بينما كنت أنتظرُ موعد مواصلةِ رحلتي
في احدى مطارات الكرة الأرضية ...
ذهبت إلى احدى محلات القهوة العالمية
في ذلك الركن الصغير الممتلئ بالزبائن ..
فوقفتُ في ذلك الطابور لحين موعد ..
حصولي على تلك القهوة ..
فبينما كنتُ صافاً أنتظرُ ..
فإذا بسيدةٍ عجوز تقف خلفي
وهي متعبة تكاد تتلفظ انفاسها ..
فقلت لها بلغة اجنبية لا داعي للإنتظار
بإمكانكِ الذهاب لذلك البائع ..
واشتري منه حاجتك ..
فتبسمت لي !! وانتظرت
ريثما تهدئ ..
وقالت كنتُ فيما مضى
فتاةُ جميلة حينما اقف في طوابير
الانتظار كانوا الرجال الذين اقف
من خلفهم يطلبون مني ان اكون
امامهم ليس لأنني جميلة فحسب
بل لكي يديروا معي حواراً ..
أما انت الآن ايها الشاب فتطلب
مني ان اذهب إلى ذلك البائع !!
لا تبالي لأمري ودعني وشأني ..
فقلت لها بشكلٍ اكثر تهذيب
سيدتي هل تسمحين بأن تكوني
أمامي !!
فضحكت مقهقهةً من أمري
فقالت لي شكراً لك أيها النبيل
لقد أعدت لي شبابي مرةً أخرى !!
بينما هي تتقدم لتصبح امامي
كانت تقف خلف تلك السيدة العجوز
حسناءٌ شقراء .. كانت تسترق السمع
فتبسمت لي هي الأخرى !!
واشارت إليه بيدها بعلامة الاستحسان !!
لما فعلته من خدمة لتلك المرأة المسنة ..
فما كان مني إلا ان طلبت منها أن تكون
هي الأخرى أمامي .. فقالت لي تلك الحسناء ..
وهي مبتسمة يا رجل أنظر إلى خلفي
هنالك الكثير من الحسناوات الصافات ..
ان تقدمتُ انا حتماً ستقدم الاخريات ..
فلا تبالي ودعني وشأني ..
فضحكتُ لها مقهقهاً وقلت صدقتي
في القول فإذا جعلتكِ امامي لن
اشتري قهوةً ابدا :)
فقهقهة هههههههه وقالت
لي إذاً فلتنظر امامك :)
فأدرتُ لها ظهري منتظراً دوري
بينما كنت انظر إلى ساعتي وانا
متململٌ من طول الأنتظار همست
لي تلك الحسناء من خلاف وقالت
بصوتٍ مبحوح يالها من رائحة عطرٍ فواح !!
ولم ابالي لما قالته لي بعد ذلك !! ..
ولم ارد عليها بأي شيء ..
فلقد كانت ترتسل على مسامعي
بكلماتٍ متعدده كلها رقةٌ متجدده ..
كم احببت همسها ولكنني تجاهلتُ امرها !!
اثناء ذلك حان موعد حصولي
على قهوتي اللتي طالما انتظرتها
طويلاً .. فاصطحبتها معي إلى
صالة المدخنين حتى اخذُ منها
رشفةً قبل ان ادخن سيجارتي ..
وبينما انا ادخن السيجارة لم
يكن معي احد من المدخنين
في هذه الصالة ..
فجميع الماره ينظرون إليك
وكأنك شخصُ منبوذ في غرفةٍ
صغيرة اشبه بملعب الاستكواش ..
واثناء ما كنت انظر
إلى هذه الغرفة واتأمل
مساحتها وحجم صغرها
والاعلانات اللتي تحتويها ..
فإذا بتلك الحسناء الشقراء
اللتي كانت تقف خلفي في طابور
القهوة تدخل إلى غرفة المدخنين
ومعها علبةُ دخانها الاحمر !!
فتقول لي مرحباً ..
هل لي بقداحة من فضلك !!
فقلت لها .. ( أهلاً وسهلاً )
بلغتي العربية ..
لأنني لمحةُ منها ملامح إمرأةٍ شرقية
فأنتظرتها حتى ترد !!
وبينما انتظر ردها قلت في خاطري ..
تَلّك الجَمْيِلَةُ كَيِفَ أَغازلها
امَّ هِيَّ عَنِيِّ لا تَدْرَيِّ
إِنْيِ .. بَهُوَاهْا عَاْشَقٌ مُغَرْمُ
أيا .. حسناءُ الضوى
أَنْا الّمُتِمُ بَالهَوْى
يَتْيِمَاً كُلّيِ جَوْى.
فقالت لي بلغتها الاجنبية
هل أنت عربي !؟
فاخرجت لها قداحتي
لإشعال سيجارتها حتى تنفث
سمومها وتدعني وشأني !!
فقلت لها نعم عربيٌّ أنا ..
فدار بيني وبينها حديثُ
مقتضب حول من أنا
وإلى أين اتجه !؟
وبعد ذلك سألتني سؤالاً
حيرتني في جوابه !!
هل لو كنتُ امرأةً عربية
ستتغير وجهة نظرك تجاهي !؟
فنظرت إليها ولم اهديها الجواب
بل ظللت واقفاً ممتنعاً عن الإدلاء
بنعم او بـ لا !!!
فقالت لي بعد تلك المدة اللتي
استغرقت قرابة 7 دقائق !!
بلغةٍ عربية ..
(( مع السلامة شوفك على خير ..
ودير بالك من النسوان منيح مو كل وحده ..
بطق حنك معاك بتاخذ وتعطي معها ..
انتبه لحالك يا زلمه !!!! ))
فتركتني و أنا في حالة ذهول !!
لدرجة أنني لم اتمكن حتى من نطق
كلمة شكراً (( على النصيحة )).
بقلمي.
http://www.facebook.com/Abu1Saad
التعليقات (0)