عد ياطائر الشمال ...فقد رحل الصقيع
مهداة إلى الأستاذ العظيم|
محمد عبد المجيد...
أيها الطائر الشادى بتراتيل الحرية...
أيها النورس المحلق فوق شطآن مصر الأبية...
أيها الشراع الذى تحركه الكرامة الإنسانية...
سيدى لو تعلم قدرك عندى لعرفت كم الطلقات التى
زختها حروفك عبر فوهة قلمك الحر الأبى الشريف فى صدرى وفى صدور الملايين من شباب مصر الطاهر...
سيدى كم غالبت العبرات وأنا أطالع هذا المقال الآن
لأنى قرأت معظمها وبمجرد ذكركم لعناوينها
أثرت فى نفسى خليطا من الذكرى والشجن والإيمان بكل حرف سطرته يدك النقية...
سيدى كأنك كنت تنظر من سجف الغيب
وأنت تدبج المقالة تلو المقالة بنفس الروح الثورية الوثابة..
وإن كنت أجد طعما لاذعا للأحباط فى بعض السطور أحيانا ..
ثم ماتلبث أيها الرائع أن تواصل الغليان
لأرى المرجل يفور ويزبد ونستشعر حرارته بل وهجه ولهيبه المستعر فيما بعدها من سطور...
سيدى الذى لاأعرفه إلا عبر سطوره لن أخفيك سرا أنك كنت ملهمى ...
وأنك جعلتنى أجمع أمتعتى وألعن ضعفى وجبنى وأحمل عمرى عاى راحتى وأتوجه إلى ميدان التحرير...
وأظل أردد مع الأفواه الطاهرة ..
الشعب..يريد..إسقاط النظام...
واستلهمت روحك يوم الخميس مع سماعى لنهيق رأس النظام فما تسرب اليأس إلى نفسى أبدا وبادرت برفع حذائى لأفاجأ
بأن الجميع من ورائى قد رفعوا أحذيتهم فى الوجه القبيح ...
وأخذنا جميعا نردد...ارحل ...
بكل اللغات ...
وبكل الأساليب ...
وكأن أبواب السماء كانت على موعد مع زفراتنا الملتهبة وحناجرنا المبحوحة...
حتى كان ظهر الجمعة وعصرها لتنطلق الحناجر بالدعاء عليه عقب الصلاتين ...
سيدى رأيت فى ساحة التحرير ملائكة تسرى على قدمين ...
مختلف الألوان ...
مختلف الأطياف ...
مختلف الأزياء تكسوالأجساد...
ملائكة ترتدى الجينز ...
وملائكة معممون ...
وملائكة مطربشون...
وملائكة مقبعون ...
وملائكة محجبات ...
وملائكة سافرات ..
رباه ماهذا؟؟؟؟؟؟؟؟ ..
لكأنى قد قبضت وطافت روحى برياض الجنة ...
ثم تخفق الأجنحة لتضع الملائكة أقدامها
على أرض الساحة حين يطالعنا وجه نائب القبيح فيقبض روح سيده فى ثمانى ثوانى ...
ماأسعد الخبر .......
بل ماأروع وقعه على الأذن ...
فجأة تهاوى العبء عن كواهلنا ...
فجأة بزغ النور شعاعا من تحت أقدامنا ...
فجأة تفجرت ينابيع التحرير دموعا فى مآقينا...
عبق الأريج الزكى فى جوانب الميدان....
وأخذت عيوننا ترنو إلى صور الشهداء ...
نراها مبتسمة ...
نسمع دبيبها فى قلوبنا ...
ونقرأ حروف الكلمة على الشفاه الطاهرة ...
مبروك...
مبروك...مبروك..........................
أرجوك سيدى أخبرنى عن تاريخ عودة طائر الشمال إلى عش الوطن الدافىء
حتى أكون فى شرف انتظاره رافعا لواء اسم هذا الوطن الذى أستشعر ثلاثية حروفه تسرى فى خلايا جسدى
(م ص ر )...
تحياتى ملهمي
أعجبني التّعليق كثيرا و أستسمح الأخ فوزي على إدراجه كموضوع مستقلّ
تحيّاتي .
التعليقات (0)