مواضيع اليوم

إلى ريان

دارين طاطور

2012-07-29 10:08:24

0

إلى ريان..

الطفلة ريان العميان ولدت في تاريخ 01-04-2009 واستشهدت على يد أحد قناصي نظام الأسد في تاريخ 08-07-2012 وكل الأطفال الأبرياء الذين قضوا نحبهم وهم لا ذنب لهم سوى أنهم عبروا بلسانهم بأنهم يحبون الحرية ويسعون للأمان.
قصيدة ريان هي قصيدة لكل طفل استشهد في كل بقعة من الوطن العربي.. في فلسطين.. في مصر.. في لبنان.. في ليبيا.. في الكويت والإمارات.. في اليمن.. وفي سوريا.. في بورما.. وا أسفي لأن القائمة طويلة وطويلة وطويلة.. ......

 

البَحْرُ أَغْرَقَ أَحْرُفي
وَالقَلْبُ يَقْتُلُهُ العَذابْ
فَتَبَعْثَرَ الحِبْر الكَئيب عَلى وُرَيْقاتِ الزَّمانْ..
وَتَعَثَّر الفِكْر الحَزين بِصورةِ الطِّفْلَةْ
رَيانْ
وَنَطَقْتُ شِعْري بِاضْطِرابْ:
يا هذِهِ الدُّنْيا حَرامٌ
طِفْلَةُ تَغْتالُها أَحْقادُ قَنَّاصٍ
تُغَذِّيها رَصاصاتُ الذِّئابْ..

يا طِفْلَةً أَلقَوا بَراءَتِها بِلا حسٍّ
يُغطِّيها الدِّماءِ عَلى الطَّريقِ بِلا ضَميرٍ
أوْ حِسابْ..

آهٍ ريانْ
أَلْعارُ ثُمَّ العارُ يا دُنْيا البَشَرْ
لا شَيْءَ يَقْرِبُ ما نُقاسي
مِنْ شُروخٍ وَاكْتِئابْ..

لَا شَيْءَ يَعْدِلُ دَمْعَ أُمٍّ
تَرْوي مَآقيها التُّرابْ..

لا شَيْءَ يَفْصِلُ بَيْنَ جُرْمٍ
أَوْ عِقابْ..

لا شَيْءَ يَشْفي جُرْحَنا المَكْشوفَ
في دُنْيا الضَّبابْ..

لا شَيْءَ يَقْصي طَيْرَنا
عَنْ سِرْبِ تيهِ الإغترابْ..

هذي شُجوني قُلْتُها
وَالدَّمْعُ يَنْضِبُ مِنْ طُفولَتِنا
دَمًا يَغْتالُ أَزْهارًا تُراقِصُها الهِضابْ

فَالطّفْلُ يُوْلَدُ كُلَّ يَوْمٍ
في الرِّحْمَ مَقْتولَ الجَوابْ:
ما أَسْهَلَ القَتْل المرُيب
بِدونِ رَحْمٍ أَوْ عِتابْ..!
ما أَهْوَنَ الجُرْح المـُدَمَّى
أَنْ يُوارى كَالسَّحابْ..!

ثَلْجٌ فُوادي..
بَلْ وَكُلَّ مَشاعِري قَدْ جُمِّدَتْ
لكِنَّني ما زِلْتُ أَحْيا شاهِدًا..
كُلَّ الفَجائِعِ بِاقْتِضابْ
أَيْنَ الصُّحابْ..؟
أَيْنَ القُرابْ..؟
غابوا جَميعًا..
أَمْ تَواروا تَحْت ذَرَّات التُرابْ

القَلْبُ ناحَ كَثاكِلٍ
كُلَّ الأَماني لِلصِّغارْ
وَالعَيْنُ تَذْرِفُ أَدْمُعٍ
تُسائِلُ الله الخَلاصْ..!
تُسائِلُ الهَمَّ الثَّوابْ..!

أَيْنَ العُقابْ..؟!
لِيُعيدَ مَجْدَ شَهامَةٍ كانَتْ بِنا
وَيُزيل حُكْمَ الذُلِّ عَنَّا
حامِلٌ عَدْل الكِتابْ..

يا لَيْتَني.. يا لَيْتَني..
كُنْتُ العُقابْ..
كَيْ أَحْضُنَ الأَطْفالَ
أَحْمِلُهُمْ إِلى ميلادِ عُمْرٍ
لَيْسَ يَحْويهِ العَذابْ
ميلادِ نورٍ
مِثْلَ نورٍ الأَنْبِياءِ
وَنورِ حَقٍّ في الشِّهابْ

دارين طاطور
11-07-2012
15:47




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !