مواضيع اليوم

إليك .....هل تفهم سرّ الوجع ؟؟؟؟؟؟

ليلى عامر

2010-11-09 21:05:55

0

 

 

إليك  أشكو حزني و ثقل همومي  ..إليك أدفع ثوراتي و ضغط حياتي اليومية ....

على حوافك الخافقة تنبض أيّامي فتسقط عنها معاني الحياة و تسقطها أمواجك في قاعك المجهول .... إلى مالا نهاية ...

ها أنت البعيد ...القريب ...حين أراك أرى حكايات السّندباد و كيف تصير الجزيرة سلحفاة و يفلت البطل من الغرق الأكيد ....

كم أخرست  و كم غيّبت في طيّاتك من أجساد ملتهبة عاشقة للحياة ...؟؟

كم سخرت من اثنين اقتتلا على ظهرك فحويت بطشهما و قساوتهما إلى غير رجعة ....

أيّها البعيد ...القريب ...

المتحرّك في زرقة النّهار و حمرة المساء على وجهك ...

كم يلزمني حتّى أومن بك و أخطو نحوك بلا خوف و لا تردّد ...؟

كم يلزمني حتّى أتربّع على ملوحتك’ و أستنشق هواءك المشبع بآهات الّذين ماتوا بردا على السّفينة الحالمة ذات عام ....

أشكوك ما لك من هدوء تتبعه العواصف الهوجاء .....تتكسّر على صخرة صمّاء على جانبيك ....

و أسألك بعد الّذي كان ...أن تكون وديعا و مسالما و لا تقذف قذارتهم إلينا فلسنا بحاجة إلى

إشراقة الجمال المفخّخ حول العيون ولا إلى ابتسامة مصطنعة فقدت بساطتها بلمسة جرّاح ناجح ....

يا بحر ...لنا صحراؤنا و أشجارنا العالية نركبها بطفولتنا , فنطلّ على سفوح سهولنا الخضراء ....

و لنا أغانينا المعطّرة بأحاديث الكبار ...

و لنا حكاياتنا و تاريخنا و صور لوّنتها رائحة خبز الرّيف السّاخن ....

يا بحر هذه شاشاتهم العجيبة و هواتفهم الّتي خربت البيوت

و يتّمت الأطفال ...شاشاتهم يطلّون علينا و يسخرون من سذاجتنا و انبهارنا ......ماذا يا بحر ؟

 

كم اشتقت أن أرتمي في حضن عائلتي, دون أن تتدخّل مقدّمة برنامج مكشوفة الصّدر تخبرنا أنّ طائرة قد غيّرت اتّجاهها اضطرارياّ , و أنّ علب البريد المفخّخ تقلق أوربّا ....

كم اشتقت أن أصحو  صباحا على صوت عصفور قريب من نافذتي ....

ينقر زجاجها و يرحل بعيدا .....

يا بحر ...

اشتقت إلى روائح قريتي المنبعثة بين الدّيار/ قهوة على طريقة جدّتي ....

و فطيرة محشوّة بالبصل و الطّماطم بيتزا اليوم

و اشتقت أن أسمع أصواتا قريبة من قلبي تحادثني و تمازحني بعيدا عن هذه الخيوط و الأجهزة المتنقّلة الّتي تتبعني ....

فهل تقدر يا بحر أن تعيد إلى قلبي دفء الماضي ؟؟؟؟

هل تقدر أن تسمعني و تعطيني لحظات نقاء على شاطئيك  الواسعين ؟؟؟


أشكو إليك  غربتي و حزني و ألمي ...


 أشكو إليك لون دمي الباهت و مرارة قلبي ..


 كم هي حزينة أيّامي مع آلات لا تنبض و لا تحسّ و لا تفهم وجعي ....

 

ليلى عامر 08/نوفمبر/ 2010




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات