علي مسعاد
Alipress2010@yahoo.fr
أيام قليلة ، ويرفع الستار عن فعاليات مهرجان المسرح الشعبي المغاربي في دورته السادسة ، وهي دورة تأخرت عن موعدها ، لشهور عدة ، بسبب ظروف – تقول عنها الجهة المنظمة – للمهرجان ، مرتبطة بغياب الاحتضان والدعم اللازمين ، من الجهات المعنية ، لتنظيم مهرجان مسرحي ، يتساوق وتطلعات ممارسي الركح ، داخل الوطن وخارجه ، في منطقة تعاني ساكنتها الكثير من المشاكل الاجتماعية ، وهي بالكاد تجد قوت يومها .
مهرجان ، قيل بشأنه وعنه الشيء الكثير ، عن ظروف تنظيمه وتمويله ، وسياقات انشغالاته الركحية والفنية والأدبية ، لكن في آخر المطاف ، يبقى هذا المهرجان ، نقطة الضوء الوحيدة ، في المشهد الفني والثقافي ، بعمالة سيدي البرنوصي .
بحيث ، أنه يشكل المتنفس الوحيد لشباب المنطقة ، بعد غياب غير مبرر ، لأعضاء فرقة " السلام البرنوصي " ، التي لطالما حظيت باهتمامات المهرجانات المسرحية الهاوية ، في السنوات الماضية ، يومها كان المسرح الهاوي ، يحمل قاطرة الفن المسرحي ببلادنا .
واليوم ، حيث حضر الدعم ، غاب المسرح ، ليطفو على السطح ، العديد من الانتهازيين والدخلاء على هذا الفن النبيل ، ليقتاتوا على حسابه ، ضاربين عرض الحائط ، قداسته ونبله .
لنعد إلى خرافنا – كما يقول الفرنسيون - مهرجان المسرح الشعبي المغاربي ، الذي سيعرف مشاركة فرق مسرحية من تونس ، الجزائر ، ليبيا والمغرب ، بالمركب الثقافي حسن الصقلي ، جاء لينكأ الجرح ، من جديد : فما معنى أن تشارك فرق من مختلف البلدان ، لتغيب فرقة محلية ، لتمثيل الحي بالمهرجان ، هل هذا يعني ، أن منظمي المهرجان ، لم يجدوا مسرحية ، مؤهلة بتمثيل المنطقة ضمن فعاليات المهرجان أم أن شباب الحي عزفوا عن المسرح والركح ؟ا وأين هنا دور المركب الثقافي ، الذي افتتح أبوابه ، في وجه العموم ، هل تغيب به ؟ا، أوراش للمسرح لتكوين جيل جديد من الشباب قادر على الإبداع والخلق ؟ا بصيغة أخرى ، لماذا غاب المسرح ، عن مشهدنا المسرحي بعمالة سيدي البرنوصي ؟ا
صحيح ، أن المسرح ليس وحده من هاجر ، المنطقة ، فقل عن الموسيقى والموائد المستديرة وكل ما علاقة له بالفكر والإبداع ، الشيء ذاته وا قرأ عليهم ، السلام ، حتى إشعار آخر .
لأنه ، ليس هناك ، إرادة حقيقية ، لخدمة المنطقة ثقافيا ، فقد غابت مجموعة من الوجوه ، بحثا عن لقمة العيش ووراء برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، والمشاريع المربحة وتركت المجال فارغا ، إلا من دور شباب ، تعاني الهجر والوحدة القاتلة .
فيكفي ، الرجوع ، إلى الوراء لتجد أن الكثير من الأنشطة ، قد غابت أو غيبت ، ليحضر الفراغ ، بمختلف تلاوينه وأشكاله ،فأبن هي نخبة سيدي البرنوصي ؟ا أين هم الفعاليات وحساسيات المنطقة ؟ا أين وأين ؟ا
فما معنى ، وجود مركب ثقافي ، دون أن يشارك فيه أبناء المنطقة ودون أن يخلق حركية فنية ثقافية بالمنطقة ، ودون أن تقوم إدارته ، بمبادرات ، لتشجيع الشباب على ممارسة الفن والإبداع فيه ؟ا .
جاء المهرجان ، ليحرك البركة الراكدة ، وليجدد السؤال ، إلى متى سيظل المركب الثقافي ، يستقبل عروض الآخرين وإلى متى ستبقى جمعية محترف الواحة للمسرح ، ينظم مهرجان مغاربي ، لا تشارك فيه أي فرقة مسرحية محلية وإلى متى سيظل الفراغ الثقافي سيد الموقف ، بعمالة سيدي البرنوصي ؟ا إلى متى ؟ا
التعليقات (0)