لا يخفى على ذو بصيرة ووعي غياب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن المساجد دور العبادة ومشاعل النور , فمساجدنا أصبحت في وضع يٌرثى له لا يليق بها خاصة في بلاد شرفها الله بحرمين شريفين , ولو عرجنا بعبارة موجزة قصيرة عن المسجد لوجدنا أنه أول مؤسسة مجتمع مدني في الإسلام ويكفي إعادة قراءة التاريخ ليتذكر أولي الأبصار مكانة المسجد ودوره في صياغة وصناعة أمة بلغ مجدها الآفاق ! ائمة المساجد ومؤذنيها مشاعل للهدى والنور ودعاة حق وسلام تغافلت عنهم الوزارة بل ونسيتهم وتجاهلتهم في احيان كثيرة , فهم الأحق بالدعم والتشجيع , كيف لا وهم قائمون على ركن من أركان هذا الدين العظيم يقيمون الصلاة ويدعون لها في اليوم خمس مرات ! مكافأت الأئمة والمؤذنين لا تكاد تكفيهم أياماً معدودات وقد يقول قائل هم متطوعون محتسبون لا أكثر , وذلك القول صحيح لكنه لا يعني ولا يبرر بقاء مكافأتهم الزهيدة خلف أبواب الحرمان سنين وأعوام عديدة , وزارة الشؤون الإسلامية المترهلة غلبت جانب وأهملت جوانب أخرى , همها مراقبة الأئمة والمؤذنين فقط ولم يعد في حسبانها أوضاع الائمة والمؤذنين المعيشية تركتهم يصارعون المجهول ملتحفين كبرياء المهمة الشاقة وعظمة المسؤولية فمن لهم يا تٌرى ؟ تخبط وزارة الشؤون الإسلامية واضح للعيان تارة توقع عقد نظافة وصيانة وتارة تلغيه , وتخبطها ذلك حول المساجد لحال يٌرثى له يعجز اللسان عن وصفه إحتراماً لمكانة المسجد كدار عبادة وتعليم , تحولت مساجدنا لمباني متهالكة صيانة معدومة ونظافة غير محسوسة ومليارات العقود متناثرة يمنة ويسرة وكل ذلك بسبب تخبط الوزارة المعنية بنشر الدعوة وصيانة بيوت الله . إذا كان حال الائمة والمؤذنين يُرثى له مادياً فكيف سيكون حال المساجد وحلقات تحفيظ القرأن الكريم , فوفرة الأموال وضياعها بدهاليز الوزارة المترهلة بالمناصب والأفكار لم تغير واقع لإمام ومسجد ومؤذن يسير بخطى ثابته نحو المحراب رافعاً صوته منادياً للصلاة ! مكافأت الائمة والمؤذنين بحاجة لإعادة نظر وتقييم فالإمام يقوم بأدوار كثيرة وكذلك المؤذن الذي أصبح حارس وخادم للمسجد في ظل تخبط الوزارة وتعاقداتها المختلفة مع شركات أثبتت فشلها في إدارة وصيانة أهم مرفق على تراب الوطن ؟؟ تأهيل الأئمة مطلب وكذلك المؤذنين لكن دعمهم ورفع مكافأتهم والأخذ بأيديهم أهم مطلب بل هو المفترض أن يكون فكيف يبقى الإمام والمؤذن على حالة سنوات تلو سنوات ومليارات الوزارة تتناثر يمنة ويسره ولم تجد طريقاً نحو جيب إمام قائم ومؤذن صابر وخادم أصبح في مهب الريح مع تعاقدات وتخبطات الوزارة المعنية ببيوت الله وبالدعوة الإسلامية ؟؟ !!
التعليقات (0)