ففي حيّنا سلمنا مقاليد حياتنا لإمامٍ إعتلى رؤوسنا قبل أن يعتلي منبر المسجد ، وجعلنا مطِيّة سهلة الإنقياد لساديّته التي يبقى الدّين مبررها الأوحد ، لأن الدين هو القرآن ، والقرآن هو ما يجعل حامله (مجذوبا) مزمنا يحق له فعل ما يشاء بعباد الله ! .. الله الذي منحه تفويضا مُطلقا بجعلهم عبيدا له أيضا ، لأنه خليفته في الأرض ! ..
إمامُ حيّنا يُتقن تعاليم الإستعباد جيّدا ، لذلك وضع خيطا رفيعا يفصل بين أقواله من على منبر الخطابة ، وبين أفعاله وعلاقاته بعامة الناس ، فخلق بذلك هوة كبيرة بينه وبين جماعة المُصلين ! .. جماعة المصلين التي أتقنت بدورها لعبة الصمت المُدقع ، ورضاها المُصطنع به إماما عليها ، مع ماتكنه له من عواطف للنكران والإزدراء المخفيّة بالإبتسامات الصفراء ، وبانتكاسات الهامات في مشهدٍ مريع للإنصياع ! ..
جماعة المصلين إستطاعت إخفاء حنقها وإمتعاضها من إمامها منذ الأيام الأولى لتولّيه الإمامة ، عقب وفاة والده (الإمام الأسبق) مباشرة ، لأنها عرفت أن حيلة (التوريث) قد إنطلت عليها ، وأن عائلة الإمام قد نصّبت نفسها ممثلا حصريا للدّين ولكل متعلقاته دون أخذ الإذن من أحد ! ..
إمامُ حيّنا عازمٌ على (إعادة) تربيتنا على أصولها ، لذلك يصر على كتم أنفاسنا ، في الوقت الذي تصول فيه بناته شوارع الحي وتجول ! .. وهو في ذلك كالمعلم الذي يهوى ضرب أولاد الناس ، وحينما يولد له أطفال يقيم الدنيا ولا يُقعدها إذا تعرض لهم أحد حتى بكلمة ! ..
إمامُ حيّنا يعلم جيدا أنه ليس محبوبا ، لكنه سعيد يقف ويجلس أمامنا بكل فخر، وثقة بأنه لايوجد من يجرؤ على الوقوف أمامه وينظر في عينيه مباشرة ويخبره بأنه ليس مرغوبا فيه ! .
ـــــــ
تاج الديــن : 08 ـ 2010
التعليقات (0)