما أقول 
و رغم جبني تصفحت دفاترك أمضيت وقتي أراقبها
.. راقبتها و قرأتها .. دونتها في ذاكرتي
و كلما أقرأ حرفين تخرج من مخيلتي فجأةً إلى الواقع
أجالسك أحدثك عن ما سيكون و ما كان 

 وللحظة أسترق النظر إلى عيناك.
سيدي تغرقني أمواج عيناك ...
 تزداد حيرتي و قلقي كلما أنظر إليها. 
لذا قررت أن أخرج من ذاكرتي المؤقتة لأواجه واقعي.
و سأسكت عن الثرثرة و الكلام 
فأنا نحت لك بدمي على جدران قلبي 
ما أردت نطقه و لكن ثرثرتي منعتني من الكلام
أحبك فأخرج من أجلي وأجلهم و حطم تلك الأغلال
أخرج لتشرق شمسي و شمسهم 
 و عذراً لإنتحار دمعي  و لكن لم يكن هنالك خيار



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات