مواضيع اليوم

إلى زهراء في عيدها الأخير

إسماعيل الصياح

2013-08-17 12:36:54

0

الى كل اطفال العراق الذين حرمهم الارهابيون من عيدهم
والى روح ابنة جاري التي توفيت اثر حادث مؤسف واختها الاصغر
اهدي هذه الكلمات
......................................
..................


كَكُلِ الزُهُور ِ
كَكُلِ الحماماتِ
كانتْ بناتُ العراقْ
تطوف على شاطئ الدجلتين
وترتاح في ضفة غافية
وكانَ لزهراءَ حلمٌ جميلٌ يقيها رفيفَ الملاك إذا ما أتاها بلا موعدِ
وكانَت على الشعرِ قراصتانِ
وأشرطةٌ مثل لون الشفق
وثوبٌ بِكُمٍّ طويل ودميةُ قُطن
تطرزها فرحةٌ مقفرةْ
وكانت تحب الحليب كثيرا
وتبكي طويلا من العنكبوت
وكانت طوالَ النهاراتِ ترسُمُ نخلا
وترفو الأراجيحَ بين الجذوع
وترسم بدرا بلون الغسق
وكانتْ طوالَ الصيامِ الثقيل
تؤوب إلى ربها صاغرة

وكانت تدس ابتساماتها خلسة في وجوم التعب
اذا عاد والدها في المساء
لتذروا غبار الشموس التي لونت وجنتاه
فترسوا على شفتّيه النجوم
لزهراء كان الحياء موشى بكل الطيور
وكل أزاهير ذاك الربيع
وكانت تصلي صلاة الفَراش
لان الوجوب عليها محال
فلم تكتمل بعدُ سن الظنون
ولكن أحلامها المنتقاةُ
تداعتْ
رويدا إلى مجزرةْ
فيا ذلك الدرب
هل حدثتك ابتهالاتها قبل صمت الفناء
ويا ذلك الربّ
هل كان حقا عليك اقتلاع شذاها من العمر
في ذلك المفترق
فلا تلهني
إنني احترق
فدعني اغني أناشيد أنفاسها الطاهرة
ودعني أغطي بقايا مفاتن في وجهها ظاهرة
ودعني ألطخ فستانها من دموع الورى
وداعا حبيبة قلبي الشجي
وصبرا لآلك مما جرى
 
 
إسماعيل عبيد الصيّاح




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !