كلما أرى قادة فتح وحماس يجتمعون من أجل حل مشاكلهم الداخلية ويخرجون بدون التوصل لحل نهائي ينهى حالة الانقسام بينهم أتذكر دائما كلمة الرئيس مبارك فى قمة الكويت الاقتصادية التي قال فيها (إن الله يساعد الذين يساعدون أنفسهم) طبعا قاصدا بها فتح وحماس والفصائل الفلسطينية ، وهذه الكلمة تدل على عمق الخلاف بين الحركتين وتدل على صعوبة المفاوضات بشأن المصالحة الفلسطينية الداخلية وبالفعل لم تتم المصالحة إلا بمساعدة النفس وتقديم أسباب المصالحة من خفض الجناح والتسامح0 ومن المشاهد بالفعل صعوبة التوصل لحل نهائي بجولات المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بالقاهرة 0 ورغم أن فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية تعلم جيدا أهمية التوصل للمصالحة من أجل أرض وشعب فلسطين خاصة في هذه المرحلة الصعبة إلا إنهم أحيانا يظهرون بمظهر غير المسئول عندما يتهمون بعضهم البعض بالخيانة أو العمالة أو ارتكاب الأخطاء وأيضا عندما يقومون بأسر بعضهم البعض أو إطلاق حرب الإعلام الكلامية التي تفرق ولا تجمع وتفسد ولا تصلح ، وعلى فتح وحماس تدرك يقينا بأن قضية فلسطين هي قضيتهم أولا وأخيرا وهم المعنيين بها قبل الشعوب العربية والإسلامية وعليهم أن يدركوا تما ما أن عصر عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي قد ولى منذ أمد بعيد ولن يرجع إلا بعد رجوع هذه الأمة الى سابق عهدها 0 ونحن جميعا نعلم أن فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية قدموا لفلسطين بل وللأمة العربية والإسلامية الكثير والكثير، ونحن لا ننسى ما قدموه من دماء الشهداء والتضحيات الكبيرة من أجل القضية الفلسطينية ولكننا انزعجنا منذ بدء الخلافات التي دبت بينهم والتي لانرى لها حل حتى الآن رغم الجهود الكثيرة التي بذلت من أجل المصالحة الفلسطينية ومن أبرزها اتفاق مكة المكرمة وحوارات القاهرة التي ما زالت قائمة و حتى الآن دون التوصل لاتفاق نهائي رغم ترقب الجميع لهذه الاجتماعات والتخوف من عدم التوصل لحل 0 فالقضية الفلسطينية أصبحت لا تتحمل هذه الخلافات الداخلية فمن الأجدر أن تكون هذه الاجتماعات من أجل إعادة الا راضى المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف0 ونحن نأسف لخروج بعض الشخصيات الفلسطينية على الفضائيات بأحاديث تحبط من عزيمة الأمة وتعمل على تأجيج الخلافات فيما بين أبناء الشعب الفلسطيني الذى صمد طيلة هذه السنوات أمام العدو الصهيوني وعمل ليلا نهار من أجل قضيته وقضية العرب والمسلمين ،واذكر فتح وحماس بقول الحق سبحانه وتعالى(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال - 46) فمن أسباب فشل الأمة وتخاذلها وذهاب قوتها هو التنازع والاختلاف0 وقال سبحانه وتعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاّذكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا 00) العمران الايه رقم 103) وعلى فتح وحماس أن يحافظوا على علاقاتهم مع الدول العربية والإسلامية على أبعاد متقاربة دون التحيز لجهة دون الأخرى أو التقليل من شأن جهة على حساب الأخرى وذالك من أجل كسب ود الجميع وكسب قلوب الشعوب ،وليعلموا أنهم ما داموا متحدين ومتعاونين فيما بينهم سوف تكون معهم الشعوب الإسلامية قبل حكامها ، وعلى فتح وحماس أن يستمعوا لصوت العقل والحكمة بعيدا عن التشبث بالرأي وأن يتسامحوا فيما بينهم ويعلموا أن التاريخ لن يغفر لهم إذا ما ارتكبوا خطأ ً فادحا بشأن قضيتهم وذالك بتماديهم فى إشعال نار الفتنة فيما بينهم وتماديهم فى حالة الانقسام التي لانرى فيها أي تراجع حقيقي ويعلموا أنه لايضيع حق وراءه مطالب به مهما طال الزمان ،ولكن لايعود الحق إلا بالتكاتف والوحدة والإيمان بهذا الحق 0وأخيرا أسأل الله العلى القدير أن يوحد صفوف أمتنا وأن يجمع شملنا وأن يحرر أقصانا إنه نعم المولى ونعم النصير
التعليقات (0)