في أول مقال نشرته عن جرائم النظام السوري ، بعنوان :" الانسان العربي ومجتمع الخوف" وما تلاه من من مقالات كثيرة عن عمالة النظام السوري للغرب وشاكرته لهم في التصدي لوقف الظاهرة الاسلامية، وذلك كما وضحته كذلك فضائح ويكليكس، وباعتراف كبار من القادة السوريين، والحديث عن قمعه للحريات، وملاحقته للشباب الملتحي وفصل النساء الملتزمات من وظائفهن، كانت تعليقات القراء تنهال رداً على ما أكتب بالسب والسباب تارة وأخرى بالتخوين، مدعين أن الامن مستتب في سوريا، وفي مقالي الاخير :" انتهى القذافي فاستعدوا يا شعب سوريا الابي" اختلفت لهجة المعلقين، والتي هي لسان الحكومة السورية، وظهر الرد وكأن من كتبها يكاد يغشى عليه من الموت، واختفى السباب والشتم، وحل محلها مظهر الاستجداء وجلب الشفقة، طالبين أن نتركهم وشأنهم، وألا نعمل على تأليب الشباب السوري على أن يقتص من هؤلاء المجرمين.
وما يجري على ارض الواقع مصداق للحالة التي بتنا نلاحظها من ردود الاجهزة الامنية السورية، والتي توضح الرعب والخوف وخصوصاً أن النظام الليبي الحليف لدول الصمود المزعومة في طريقه الى الاندثار، بل ووصل الامر بالنظام السوري إلى أن يرسل طيارين وقوات مغاوير الى ليبيا لتشارك في تقتيل أهل ليبيا الابطال، كما كشفت عنه صحيفة الشرق الاوسط عن مصادر للمعارضة الليبية، مدركاً أن سقوط قلعة الصمود والممانعة المزعومة في ليبيا سيتلوها نهاية وشيكة لقلعتهم في دمشق، مما كشف للعالم بأن النظام السوري نظام اجرامي لا يقل بشاعة عن نظام القذافي السفاح، وأصبح ينظر إليه ينظر بكثير من الشك والريبة والعمالة وقليل من الاحترام.
والنظام السوري بات يدرك أنه في ساعاته الاخيرة، بل ويعلم علم اليقين أن الشعب السوري الجبار سيسحقه ويكسر شوكته، ويقضي على إجرامه،كما سيقضي الليبيون على إجرام القذافي قريباً باذن الله، ويعلم النظام السوري أن ثورة الشعب السوري قائمة لا محالة، ولذا فهو يلعب لعبته الاخيرة في محاولة إنقاذ نفسه من براثن الموت المنتظر.
ولذا كان لا بد هنا من ملاحظة الى أبطال سوريا، ولا شك أنهم أجدر الناس بأن تكون قد وصلتهم واستوعبوا من درس اخوتهم في ليبيا الكثير، فاقول لابطال سوريا انهم اذا قاموا ببطولتهم فإن النظام ستيتهاوى صريعاً تحت اقدامهم في أقل من الايام الخمسة التي اسقط بها الليبيون نظام الطاغية القذافي، بل يجب أن يقوموا اليوم بهذا الثورة ليوكدوا لاخوتهم في ليبيا أنهم غير راضون عن جرائم النظام السوري ومشاركته للقذافي في تقتيل أهل ليبيا، وهنا يجب ان ينتبه ابطال سوريا الى هذه النقطة ويحسموا أمر هذه النظام من وقته، وفي الوقت الذي سيخرج فيه طاغية الشام عاوياً كما كان عليه طاغية ليبيا يجب أن يكون ثوار سوريا قد اجتثوا هذا النظام من جذوره، وذلك قبل ان يفكروا باي احتفال يقيموه بسقوط المدن السورية بإيديهم، حتى لا يعطوا الفرصة له لارتكاب جرائمه كما يرتكبها الان في ليبيا، فهبوا يا شعب سوريا الابي فإن الله يعدكم بالنصر لتذوقوا طعم الحرية التي فقدتموها منذ أربعين سنة، والتي يسعى لها اخوتكم الابطال في ليبيا، وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، والعاقبة للمتقين.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)