إلى المتردد مشعل ..... انتخابات بالخط العريض
د. منصور منصور/
لم يكن من وليد الصدفة يا أبا الوليد أن تصبح رهين المحبسين ، الأولى رهين السياسة الإيرانية والأخرى رهين حفنة من المنتفعين والمتمردين في غزة ، ولكن آثرت على نفسك بأن تكون واحد من هؤلاء وأن تبقى خارج اللعبة لأن حساباتك الخاطئة أفضت لأن تكون هكذا ، إن حساباتك مع العملاقة فتح أخطأت الهدف ، لأن حركة فتح وقيادتها الحكيمة لا تخضع للابتزاز والمساومة حتى ذهب بك الغرور إلى أكثر من ذلك من خلال مقارعة الكبار ، ولأن أبجديات السياسة التي تمتلكها هي اقل بكثير مما تحتمله أنت وازلامك ، إن خروجك عن بيت الطاعة المصري دفعك بالغرور لتعلن على الملأ وتصرّح بأن أي حل في الشرق الأوسط لن يمر بدون حركة حماس حيث أخذتك العزة بالإثم حتى أصبحت تمارس الموبقات ليل نهار من التصريحات والفرقعات الإعلامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع وتركت خلفك مئات الآلاف من الفلسطينيين ينتظرون لحظة الأمل والانفراج بتوقيع المصالحة ولكنك عشقت أن تعيش الدور من خلال النيل من عزيمة وسيادة مصر وكأن الأمر هو بمثابة رقصة مسرح .
أيها المشعلاني ، إن امتهانك الرقص على المسارح ليس كالرقص في قاعات السياسة فأنت تجيد النوع الأول واعتقدت أن مسرح أوبرا عايدة في القاهرة لا يتسع لهذا المجال في كل الأوقات ، ولكنك لم تكن تعلم بأن المفاوضات لها نهاية ، وصبر الشقيقة مصر قد نفذ وضاقت بها ممارسات حركتكم الصبيانية ذرعاً من خلال سياسة المد والجزر التي انتهجها مفاوضو حركة حماس .
فلو تخيّلنا بأنك في قفص الاتهام وفي موقف المترددة ماذا ستكون إجابتك لأبناء الوطن هل ستصرّح علانية بأنك مارست المعصية أو الرذيلة ؟؟ ، أم هل ستطلب الغفران ؟؟ ولكن لا أعتقد بأن التاريخ لا يرحم ، فكم جلدة تسحق على أفعالك ؟؟ ، مائة ، مئتان ، ألف ، وربما أكثر لكي تكفّر عن خطاياك .
ألم تتذكر عندما أعلن الرئيس أبو مازن بأن كل الشعب الفلسطيني مدعو للذهاب إلى الانتخابات بقلب وعقل مفتوح ، ألم تعطيكم حركة فتح كل ما تريدون وتعالت على جراحاتها وذلك من أجل الخروج من المأزق ومراعاة لأوضاع الناس المعيشية المتردية ومن منطلق الحرص والمصلحة الوطنية ، إن دعوة الرئيس هذه تنم عن شيم الكبار ولأن الترفّع عن الصغائر هي سمة من سمات القادة الأفذاذ .
ولكن ما إن خرج المرسوم الرئاسي ليعلن أن 24/1/2010 هو يوم انتخابات الشعب الفلسطيني حتى وقع الخبر على مسامعكم كالصاعقة وكأنكم استبعدتم اتخاذ مثل هذا القرار وما أذهلكم هو موقف الفصائل الفلسطينية التي سارعت إلى الترحيب بهذا القرار والإعراب عن رغبتها الأكيدة بالمشاركة لأنها تعلم جيدا بان صبر العرب والعالم والشعب الفلسطيني قد نفذ ولا مجال للتأخير والمناورة .
إن مستقبلكم مظلم وشركات الإنتاج في إيران وسوريا وقطر ربما بعد ذلك لن تمنحك الترخيص الكافٍ لإحياء الحفلات الماجنة فيها على قرع طبول الهزيمة والانتكاسة والعار ، فالإنتاج الحقيقي يكمن في مدى رضا الشعب الفلسطيني عن مواقف قياداته التاريخية بغض النظر عن ألوانها السياسية وبما يصّبْ في مصلحة الوطن والمواطن والقضية ، ولكن أنتم من رضيتم لأنفسكم أن تكونوا نشازاً إلى أن تحكم المحكمة في قضية المترددة لتعلن بعدها أما التوبة وأما البقاء على قارعة الطريق .
إن قطار الزمن قد فاتكم ، وتجارتكم الخاسرة إلى زوال ، وسيكون يوم الرابع والعشرون من يناير من العام المقبل هو استحقاق طبيعي ينسجم مع القانون الأساسي للسلطة الوطنية الفلسطينية ويمثل حاجة ضرورية تؤكد أهمية الالتزام بالعملية الديمقراطية والاحتكام للشعب الفلسطيني .
إنه اليوم المشهود الذي سيكون نهاية تلك الغطرسة التي استمرت لمدة أربع سنوات خلت عانى منها المواطن الفلسطيني ما عاني ومارستم خلالها أبشع صور الحكم الديكتاتوري تحت عباءة الإسلام ، والإسلام الحنيف منكم براء واستشهد بقول الله عز وجل في محكم تنزيله وسَيعلمْ الذينَ ظَلموا أي مُنقلبٍ يَنقلبونْ ، وأخيرا لا يسعني إلا وان أقول لكم فتح من أمامكم والانتخابات من خلفكم بالأحمر وبالخط العريض .
التعليقات (0)