إليك أشكو حزني و ثقل همومي ..إليك أدفع ثوراتي و ضغط حياتي اليومية ....
على حوافك الخافقة تنبض أيّامي فتسقط عنها معاني الحياة و تسقطها أمواجك في قاعك المجهول .... إلى مالا نهاية ...
ها أنت البعيد ...القريب ...حين أراك أرى حكايات السّندباد و كيف تصير الجزيرة سلحفاة و يفلت البطل من الغرق الأكيد ....
كم أخرست و كم غيّبت في طيّاتك من أجساد ملتهبة عاشقة للحياة ...؟؟
كم سخرت من اثنين اقتتلا على ظهرك فحويت بطشهما و قساوتهما إلى غير رجعة ....
أيّها البعيد ...القريب ...
المتحرّك في زرقة النّهار و حمرة المساء على وجهك ...
كم يلزمني حتّى أومن بك و أخطو نحوك بلا خوف و لا تردّد ...؟
كم يلزمني حتّى أتربّع على ملوحتك’ و أستنشق هواءك المشبع بآهات الّذين ماتوا بردا على السّفينة الحالمة ذات عام ....
أشكوك ما لك من هدوء تتبعه العواصف الهوجاء .....تتكسّر على صخرة صمّاء على جانبيك ....
و أسألك بعد الّذي كان ...أن تكون وديعا و مسالما و لا تقذف قذارتهم إلينا فلسنا بحاجة إلى
إشراقة الجمال المفخّخ حول العيون ولا إلى ابتسامة مصطنعة فقدت بساطتها بلمسة جرّاح ناجح ....
يا بحر ...لنا صحراؤنا و أشجارنا العالية نركبها بطفولتنا , فنطلّ على سفوح سهولنا الخضراء ....
و لنا أغانينا المعطّرة بأحاديث الكبار ...
و لنا حكاياتنا و تاريخنا و صور لوّنتها رائحة خبز الرّيف السّاخن ....
يا بحر هذه شاشاتهم العجيبة و هواتفهم الّتي خربت البيوت
و يتّمت الأطفال ...شاشاتهم يطلّون علينا و يسخرون من سذاجتنا و انبهارنا ......ماذا يا بحر ؟
كم اشتقت أن أرتمي في حضن عائلتي, دون أن تتدخّل مقدّمة برنامج مكشوفة الصّدر تخبرنا أنّ طائرة قد غيّرت اتّجاهها اضطرارياّ , و أنّ علب البريد المفخّخ تقلق أوربّا ....
كم اشتقت أن أصحو صباحا على صوت عصفور قريب من نافذتي ....
ينقر زجاجها و يرحل بعيدا .....
يا بحر ...
اشتقت إلى روائح قريتي المنبعثة بين الدّيار/ قهوة على طريقة جدّتي ....
و فطيرة محشوّة بالبصل و الطّماطم بيتزا اليوم
و اشتقت أن أسمع أصواتا قريبة من قلبي تحادثني و تمازحني بعيدا عن هذه الخيوط و الأجهزة المتنقّلة الّتي تتبعني ....
فهل تقدر يا بحر أن تعيد إلى قلبي دفء الماضي ؟؟؟؟
هل تقدر أن تسمعني و تعطيني لحظات نقاء على شاطئيك الواسعين ؟؟؟
أشكو إليك غربتي و حزني و ألمي ...
أشكو إليك لون دمي الباهت و مرارة قلبي ..
كم هي حزينة أيّامي مع آلات لا تنبض و لا تحسّ و لا تفهم وجعي ....
ليلى عامر 08/نوفمبر/ 2010
التعليقات (0)