" ما اجمل كلماتك لوأن الذي حرمني من مواصلة تعليمي يقرأها مااجمل كلماتك لوأن كل من يقرأها يفهمها لقد ايقضت هاذه الكلمات جروح نائمه في قلبي قد اكل عليها الزمن وشرب لقد بكيت حينما قرأتها لا اعلم كيف حصل ذالك رغم أن من حولي قد جعلو مني حجرا اصم لايبكي ولايشكي لقد حرمت من مواصلة تعليمي بسبب انني انثى فأخوتي الذكور واصلو تعليمهم إلا انا ولا احمل الآن شهادة افتخر بها لأنني لم اكمل تعليمي الأبتدائي انا اعلم جيدا انه ليس الدين هوى السبب فأنا أحب ديني وألبس الحجاب وأنتقب ليسة مشكلتي مع الدين ولاكن مشكلتي مع من لم يفهم الدين لقد قلت كلمة ياأستاذ محمد وكأنك تعنيني بها وهي قولك (اما النساء المنسيات في اقاصي الجبال وفي متاهات التخلف والجهل والأمية فلا عيد لهن )اهلي ليسو سيئين معي فهم يحبوني وأنا احبهم ايضا لاكنهم حرموني من الدراسه كل صديقاتي يدرسن إلا انا لاحظ لي في الدراسه انا الوحيدة انثى بين اخوتي لهاذا كان الفصل من حقي كنت اتمنى انني ذكر ولاكن الآن حمدت الله كثيرا ان خلقني انثى لأصبر ولأحس بمعاناة النساء انا دائما ادخل الى الأنترنت وأقرأ واتعلم لعلي اعوض نفسي شيئا منما فقدت لاكني لا اجرؤ ان اعلق بأسم امرأه دائما اعلق بأسم ذكر ولا اعلم ماهوى السبب شكرا لك على مابذلت من جهد ".
في يوم المرأة العالمي اخترت أن أنقل هذه الكلمات المؤثرة كما جاءتني حرفيا في تعليق على مقال كتبته بنفس المناسبة قبل سنة كاملة. كان عنوان مقالي حينها: " نساء... ونساء"، وتحدثت فيه عن معاني الإحتفال بهذا اليوم العالمي ودلالاته في ظل واقع يحتفي بنساء المجتمع المخملي ويسلط عليهن كل الأضواء، بينما ينسى أو يتناسى كل النساء اللواتي يعانين في صمت شديد ويعشن كل أشكال المهانة تحت سطوة الذكورة وغلبة الزمان. لذلك كان هذا التعليق الذي عنونته صاحبته ب: " من أقاصي الجبال" صرخة حقيقية في وجه ثقافة الذكورة وفي وجه هذا المجتمع الذكوري الذي يبيح لنفسه كل شيء ويأخذ من المرأة كل شيء، لكنه ينظر إليها باحتقار ويمارس عليها كل أشكال الحجر والوصاية. هذه الصرخة التي تفجرها كاتبة التعليق تختزل واقعا يفرض نفسه في كل المجتمعات" الإسلامية" التي مازالت ( رغم كل المكتسبات التي نزعم أنها تحققت هنا وهناك) تتنفس المعاناة كل يوم وتداوي جراحها بالصبر و البكاء في صمت شديد لأنها لا تجرؤ على البوح.
لقد كنت دائما أعتبر الإحتفال بيوم للمرأة تكريسا لسلطة الذكورة وسطوتها. فالرجل على كل حال هو الذي اختار أن يحتفل بالمرأة، اختار أن يعترف لها بدورها الكبير في كل ما حققه من هيمنة ونفوذ ونجاح. اختار أن يلتفت إليها في هذا اليوم ليهديها وردة أو يمنحها ابتسامة، مع أن الورود والإبتسامات تهدى وتمنح في كل يوم... لكن شتان بين امرأة قطعت أشواطا كبيرة في التحرر وحققت كل المساواة مع الرجل هناك في الغرب، وامرأة أخرى مازالت ضحية للعادات والتقاليد والقراءات الوسيطية المتخلفة للنص الديني هنا في ديار الإسلام. شتان بين مجتمع تجاوز كل أشكال التمييز الجنسي وأصبحت فيه المرأة فاعلا أساسيا في التنمية والإنتاج، ومجتمع آخر مازالت المرأة فيه بصوتها وصورتها ولباسها وعملها... مثارا لنقاشات وفتاوى لا تنتهي.
في فرنسا صدر مؤخرا قانون يحظر استخدام لفظ " مدموزيل" في الوثائق والمراسلات الرسمية. وذلك في سياق الحرص على تجاوز كل ما من شأنه أن يندرج في خانة التمييز ضد المرأة، وذلك لأن المنظمات النسائية تعتبر هذا اللفظ حاملا لإيحاءات إغراءية، كما تشير إلى نوع من الخضوع لوصاية الأب قبل أن تتحول بعد ذلك إلى وصاية الزوج عندما تصبح سيدة ( مدام)... وقد كانت ألمانيا سباقة إلى مثل هذا الإجراء منذ 1972 عندما ألغت كلمة " فرويلاين" التي تعني " مدموزيل " من المراسلات والوثائق الرسمية رغم استعمالها في لغة التواصل اليومي... هكذا إذن يحق للمرأة في الغرب أن تفخر بما حققته من إنجازات وما اكتسبته من حقوق، أما المرأة عندنا فما زالت مجرد ذكرى.... محمد مغوتي.08/03/2012.
التعليقات (0)