إلى ظِلِّي اهتديتُ
لا شيءَ يحدُثُ عادةً ؛
لكنَّني – ظُهرًا - إلى ظِلِّي اهتديتُ ،
مَضيتُ أتبعُهُ لعلِّي بالغٌ مِن قارئِ الأنوارِ رُشدًا !
فاستطالَ إليَّ أو أنِّي انثنيتُ .. فلستُ أذكُرُ ؛
إنَّما قَدْ قالَ لِي بحماسةٍ :
أنا سيَّدُ التَّلميحِ إذْ يهفو إلى وصفِ النَّداوةِ ،
رغوةُ الشَّوق المُميتِ ،
و صاحبُ القاموسِ في رصدِ انكساراتِ الكلامِ ..
على النَّوافذِ ،
و الأمينُ على تفاصيلِ المُلاءةِ ،
و اشتقاقُ الـ (الهاءِ) مَعقودٌ على (ألفِ) المَسافةِ ..
حِيلتي الصُّغرى !
فيا وغدُ احترمْنيَ إنَّ لِي لُغةً ،
و صاحبةً ،
و أطلالَ المَدينةِ : للبُكاءِ الشَّاعريِّ ،
بنفسجًا ؛
– أو ما تخلَّفَ من تَكاسُلِ غانياتِكَ –
كنتُ أنشَقُهُ .. لأَشفيَ حَسرتي !
لي ما شهدتُهُ و انطوى ؛
لي قطرةُ العرَقِ التي سالتْ على خدِّ الصَّبيَّةِ ،
قطعةُ المَنديلِ في يدِها تكادُ تدوخُ مِن أثرِ الرَّحيقِ ،
و طيَّةُ الفُستانِ حينَ ينامُ نرجسُها على ترفِ الأريكةِ ،
خَتمُها :
قوسٌ من العُنَّابِ مَنقوشٌ على فِنجانِ قهوتِها ،
الوداعةُ :
ضِيقُها الطِّفليُّ ممَّنْ خلفَ مَقعدِها يُدخِّنَّ السَّجائرَ ،
سِحرُها :
(شُكرًا !) تُجازي خِفَّةً مِن نادلِ المَقهى ...
أنا .. لي كُلُّ هذا منذُ أنْ أُطعِمتُ ضِرعَ الشَّمسِ ؛
و انكسرَ الزَّمانُ على حُضوريَ ..
و انفلتُّ – كما تَرى – يا وغدُ ،
لمْ يصمُدْ سِوانا ؛ لا سِوى غَيري و غَيرِكَ ..
فاحترمْني !
قالَ ظِلِّي ..
واحدي المَأمونُ ؛
حيثُ لزِمتهُ عندَ الظَّهيرةِ ،
و انتبهتُ لجُرحِهِ الدَّامي مساءً ..
و افترقْنا !
كُتبَ النَّصُّ في صيف | 2011 .
منشورٌ في صحيفةِ "الصَّباح" العراقيَّة ؛
عدد 19 | تشرين الأوَّل | 2011 .
اللَّوحةُ بعنوانِ :
Be Right Back
للتَّشكيليِّ الألمانيِّ:
Floris Neusüss
سعد الياسري
تشرين الثَّاني | 2011
السّويد
الموقع الشّخصيّ
التعليقات (0)