إلياس أبو شبكة...و أفاعي الفردوس
====================
لاأذكر بالتحديد متى اطّلعت على ديوانه "أفاعي الفردوس" و لكن ما أذكره بالتقريب في أواخر السبعينيات على الأرجح و ها أنا ذا أعود إليه و أكتب هذه القراءة السريعة
شاعر حقيقي يحمل في شعره رغبة إنسانية عميقة في فهم تفاصيل الحياة و الموت كما تقتضيها الطبيعة البشرية و محاولة فك كثير من الألغاز التي تناولها في عدد كبير من دواوينه ، و لعل أفاعي الفردس ، أحد أعمق هذه الأطاريح الفلسفية حينما يعبّر عن كيمياء البقاء و معادلة الشر و الخير و الحب و الكره ، في مواضع كثيرة مما كتب يبدي قناعته الذهنية و حسّه البشري بالألم الذي يحيط بكلّ جزء من محيطه البشري المتسخ ، و أحيانا يسخر من القناعات الفاسدة التي تربط بقاءها باللّذة و أنّ نهاية العالم تحدّدها الفطرة التي جبل عليها الإنسان...و غيره كثير في شعر هذا الإنسان الذي لم يتبن الشعر للبحث عن موقع يترصد به منافع ، مادية أو معنوية بقدر ماكانت فلسفته طرح سؤال خالد كثيرا ما يتكرر عند غيره من الشعراء الإنسانيين في البحث عن سر تجاور الحب و الكره ، الموت و الحياة ، اللّذة و الألم، العز و الجاه كما فعل أجداده الشعراء المتنبي و أبو العلاء المعري و أبو نواس...وفي مواضع أخرى يتحول إلياس أبو شبكة إلى ناقد متواضع فتستوقفه ظواهر مثيرة للتأمّل أحيانا و للشفقة أحيانا أخرى...و يعطي للشعر صبغته الحقيقية التي لم يفهمها كثير من الشعراء ، يحاول أن يقترح مفهوما مغايرا لتجربة الشعر في نظره ...
التعليقات (0)