إليك أيها الراحل الكبير
شعر/ خليل الفزيع
في رثاء الوالد إبراهيم بن عبدالله الفزيع الذي وافاه الأجل المحتوم في فجر يوم الثلاثاء الخامس عشر من شعبان 1431هـ الموافق السابع والعشرين من يوليو 2010م نسأل الله له الرحمة والغفران ولنا الصبر والسلوان.
أضحى النهارُ مغيبَ الإشراقِ
لما رَحَلْتَ وأنتَ فينا الباقي
يا مَنْ حياتكَ زَيَّنَتْ صَفحاتِها
صِفةُ الرِّضا ومَكارمُ الأخلاقِ
مهما بكىَ باكٍ عليكَ بحَسْرَةٍ
أو ناحَ وَرْقٌ في ذرَى الآفاق
لن يبلغوا حُزني عليكَ وما دروا
ما ذا اعترَى كـَبِدي من الإحْراقِ
قلبي يُمَزِّقـُهُ فـراقـُـكَ سَيِّدي
بكَ أقـتدِي يا طـيِّبَ الأعْـراقِ
أشتاقُ صوتَكَ إذ يَفيضُ حَنانـُهُ
شوقَ المُصابِ لجُـرْعَةِ الترياقِ
يا سيدي أنتَ الكريمُ.. سَخيةٌ
يمناكَ.. لم تعـرفْ سِوى الإنفاق
يا صاحِبَ القلْبِ الكبير يَضُّمُنا
بحَنانِهِ في رَوْضَةِ الأخْلاق
عِشْنا بظِلِّكَ في هناءٍ غامِرٍ
بكَ نـَتَّقي مِنْ قسْوَةِ الإمْلاقِ
عَـلَّمْتنا أنَّ الحياة بخيْرها
وجمالِها عِـبْءٌ بغـير رفاق
عَلَّمْـتَنا أن المروءةَ طائِرٌ
غـَنَّى وأطـرَبَ ما شَدا بـِنِفاقِ
عَــلَّمْتَنا مَعْـنَى الحياةِ فكيفَ لا
نرنوا إليكَ وأنتَ في الأحْداق
شيَّدْتَ حِصْـنا للمكارم شامِخاً
فيه احـتمينا من رياح فِـراق
ما اغْتـَبْتَ يوما حاسِدِيك وما دروا
أنَّ المحبةَ مِـنكَ في الأعْـماق
اللينُ مـبدؤك القـويمُ تعـيشـُـهُ
بالحبِّ والإحسانِ والإشْـفاق
للبرِّ كنتَ بوالدَيْكَ مـثالَنا
نجْني الوَفا من أيْنَع الأعْذاقِ
ووقفتَ في وجهِ المتاعبِ صابرا
لا ما ثَنَتْكَ دواعِيَ الإخْفـاقِ
قاوَمْتَ في جَلَدٍ وقـدْرَةِ مُؤْمِـنٍ
داءً ألَمَّ بقَلْبِكَ الخـَفَّاقِ
يا حَسْرَةً في القلْبِ لم تُطفَأ ويا
حُـزْناً تمكن في الحَشا بوثاقِ
لما احْتواكَ اللحْدُ في أعماقِـهِ
ودَّعْـتُ وجْهاً دائمَ الإشراقِ
ودَّعْتُ نَبْعاً للثوابِ يَمُدُّنـي
بالعَفو والأجْر الجَزيل الباقي
شَيَّعتُ جسْمَكَ والسؤال يَمُضُّني
مَـنْ ذا يُشَيِّعُـني بيوم فِراقي؟
فإلى جنان الخـُلدِ يا مَنْ عُمْـرَهُ
أمضاهُ يَسعى في رضا الخلاقِ
التعليقات (0)