مواضيع اليوم

إلى شهداء جسر الأئمة

nasser damaj

2010-09-06 16:39:04

0

إلى شهداء جسر الأئمة

خليل الفزيع

 

يعتبر يوم الأربعاء 31/8/2005م يوما حالك السواد بالنسبة للعراقيين بل وللمسلمين جميعا، حيث وقع حادث "جسر الأئمة" على نهر دجلة، وبلغ عدد ضحاياه نحو 1000 شهيد، وآلاف الجرحى في حادثة التدافع التي وقعت على هذا الجسر، بينما كان ما يصل إلى مليون من الشيعة يتجهون إلى مرقد الإمام موسى الكاظم لإحياء ذكرى وفاته، وهو من ذرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. وسابع الأئمة الإثني عشر عند الشيعة، فللشهداء الرحمة، ولذويهم الصبر والسلوان.
تنوحُ الرياح
تبوحُ الجراح
ويطغى جنونُ الغلو
وبين انهمارِ الجنون
وسوءِ الظنون
يُزمجرُ عنفٌ تغذى بحقدٍ دفين
يعكِّرُ صفوَ الأمانِ سلاح
ورعْبٌ تمادَى وخيَّمَ بين الجموع
فتبكي المراقدُ في صمتِها
وتصحو الشدائدُ من قبرِها
تمثدُّ المآسي يَداً
لتلك القلوبِ التي
رماها الزمانُ بسهمِ الجحود
وتلكَ الحشود
تناغَمَ في زحفِها..
وفي حزنِها
أنينُ الثكالى.. بكاءُ الوليد
على الجسرِ داسَ الشقيقُ الشقيق
إلى النهرِ جَرَّ الرفيقُ الرفيق
وطفلٌ وشيخٌ وآهةُ حزنٍ عميق
تراكَمَ همٌّ بثقلِ الجبال
تنوءُ به
كواهلُ أقوى الرجال
وتاهَتْ خُطى الباحثين
عَن السِّرِّ خلفَ غيابِ السؤال
وسر انشغالِ دعاةِ الوفاق.. بهمِّ الغزاة
وينسون همَّ الحفاة
وينسون ألفَ شهيد
وألفَ وألفَ جريح
يغذون حلمَ الإباءِ بصمتٍ صريح
ويتلوُنَ سِفْرَ النشامى.. إذا ضمَّهم
مكانٌ يضجُّ بصوتِ الأغاني
وغنجِ الغواني
وكأسٍ ترسَّبَ فيه لهيبُ المعاني
سؤالٌ تكدَّسَ فيه ركامُ السنين
وما من مُجيب
فأين الشقيقُ التقيُ.. الأبي؟
ومَنْ شغلتْهُ مآثرُ أمسٍٍ مضى
وأفلتَ منه سماعُ النحيب..
تصامَمَ حتى تلاشى ضجيجُ الدروب
تحَجَّرَ حتى غدا قلبُهُ
كصخرٍ تهاوى بوادٍ سحيق
وهذا المصابُ تُشَقُّ عليه الجيوب
ومن حَرِّهِ
تذوبُ القلوب
وكيف يكونُ القريبُ الغريب؟
وماذا يقولُ المُصابُ
وقد حاصرته صنوفُ الخطوب؟
يا دجلةَ الخيرِ ما ضاقتْ بكِ الحيلُ
ومن سَناكِ عـيونُ الناس تكتحلُ
تجري مياهُكِ والأهـوالُ ما بَرِحَـتْ
رغمَ المآسي إلـيكِ الحزنُ يبتهـلُ
أين المروءةُ في قـومي وقـد شطحَتْ
بهم ضغائنُ تُبدي سـوءَ ما عملوا؟
صـمتي بصمتِكِ مقـرونٌ أيا وَجَعي
لمِّي الجراحَ فـلا خـوفٌ ولا وَجَلُ
جسـْرُ الأئمةِ عـانـقْ خطـوَ أفـئدةٍ
توحَّدَتْ فـي هـواها رغمَ ما فعلوا
وأكتبْ على وشوشاتِ الريحِ أحجيةً
بهـا يطيبُ الهوى والجرحُ يندَمِلُ
وسـرُّهـا مـن بذورِ الحبِّ تزرَعَهُ
في الضـفتين.. ومنه يرتـوي الأملُ

(لم تدر خائنة الأيام أن الأيادي المغلولة إلى الأعناق تجترح بكارة الطهر، وتسبي صبوة الانعتاق من قبضة الحزن.. تتساقط أوراق الأعمار التي قصفتها رياح البغضاء الهوجاء.. في أرض تربتها المحبة ونبتها الحنظل.. ماؤها الشهد وشرابها العلقم.. أجواؤها المضمخة بعبق الأمجاد تمطر حقدا وإرهابا، بعد أن اقتحم التتار أسوارها المنيعة ليزرعوا الفرقة والشقاق.. واندس المرجفون في صفوف أبنائها ليتوارى الوفاق.. وينهش الرفاق أجساد الرفاق.. وتموت الفرحة في الأحداق.. وتجتز السيوف الأعناق.. والإيمان ينادي: لا غالب إلا الله ).
أما آن للشرِّ أن ينطوي
سِجِلٌ له
تلوَّثَ دوما بكلِّ الخطايا
وكلِّ المعاني الهزيلة
وكلِّ الرزايا
فمن لليتامى؟
ومن يزرع الوردَ في دربهم؟
ومن للطفولةِ غنى
أناشيدَ تدعو إلى حبهم؟
ومن للأراملِ.. من للشيوخِ؟
ومن للفضيلة يُرْسي هواها
بكلِّ الموانئ؟
إذا قام سَدٌّ من القبحِ يوما
بوجْهِ الجمال
إذا ما تنامى من الشوكِ صرحٌ
لحجبِ الورود
وذاكَ الجمالُ وتلك الورود
قذىً في عيونِ الشقي العنيد
فمهما رياح السموم تهيج
سيبقى نسيمُ الربيع
ويبقى الجمال
ويبقى من الوردِ أزكى الأريج
ويمحو فلولَ الغلوِ.. وغزوَ التتار
وينزعُ كلَّ الجذورِ التي
تغَذََّتْ
بإرثٍ تمادَى
خلالَ االسنين
ويزرعُ حباً ندياً بكلِّ الدروب
ويبقى الوفاقُ.. ويبقى العراق أبياً بكلِّ القلوب.

                                                      كتبت في 6/9/2005

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات