مواضيع اليوم

إلى جنان الخلد يا علي

فائزة الفرج

2012-02-05 00:03:06

0

اختبأت وراء  الجدار أداري انكساري برحيلك اليوم يا أخ لم تلده أمي ويا ولد لم يلده رحمي أغلالا من الذهول والحسرة قيدت جوارحي.! وخزه من الألم سكنت أضلعي.. وخلجاتي الحزينة ضاق بها صدري ..أعيش صراعات بين قلبي وقلمي .. أول مرة اكتب ولن تقراه كما عودتني !وها هنا اعزف وتر القلب الحزين بعض مواجعي ..وأتوسد  الذكريات التي تسكنني !
غير قادرة على التصديق عندما سمعت خبر وفاتك.. مشاعر مضطربة بين لذة الأمل وحرقة الألم .. لذتها تجبرني على بقائك برغم كل ما يقال .! متجاهلة نبضات قلبي المقبوضة وأحاول إخراسها ..تمسكت بخيوط الأمل ولم أيأس من بقائك حي.. ذهبت مهرولة إلى منزلكم ورجلاي لا تحملاني لخوفي مما أشاهده ..ولأقطع الشك باليقين فخارت قواي ..عندما رأيت أمك المفجعة وهي تصرخ باسمك غير مصدقة بموتك !وكل من كان حاضرا يبكيك لحظتها فكرت أني اصرخ بوجههم لا تبكوا "علي" موجود بيننا ولا تدعوا عليه بالموت  فأجهشت بالبكاء مستغرقا في دهشتي صرخت مهلاً ..صمت مخيف خيم بإرجاء المكان ..عيون حائرة ..وجروح نازفه.. وأنا  أصبر قلبي الموجوع .. بالأصح اخدع نفسي المسكينة التي تنتظر مجيئك .. للمرة الأولى تخذلنا يا "علي" ولم ترجع كما وعدتنا بالرجوع ..رحلت بدون وداع..استعجلت الرحيل ما هكذا الظن بك !هان عليك أن ترحل بدون أن تودعنا! وليس من طبعك الجفاء ! وعدتنا وأخلت وعـدك ..وعاهدتنا ونسيت عهـدك..ماذا أصابك يا علي وأي جرح يؤلمك وكانت سبب نهايتك! عهدتك قوي وتتحمل ما يصيبك! لم اصدق حتى عندما رأيت نعشك المحمول والجميع يكبر ويدعوا لك بالرحمة والمغفرة ..يا حسرت قلوبنا على قبر يحوي جسمك النحيل ..ويا لفاجعة على شباب توسد الثرى..! لما استعجلت رقدة القبور الموحشة..ومجاورة أحبائنا الميتة وهم فرحين بلقائك اليوم!كنت في عجلة على الزواج أتذكر فرحتك وأنت تخبرنا بإكمال نص دينك ..ضحكت وقتها عليك وسألتك لما العجلة ! قلت ولما التأخير لا نعلم غدا ماذا يجري ..وكأنك تعلم إن عمرك في الدنيا قصير ! وزفافك سيكون في القبور .. وعروسك حور من الجنة .. سرقت الحياة ورحلت .. فسلبتنا طعم السعادة.. أتذكر ضحكاتك وهمساتك .. كنت المح الأمل  بابتسامتك وأشعر بالأمان بطهرك وصفاء قلبك .. آه يا "علي" طيفك يلاحقني بكل مكان كيف اصدق خبر وفاتك ولم تكن مريض فارجوا لك الرحمة بالموت ! قصمت ظهر أبوك اليوم ..وفجعت قلب أخوانك ومحبيك برحيلك ما حال أمك هذه الساعة انتظرتك سنوات حتى تكبر.. سافرت رغم عنها فهي لا تطيق الصبر في بعدك عنها وتعد الأيام والليالي لتقر عينها برؤيتك !واليوم تفقدك بلحظة حكم فيه القدر الإلهي وتمنت أنها لن تنجبك وتسهر بك الليالي .. وتندب حظها بالخيبة والندامة،من لها من بعدك وأنت الغالي ونبض فؤادها.. من يداوي نزفها.. ويضمد جرحها.. ومن يواسيها ويسكن أنينها ويعيد البسمة لحياتها ..وأنت عضدها وسندها في الحياة..وها هي اليوم تعدد سجاياك وتتحسر على غصن انكسر قبل أوانه..وبدر خسف قبل اكتماله.. ولم تعد هناك نجوم في السماء فجميعها كفنت بنعشك وعزمت الرحيل وأبت السكون في كون يفتقد نجمك الوهاج .! الوداع يا "علي "سيبكيك القلب قبل العين وان كنت رحلت بجسدك عنا ستبقى في قلوبنا حتى يجمعنا الله بك ولو بعد حين ..كل من حولك  يشهد بطيبك وحسن سيرتك ونقاء سريرتك وطيب قلبك ورجولتك رغم صغر سنك ..نسأل الله لك بالرحمة والمغفرة وعيش السعداء ومنازل الشهداء ومجاوره الأنبياء ..إلى جنان الخلد يا شباب.. وأن لله وأن له لراجعون .


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !