من المتعارف عليه إن لكل شيء مقدمة, أي إذا وجب الشيء وجبت مقدمته, بمعنى أخر ولتقريب الصورة, إذا احتاج احدهم أن يذهب إلى السوق فانه يحتاج إلى أموال والى وسيلة نقل لتوصله للسوق, فمقدمة الذهاب إلى السوق هي توفر الأموال ووسائل النقل, وهكذا الحال بالنسبة لكل شيء حتى الإرهاب الذي يعصف في العالم وخصوصا العربي, فللإرهاب وانتشاره مقدمات وهذه المقدمات عملت دور كبير في خلق ظروف ومقدمات صبت في مصلحته وجعلته يأخذ مأخذه من العالم حتى بات هو القضية العالمية وشغل شاغل لجميع البلدان.
ولو راجعنا بدايات ظهور تنظيم داعش لوجدنا أن هذا الظهور له مقدمات وعوامل وأسباب, لعل أبرزها هو الفقر والجهل ودكتاتورية الحكام والفساد المالي والإداري والعقائدي وغياب الحصانة الفكرية والعقائدية, هذه هي مقدمات نشوء هذا التنظيم الإرهابي, لكن من الذي أعطاه هذا الزخم وهذه الهالة الكبيرة التي جعلت منه الآن أخطر منظمة إرهابية شهدها العالم؟!.
للجواب على هذا التساؤل نقول, إن تنظيم الدولة داعش - بغض النظر عمن أسسه - بعد نشوءه حصل على دعم من قبل إمبراطورية فارس من اجل أن تحصل هي على التوسع في المنطقة العربية وبشكل يغطي على تواجدها وتدخلها في المنطقة, فكانت البداية في سوريا, حيث ظهر هذا التنظيم كقوة مساندة لنظام بشار الأسد لضرب وعرقلة الثوار السوريين, وبعد ذلك فتح المجال أمام هذا التنظيم الإرهابي في العراق, وذلك من اجل تخفيف الزخم عن نظام الأسد من جهة ومن جهة أخرى محاولة تثبيت رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي, وذلك من خلال محاولته إعلان قانون الطوارئ الذي يضمن له التمسك بالسلطة, ومن جهة أخرى يعطي لإيران مبررا بالتدخل وبشكل صريح في العراق.
كون العراق بلد مطل على البلدان العربية التي لها علاقة مع إيران كسوريا والبلدان المناهضة لها كالأردن والسعودية, وبهذا تكون قد فتحت مع تلك الدول خطوط هجومية بعيدة عن حدودها الطبيعية, ولذلك نجدها قد احتلت وعلى سبيل المثال مدينة النخيب المتاخمة للحدود السعودية وذلك من اجل الضغط على المملكة العربية السعودية بخصوص مسالة الحوثيين الموالين لإيران في اليمن, هذه الأمور وغيرها جعلت من إيران تعطي الزخم لتنظيم الدولة داعش, لان هذا التنظيم بتواجده سيجعل تحرك إيران في المنطقة سهلا وبشكل سلس وبدون رادع.
فالكل يعلم إن تنظيم داعش لا يملك العدد الكافي من المقاتلين لاحتلال مدينة صغيرة, لكن ما قدمته إيران ومن خلال ساسة الفساد كالمالكي جعلت منه تنظيم خطير حيث وبعدد قليل من المقاتلين احتلوا محافظات ثلاثة في وقت قياسي, كما أعطتهم الدافع الأقوى من خلال تسليم المتدربين في قاعدة سبايكر لهذا التنظيم وارتكب بحقهم تلك المجزرة التي أقرحت القلوب, وهذا من أجل ضمان دخولها في العراق دون أي اعتراضات, وكذلك إعطاء التنظيم الحافز لدخول مناطق أخرى بشكل يضمن وصول إيران لها.
ومن جهة أخرى أعطت إيران زخما لتنظيم داعش من خلال المرجعيات الإيرانية في النجف وخصوصا مرجعية السيستاني التي أصدرت فتوى الجهاد الكفائي وبصورة مطلقة بحيث لم تحدد الجهة المستهدفة بالجهاد, الأمر الذي دفع بالكثير من العراقيين من أهل السنة أن ينخرطوا في صفوف تنظيم داعش من أجل الحفاظ على حياتهم خصوصا بعدما ذاقوا قساوة وقبح وعنجهية ودكتاتورية ودموية حكومة المالكي التي بطشت بهم وهي كانت أيضا مدعومة من مرجعية السيستاني, فهذا أفتى بالجهاد والمالكي همشهم وسلبهم كل مقومات الحياة وقطع أرزاقهم, فأين تذهب تلك العوائل والى من تلجأ ؟! إذا كان رب البيت قد حد لهم السكاكين كي يذبحهم وهذا بطبيعة الحال هو بتوجيه إيراني بحت!!! فمن الطبيعي يلتجئ بعضهم إلى من يظنون به على اقل تقدير يضمن لهم حياتهم وان كان تنظيم داعش الإرهابي.
فإيران بشكل وبأخر قدمت الدعم لتنظيم داعش من خلال تهميش السنة ومحاربتهم والساق تهم الإرهاب لهم حتى قبل دخول تنظيم داعش, فمن يتهم بأنه إرهابي من قبل الحكومة ويطارد ويسجن أهله وتقطع عنه أسباب الرزق, هل من الممكن أن يتعاون مع هذه الحكومة ؟! الأمر الذي جعل الناس تلتحق بهذا التنظيم وهذا ما جعله يزداد ويتكاثر في الأعداد, وكذلك قدمت له الانتصارات المعنوية الكبيرة والكثيرة من خلال فتح المجال له في العديد من المحافظات والمدن والتي حقق بها مكسبا إعلاميا ونصرا عسكريا كبيرا وحصل ايضا على العدة العسكرية من أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتوسطة.
فما دام تنظيم داعش يحظى بتسهيلات إيرانية في العراق فانه باقٍ إلى أن تنتهي تلك التسهيلات, ونهاية تلك التسهيلات تكون هي بخروج إيران من العراق ومن أجل ذلك نجد إن دعوة المرجع الصرخي في بيان " مشروع خلاص " جاءت مطالبة بإخراج إيران من " اللعبة " في العراق, كون ما يحدث في هذا البلد هو لعبة سياسية قذرة راح ضحيتها أبناء الشعب, وأحد أطراف تلك اللعبة هي إيران, حيث طالب المرجع "الصرخي" في حوار معه لـ"بوابة العاصمة" بإخراج إيران من اللعبة حيث قال {{ ... من هنا طالبنا بإخراج إيران من اللعبة كي ننفي وننهي كل المبررات التي جعلت الشباب الإخوان والأبناء يضطرون لحمل السلاح فلابد من أن نزيل أسباب اضطرارهم ولابد من أن نوجه لهم الكلام والنداءات والنصح كي يعودوا إلى رشدهم والى أهليهم كي تنكشف الأمور وتتميّز كل طائفة مقاتلة عن الأخرى وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بخروج إيران من اللعبة , وخروج إيران من اللعبة يعني خروج كل عملائها ومليشياتها...}}.
بقلم :: احمد الملا
التعليقات (10)
1 - في عين التاريخ
أ. حمد العراقي - 2015-07-27 19:11:39
التاريخ يذكر مجزرة النازية في العالم ,, والكن التاريخ يسجل أبشع وأقبح وأفسد خلق وحكومة هي أيران على العالم العربي الأسلامي وغيرهٌ .. وخاصةً في العراقي ماذا فعلوا دمروا العراق والسبب هو وجودهم في العراق وه المرجع السيستاني والزبانيته ٌمرجعيات أخرى .
2 - في عين التاريخ
أ. حمد العراقي - 2015-07-27 19:13:24
التاريخ يذكر مجزرة النازية في العالم ,, ولكن التاريخ يسجل أبشع وأقبح وأفسد خلق وحكومة هي أيران على العالم العربي الأسلامي وغيرهٌ .. وخاصةً في العراق ماذا فعلوا دمروا العراق والسبب هو وجودهم في العراق وه المرجع السيستاني والزبانيته ٌمرجعيات أخرى .
3 - ايران واللعب بوجهين
سعد ناصر - 2015-07-27 20:53:38
بلا شك إن أي مشروع لإنقاذ العراق سيكتب له الفشل ما دامت إيران محتلة للعراق وهي من تحكم وتقرر من خلال أدواتها الخاضعة لها والمنفذة لأجنداتها في هذا البلد المختطف، فلابد إذن من استئصال هذه المعضلة وإخراج إيران من اللعبة العراقية وهذا ما شخصه وشدد عليه المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني طارحا مُجددا مشروع خلاص لإنقاذ العراق وشعبه،
4 - العراق
مهند العراقي - 2015-07-27 23:02:05
ايران هي من حكمت العراق بعد 2003 اذن كل ما وصل اليه العراق من تخلف وموت وفقر وفساد وانهيار اقتصادي وصناعي وعسكري تتحمله ايران لان كل تلك الامور ساعدت بولادة داعش في العراق
5 - الى احمد الملا
علي يوسف - 2015-07-28 12:23:53
عتبي عليك اولا لانك تصادر رأيي ولاتظهره لانه يختلف مع توجهاتك على الرغم من ذالك اعلق على مقالك. اولا ايران تدعم الشيعه فقط ولاتدعم اي جهه اخرى سنيه ابدا انت هنا الغيت تماما الدعم الكثيف الايراني للشيعه منذ عام ٢٠٠٣ الى اليوم والكل يعرف ذالك لكنك قلبت الايه وجعلت ايران تدعم السنه وان الشيعه هم ضحية وليس الجلاد انت هنا لاتساعد احدا عندما تنشر مثل هذه الترهات بل على العكس انت تقف مع الجلاد واشعر بأنك شيعي تحول الماء الزلال الى عكر والحديقه الغناء الى جحيم لايطاق وتحاول تبرئة الشيعه من عمالتهم مع ايران ولصق السنه بإيران واجرؤ على القول بانك شيعي تتعمد سلك هذا السلوك الملتوي . هذا رائع حقا ايران لاتدعم الشيعه بل تدعم السنه حقا ان هذا القول جميل !! اتمنى ان كنت صاحب حجه ان تظهر تعليقي هذا وان ابيت فأن هذا دليل على صدقي وصحة موقفي
6 - الى علي يوسف
احمد الملا - 2015-07-28 12:41:26
اخي العزيز اين صادرت رأيك ولم اظهره؟! هذا تجني فكل تعليقاتك اظهرتها على هذا الموضوع او على غيره .... اخي العزيز انا لم اقل ان ايران تدعم السنة وتقتل الشيعة انا قلت ان ايران فتحت المجال امام داعش لتضرب السنة وتضرب الشيعة العراقيين الرافضين لها .... واذا كنت تريد تفسير ما اكتبه على هواك ففسر بما يحلو لك يبقى رأيك وفهمك وادراكك لا حجة ولا سلطان لي عليك ... اقولها لك وللجميع ايران تدعم من يخدمها وتستفاد منه سواء كانوا سنة او شيعة وايران تقتل وتدمر كل من يرفضها ويرفض تواجدها في العراق سواء كان سنة او شيعة .... ايران لا تريد الا من يخدم مصلحتها .... اين لصقت السنة بايران ؟؟!!! اقول واكرر ايران تذبح الان باهل السنة كما ذبحت الشيعة العرب الرافضين لها ولسياستها في العراق ... فلا تخلط الاوراق على نفسك اخي العزيز ... ولم ابرئ شيعي عميل لايران فكل من عمل مع ايران من الشيعة فبرقبته وبذمته كل قطرة دم عراقية بريئة ... انا ابرء ساحة الشيعة العراقيين العرب من ابتاع المرجع الصرخي الحسني من ايران كونهم الشعية الوحديين الذين دافعوا عن السنة وعن الشيعة ورفضوا ايران وتواجدها في العراق .... وما وصفك لي باوصاف وتحولي الى متآمر هذه نظرتك الخاص فهناك من يقرأ ويفهم الكلام جيدا وليس قراءة سطحية واسطح من السطحية للاسف ..
7 - امبراطورية الرعب الفارسية
ابو يقين الخيكاني - 2015-07-28 12:55:38
الخطر الأيراني هو الأشد على الدول العربية من داعش ...فداعش لا يتصرفون بطائفية أو تخفي ويضعون كل اعمالهم أمام أعين الناس وهذا عكس إيران تماما المتخفية خلف ستار الزهد والتقوى وهي تزرع بذور الفتن والشتات في نفوس أبناء الشعب الواحد - منقول من احد الاخوة المعلقين
8 - ملاحظه
علي يوسف - 2015-07-28 13:55:14
عندما تقول ان داعش صنعتها ايران ينقصك الدليل وان عجزت عن اتيان الدليل فهذا اتهام باطل وغير مقبول كلنا نستطيع ان نتهم ونلبس على الناس لكن اين الدليل . الاعلام العربي عزف على هذا اللحن وان داعش تبع ايران لكن غياب الادله جعلت اتهاماتهم باطله وغير مصدقه اليوم الذي يحارب ايران وامريكا المتعاونين بالعراق خصيصا هي داعش ومنداضر بالنظام النصيري هي داعش امامي معطيات كثيره تثبت ان داعش لم يتم دعمها لامن ايران ولا امريكا ولا اي دوله عربيه وغير عربيه داعش هي حاله طارئه على المجتمع جاءت نتيجه احتلال امريكا للعراق وتسليمه للشيعه ابان الاطاحه بحكم صدام حسين وهاهي عظمت وكبرت . اما مااتيت به فهو كلام لايخلوا من التزوير ورش الرذاذ بأعين المتلقيين من الناس لفك الحاظنه الشعبيه لداعش وتقليل مناصرينها خارج العراق وسوريا . تحياتي
9 - الحل الوحيد بيد الصرخي
عمر البياتي - 2015-07-28 14:24:12
http://baghdadchrs.com/?p=7375#comment-7622 داهمت قوة من “الحشد الشعبي” صباح اليوم الإثنين مكتب المرجع الديني العراقي الصرخي الحسني في ناحية أبي صيدا بمحافظة ديالى، وقامت بسرقة محتوياته ثم أضرمت النار في المبنى وأحرقته بالكامل دون خسائر بشرية.
10 - ايران الشر والهيمنة
د.امجد عبد الحسين - 2015-07-28 14:26:00
لابد من خروج ايران من العراق لانها هي من تسببت في دمار العراق