رفعت الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية مذكرة إلى الوزير المغربي الأول عباس الفاسي حول وضع اللغة العربية بالمغرب، خاصة في قطاعي الإدارة والتعليم، في الوقت الذي عبر فيه الفاسي في تصريحه الحكومي عن نيته في رد الاعتبار للغة العربية.
وعبر رئيس جمعية حماية اللغة العربية بالمغرب الدكتور موسى الشامي عن تفاؤله بوعود الوزير الأول المغربي للاهتمام باللغة العربية في تصريحاته الأخيرة، وتفاءل لتفاعل الوزير الأول إيجابا مع مذكرة الجمعية حول حماية اللغة العربية، متمنيا أن تتحول وعوده بحمايتها إلى عمل ملموس.
وأضاف الشامي أن الجمعية المغربية ستقدم للفاسي "المساعدة اللازمة إذا طلبها منها"، وأنها ستضعه أمام مسؤولياته ليلزم الإدارة المغربية بجميع قطاعاتها باحترام الدستور والتخاطب باللغة العربية "وإلا فإن المغرب سيصبح عما قريب ملحقا بفرنسا".
في موازاة ذلك قدمت زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمغرب مؤخرا دليلا واضحا على الهيمنة الثقافية الفرنسية فيه.
ففي الخطاب -الذي ألقاه ساركوزي بالفرنسية دون أي ترجمة إلى العربية رغم وجود نواب لا يعرفون الفرنسية بالبرلمان المغربي- أشار الرئيس الفرنسي إلى ظاهرة تلقي النخبة المغربية لدراستها في فرنسا، واصفا ذلك بجسر للتعاون بين البلدين. وقال إنه فخور بعقد لقاءات مع عدد من الوزراء الذين تلقوا تعليمهم في المعاهد الفرنسية.
في المقابل اتخذت فرنسا سلسلة خطوات في المغرب في سياق تعزيز قوة لغتها وانتشارها عبر تخصيص تغطية مالية كبيرة لبعثتها الثقافية العاملة بالبلاد.
ولتقوية مكانة الفرنسية قدمت باريس دعما ماليا لثلاث أكاديميات مغربية بقيمة 2.375 مليون يورو، لدعم تعليم لغة موليير بين العامين 2007 و2009.
يذكر أن البعثة الفرنسية تعتبر أقوى البعثات الثقافية بالمغرب لامتلاكها مؤسسات تعليمية وثقافية بمختلف أنحاء المغرب. وتصل ميزانية المعاهد الثقافية الفرنسية في البلاد إلى 4.5 ملايين يورو وتخصص1.5 مليون يورو للتعاون الثقافي، وهو رقم يفوق ميزانية وزارة الثقافة المغربية.
كما أن مجموع التلاميذ بالمعاهد الفرنسية بالمغرب يصل إلى 50 ألف تلميذ حسب إحصاء رسمي للبعثة الفرنسية، إضافة إلى 33 ألف مشترك بالمراكز الثقافية الفرنسية بالمغرب.
وفي رد فعل على هيمنة اللغة الفرنسية ومواقف المسؤولين المغاربة من العربية أثناء زيارة ساركوزي انتقدت صحف ناطقة بالعربية في الرباط هذه الظاهرة.
وكتب رئيس تحرير أسبوعية "الأيام" نور الدين مفتاح مقالة بعنوان "العم ساركوزي"، تناول فيها إهانة اللغة العربية من طرف ما أسماه "لوبي متنفذا في النخاع الشوكي لصناع القرار ولجزء من النخبة يحتقر اللغة العربية بدواع شتى".
وقال مفتاح مقارنا بين سلوك الرئيس الفرنسي السابق والمسؤولين المغاربة "لقد سبق أن غادر الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك اجتماعا أوروبيا وعاد إلى باريس احتجاجا على تحدث مندوب لبلاده باللغة الإنجليزية، ونحن قدمنا لساركوزي آذانا وإن لم تفهم ضمن دبلوماسية الهدايا السياسية".
التعليقات (0)