فرنسا، وبحكم (العلاقات التاريخية السيئة) مع الجزائر، أصبح من الصعب فصل أحداثها عموما، وتلك الدامية على وجه الخصوص، عن (يدٍ طولى) للجزائر في مجرياتها !.. وكأن إيذاء فرنسا هو الشغل الشاغل للجزائر، وليس العكس !..
لذلك إنتابني الخوف عند مشاهدتي لصور الإعتداءات الأخيرة على المدرسة (اليهودية) بمدينة تولوز الفرنسية !.. لأنني قبلها بيوم أو يومين، كان آخر ما سطرت يداي على هذه المدونة، هو مداخلة (عفوية) تحت عنوان (الإنسان في قاموس إسرائيل) . فخُيّل إليّ أن (مجنونا) ما، قرأ كلماتي وأحدثت في نفسه كل ذلك التأثير، وشحنته بالكراهية تجاه اليهود، فحمل سلاحه وأردى عددا منهم ؟!..
ورغم تفاجُئي بالتزامن الغريب بين تدوينتي ـ التي عدت إلى محتواها، فوجدته عادٍ جدا بل وأقل من العادي مقارنة بما أعرفه عن نفسي ـ وبين (معاملة المثل) التي لقيها الرعايا اليهود، وما أعقبها من مشاعر الأسى والحزن والمرارة التي سادت إسرائيل !.. إلا أن تطابق صورة (الجاني المُحتمل) التي رسمتها وكالات الأنباء بالتعاون مع أجهزة الأمن الفرنسية، بتلك التي قفزت إلى رأسي أول ما سمعت الخبر ـ وقبل أن ينطق الصحفي صاحب التقرير بإسم الجاني حتى، أو يسرد بعضا من سيرته الذاتية ـ لم يُفاجئني البتة !.. فكان كما توقعته (مسلما من أصول جزائرية) !..
أما عن حدسي بأن أصابع الإتهام ستوجّه حتما إلى الجزائر، فهو (جماعي) إنتاب (كل جزائري) يعرف أن فرنسا لا تدخر جهدا أبدا في إلحاق الأذى بشعب الجزائر منذ أن رفض الرضوخ !..
وبما أن زمن المواجهات المسلحة قد ولى، فالإستراتيجيات والأهداف أيضا قد تغيّرت، وأصبحت معنويات الدول ونفسيات شعوبها هي المستهدفة !.. وليس أشمل ولا أعمّ من إستهداف نفسية (شعب الجزائر مسلمٌ ـ ـ وإلى العروبة ينتسب) !.. وليس هناك أجدى من (خلط) (العروبة والإسلام والإرهاب) في وعاءٍ واحد، واستغلال ذلك الخلط في (حملة) (ضد الثوابت الوطنية) !..
لكن السؤال الذي يبقى مطروحا، هو إلى متى ستبقى لعنة فرنسا المارقة والمتغطرسة، تلاحق جزائر العروبة وشعبها المسلم الأبي ؟!..
28 . 03 . 2012
التعليقات (0)