إن الحمد الله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالَى مِن شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهدي الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لااله الا الله وحده لاشريك له وَأَشْهَد أَن محمد عبده ورسوله .
اما بعد.
فإن اصدق الحديث كتاب الله تعالى واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار، اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابرهيم وعلى ال سيدنا ابرهيم ،وبارك على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابرهيم وعلى ال سيدنا ابرهيم في العالمين إنك حميد مجيد،
قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
ويقول صلـى الله عليه وسلم: (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا
استنفرتم فانفروا) فهذا الحديث صحيح، وقد رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ومن حديث ابن عباس رضي الله عن الجميع، يقول صلـى الله عليه وسلم:
(لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا)، ومعناه عند أهل العلم: لا هجرة من مكة بعد ما فتحها الله على نبيه عليه الصلاة والسلام، وليس المعنى نفي الهجرة بالكلية، لا، المراد لا هجرة بعد الفتح يعني من مكة إلى المدينة؛ لأن الله جعلها دار إسلام بعد فتحها، فلم يبقَ هناك حاجة إلى الهجرة منها فالمسلمون فيها يبقون، أما الهجرة نفسها فهي باقية؛ ولهذا جاء في الحديث الآخر الصحيح:
(لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة)، فمن كان في بلاد الشرك واستطاع أن يهاجر فعليه أن يهاجر، كما قال الله سبحانه :
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا }
وان البعض لا يعرفون أشياء مهمة جداً عن أشياء كثيرة عن المهاجرين في اوروبا ,ولكي نبشرالمسلمين بما يسرهم وبما يفرحهم في هذه الأيام ان كثيرا من الأوروبيين الشباب أسلموا ولا تتصورون مدي انتشارهذا الإسلام في أوروبا وخصوصًا في ألمانيا،وهؤلاء الشباب الذين أسلموا،كان لهم تأثيرعجب في نفس غير المسلمين في سائرالبلاد الألمانية, أو أفضل أن قلت في أوروبا وان مسألة الدين الأسلام هي مسألة كبيرٌه عندغير المسلمين في اوروبا ،
والحمد لله الإسلام منتشر جدَا الآن في أوروبا ،و أضرب لكم بعض الأمثلة في سنة 2009 كتبت جريدة مشهورة جدًا في ألمانيا, أن عدد الذين أسلموا في عام 2004 هم ألف وفي عام 2005 أربعة آلاف ، وفي عام 2006 أربعة عشر ألفاً وهذا مكتوبً في جريدة ألمانية ،وكل يوم وأسبوع ,يسلمون الناس هنا في المانيا، وطبعًا هناك أسباب أولاً: الدعوة وثانيًا: أن الناس هنا لا يجدون سعادة في حياتهم , بعد أن ذاقت بهم الدنيا بما رحبت.
وكثيرٍ من الناس في البلدان العربية ينظرون إلى الغرب نظرة الاستحسان والإعجاب ، ويظنون ان الأوروبيين لهم نساء تلدن رجالا يطيرون في السماء ,وهذا بسبب ما يشهدنه في الإنترنت والتلفازيظنون أن الأوروبيين يعيشون في سعادة لكن عكس ما يحدث هونا في اوروبا ، نجد في إحصائيات ألمانية أن كل ثمانية وأربعين دقيقة انتحار والناس لا يعيشون في سعادة ، نحن نشهد هذا ولذلك هم يبحثون عن غاية في حياتهم ، وطبعًا نحن كمسلمين نؤمن بأن من يعيش ويعرض عن ذكر الله أنه يعيش معيشة ضَنْكًا ، كما قال الله تعالي :﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ وأن كل من يطبق الإسلام يعيش حياته في سعادة ،ولو سئلت الأن اي اوروبي ، هل تعيش في سعادة ؟ ممكن ربما قل نعم طبعًا عنده سيارة ، وعنده كذا وعنده كذا ولكن ليس عنده سعادة دين وان كل شخص علي غير ملة الإسلام لا يجد في قلبه شيئًا من سعادة,وكأن هناك فراغ ما و كأن هناك شيئًا مفقود عندهم ،و هذا هو الإيمان بلله ، و هذا هو حبل الله المتين القرءان الكريم والسنة رسول ، ولذلك الناس يبحثون الآن عن الحق والمسألة الثانية هنا في المانيا الناس يعيشون في حيرة الأنهم ليس عندهم عقيدة و أغلبية الناس ليس عندهم عقيدة .
و اما ما يقول المسلمين و العرب هونا في المانيا او أوروبا انهم محصورون و مضيق عليهم في دينهم ليس مثل غير المسلمين ،وأنهم لا يستطيعون ان يمارسو عاداتهم وتقاليدهم الدينية بحرية كما يفعل الألمانيين وغيرالألمان،
أقول:
1-ان المسلم ممنوع عليه ان يذبح الأضحية يوم العيد،بحجت
الرفق بلحيوان ،لكن غير المسلم يجوز له ذبح وسلخ. كاليهود مثلاً.
و أقول : لا عجب من منع هذه الفريضة العظيمة الكبرى، التي فرضها الله على جميع المسلمين مادامو مسلمين في اوروبا.
2-منع الحجاب والنقاب على نساء في المدارس وفي كل المجالات؟ .
3-منع المآذن عند بناء المساجد؟
4- اختلاط الطلاب والطالبات وبين التلاميذ والتلميذات وهم يسبحون سوياً في مسبح واحد ؟
ورفض الطلب الذي تقدم به ممثلو المسلمين في اوروبا، للسماح بفصل في عملية السباحة بين الطلاب والطالبات وبين التلاميذ والتلميذات .فكل منهم يكون له مسبح خاص يسبح فيه.
وهذا يعود ﺤﺮﻣﺎن ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ ومن حقوق المراة و حقوق الطفل وحرمانهم من حق السباحة واين هي حقوق اﻹنسان وﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﺪيمقراطية وهذه الحقوق يجب أن يساهم فيها كل من له قدرة وله حق في هذه الممارسة.
وهذا يشبه السجن حينما يحرم الإنسان من ابسط حقوقه التي اكتسبها بإنسانيته قبل دينه .
صحيح أن في السجن لوعة وحرمانا ويبقى السجن قيداً وإغلالاً وقد عبرعن ذلك يوسف عليه السلام إذ قال وقد أحسن به إذ أخرجني من السجن ، ولا شك أنه لا يعيش همً المسجون إلا من يحبه .
لكن هل على هؤلاء المسلمين أن يغادروا بلاد الغرب التي يحارب فيها الإسلام من خلال قوانينها و علمانيتها،ويعودونا إلى موطنهم من جديد. هذا لن يحدث ابدا، إن خروج المسلمين من ديار الغرب سيمثل في أوجع الضربات للكيان الحضاري الغربي الذي وصل إلى ذرى التقدم أصلا بجهود المهاجرين المسلمين في كل الميادين.وهل ما نراه اليوم سيمثل تحديا المسلمين ليقولوا كلمتهم في حكم الهجرة والمقام,نعم إنه لمن الواجب على كل من أراد الهجرة إلى البلاد المسلمين أن يفكر فيما ستئول إليه امورهم وإن نالكم ما نالكم ، واجهروا بالحق في كل ميدان وإن أصابكم في سبيل الحق ما أصابكم ،
لكن يتساءل المرء عن سرالمسلمون الذين يكرهون الغرب ويكفرونه الماذا ومع انهم يبذلون الغالي والرخيص في الوقت ذاته كي يجدوا لأنفسهم مرقد معزة تحت شمس حضارته و الماذا المسلم في تناقض ذاتي قاتل يشتم الغرب ويحلم بحريته الماذا المسلم يشتم بأسوأ أنواع شتم ،ثم يشتم في أ خلاق كذا وكذا في مجتمعات الغرب،ومع انه يتمنى لو استطاع أن يمتلك يوماً الحد الأدنى من حقوق الإنسان في تلك المجتمعات.
نقول لهم لا هذا ليس صحيح بل المسلمون يعيشون مع الغرب و مع كافة أتباع الأديان المختلفة سماوية وأرضية جنباً إلى جنب منذ سنين, ولم يحدث بينهم أي مشكلة، بل المشاكل كانت ولزالت بين السياسين وليس بين شعوب.
أما ما يقوله البعض عن الاندماج والتداخل مع الناس في مجتمعاتهم وأوطانهم ذلك في إطار "الانفتاح" على الآخر و التعايش مع الواقع المطلوب على مستوى المجتمع وتكوين الجالية المسلمة بحد ذاتها، كالأمية، وقدرتها على التواصل وعلى التعايش مع الآخر، فإن الواقع الجديد للمجتمعات الغربية التي أصبحت متعددة الثقافات والديانات هي حجرالزاوية في عملية التوفيق والانفتاح,اما واعي الاندماج هو الحفاظ على ذاتنا اولن كامسلمون ,ام يريدون من المسلمون ان ينحرافون كمثل للأمة السابقة.
وتعتبر ظاهرة زواج الشباب العربي من أجنبيات من بين الظواهر الاندماج والانفتاح،وهؤلاء شباب يمشوا ن على منوال
التقليد و يمشوا ن وراء التقليد الأعمى بلا روية ولا تفكير، لأن التقليد دليل الهزيمة الروحية والنفسية، وعنوان ذوبان الشخصية، ولما في التقليد من تحطيم لشخصية المسلم وتمييع لأخلاقه وقتل لرجولته سواء بقصد أو عن جهل . حتى انك لاتستطيع ان تميز في بعض الأحيان بين ذكر و انثى واسبح ذكر يمشى مشيت لأنثى ويلبس ثياب تشبه تفصيل ثياب الأنثى، و لقد كثرت في وقتنا الحاضر مظاهر تشبه النساء بالرجال وتشبه الرجال بالنساء فلم يعد الأمر قاصراً على اللباس فحسب ، بل تعدى إلى أكثر من ذلك ، فمن المظاهر التي تتصف بها المرأة المترجلة ( والعياذ بالله ) التشبه بالرجال في اللباس ، من لبس ثياب تشبه تفصيل ثياب الرجل ، ولبس البنطالون وهو من الألبسة الخاصة بالرجل أصلاً ،يجب أن يكون للفتاة المسلمة شخصيتها المتميزة ، فلا ترضى بالتقليد البليد ، ولا أن تكون تابعة ، بل تسعى لأن تكون متبوعة في الخير والصلاح ، لتنال الأجر العظيم. قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ((لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال بالنساء )) وإذا كان هذا هو الاندماج و الانفتاح فاللهم غلقه علينا امين ولا يهمنا ما يقوله عنَّا الآخرون ..
ثم ما بال هذه الأمة قد نكست أعلامها، وهزل جسمها، وأفلت الزمام من يدها، هل انقطعت الصلة بينها وبين سلفها وماضيها المشرق، أم أنها هجرت أسباب العزة وعوامل النصر.
التعليقات (0)