بقلم حسن لمريس,
هكذا بعد أن نفذ صبري أيها الظالم,سأنتفض وسأثور في وجهك وإليك رسالتي...,وصدقني إن قلت لك أنني لا أخشى سيفك,لقد سبق لي أن رأيت أصدقائي يموتون جوعا وقهرا وظلما,ومنهم من فقد بصره ومنهم من أصبح معاقا,لا نامت أعين الجبناء...أعرف مسبقا أيها الظالم أن كلابك تراقبني من أعلى شرفة قصرك,تستطيع أن تهاجمني متى أمرتها بذلك,لكن صدقني تبقى الكلاب كلاب والأسود أسود,نحن أيها الظالم لن نتوقف ولن نستسلم مهما كانت الظروف قاسية ومهما أشتد الحال بنا سنواصل مهمتنا,سنظل نصرخ حتى الموت,لن ندعك تنام بسلام,أتنام أنت في الجنة ونعاني نحن في عذاب الويل؟من كان سببك في الخروج إلى هذا العالم؟قل لي بربك أيها الظالم من كان السبب؟أليس نحن؟على كل حال لقد جرفتك أمواج النسيان أو ربما عندما وطأت قدميك أرض الجنة,غيرت معطفك المليء بالأوساخ ورميت حداءك القديم في القمامة وغسلت جسمك المتسخ بعرق إخوتي الذين أوصلوك إلى مقامك العالي.
لن ينسى التاريخ جرائمك في حق هذا الشعب,ولن تسامحك أرواح الذين ماتوا شنقا والذين إنتحروا و الذين شربوا سم الفئران بعد أن قمت بالنصب عليهم ووعدتهم بتحقيق أحلامهم في إمارة بني البترول,وفي الأخير وجدوا أنفسهم ضحايا مصيدتك,لن ننسى جريمتك أيها الظالم ولن يمر يوم دون أن نذكر بها العالم ليكون شهيدا,ويوم الحساب-عند الله- لن تنقدك الحصانة ولا كلابك الضالة الجائعة,ربما تظن هذه الأرض أو هذا الوطن ملك لأجدادك الأقدمين,أو هذا الشعب مجرد (بخوش) تستطيع إبادته متى شئت بالمبيدات الحشرية,صدقني إن قلت لك انني مستعد للسجن وأعرف أنه لا وجود للديمقراطية في هذا الوطن,ولا أخشى زوار الفجر أو من أصحاب الأقنعة والسيارة ذات النوافذ السوداء,أنا لست الأول في الصراخ ولقد سبقني الكثيرون -من إخوتي- وهناك العديد منهم يجلس في قاعة الإنتظار يتابع الوضع عن كثب وينتظر أن أختفي -ويعلم ذلك مسبقا- لكي يحل مكاني,هكذا نحن لن نتوقف إن مات أحدنا سوف يخرج للوجود أخر وسيواصل تنفيذ المهمة...
ببساطة أيها الظالم لقد ضقنا ذرعا بك,لم نعد نرغب في رؤية وجهك,ولن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد الوطن يموت,سنثور وسنخرج وسننتفض وسنصرخ لكي يسمعنا العالم بأسره,وسنقول له أنك ظالم ومخادع ونصاب ولص ينهب الوطن,سنقول له أنك تريد تحويل هذا الوطن إلى مزرعة في ملك عائلتك,أحفادك يتبادلون المناصب والأرزاق فيما بينهم,بينما نحن نعيش تحت الفقر والقهر والظلم,أحفادك يركبون سيارات فاخرة ونحن نركب فوق الريح,أحفادك يمتصون دماءنا مثل خفافيش الظلام ومن كثرة مصهم لدمائنا التي لم نعد نملك قطرة منها في أجسامنا ونفرت منا جيوش الناموس التي كانت تقتات منه وإنتحرت...
هكذا إذن أيها الظالم أبناؤك وأحفادك يدسون أجسادنا بسيارتهم ويغتصبون أخواتنا في فيلاتهم,لا يخشون القانون ولا يخافون من العقاب,لأنك أيها الظالم أنت فوق القانون فكيف لهم أن يحترموه؟تبذرون أموالنا في حفلاتكم وأعراسكم وترقصون على جثث هذا الشعب الميت قبل الأوان,هذا الشعب الذي ما فتئ يتجرع المرارة عاما بعد عام,يتمنى أن تشرق شمس التغيير يوما,لتغرب شمسكم وتذهب بظلامكم وتموتوا بعيدا عن هذا الوطن,لأنه تأبى أرواح هذا الشعب الطاهر أن تجاور أرواحكم الشريرة بعد الممات,كنا نخشى على هذا الوطن من الكائنات الفضائية الشريرة ولم نكن نعلم أنكم أشد فسادا وظلما مما خلق خالق هذا الكون.
وكما قال الشاعر:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم آخره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
كم أنت حقير أيها الظالم,هل تظن نفسك إنسانا؟ أتعلم شيئا...من كثرة الضحك على دقون هذا الشعب أصبحت أسنانك صفراء,وبسبب السيجار الكوبي الذي تدخنه بأموال دافعي الضرائب أصبحت عاجزا عن التنفس,نحن لا تهمنا صحتك أو سلامتك الجسدية,وكم نتمنى أن تموت في أقرب وقت,وفي جميع الحالات لن يحضر جنازتك غير أهلك وأصدقائك الذين يعرفونك أو يشاطرونك في مهنة الكذب والنصب والضحك على هذا الشعب المقهور,طبعا سيلبسون نظارات سوداء وجلابيب بيضاء وتدمع أعينهم وتتقطع قلوبهم على وفاتك,والمغرب والعالم يعرفكم أيها النصابون...كم أنتم منافقون؟؟
التعليقات (0)