مواضيع اليوم

إلى العامل الفلسطيني

حسن فؤاد

2009-06-10 00:03:56

0

إلى العامل الفلسطيني

لقد قرأت خبراً في جريدة الوقت البحرينية منذ فترة بعنوان  (قوانين صارمة لراحة الحمير في بريطانيا) وقد كان مضمون الخبر هو تطبيق مدينة بريطانية قوانين صارمة تكفل للحمير حقوقها وتصون كرامتها وتحافظ على نسلها.. لقد استعجبت من الوهلة الأولى عند قراءتي للخبر، وقلت في نفسي بصيغة السؤال: كيف تصون هذه المدينة كرامة الحمار (أجلكم الله) ونحن في دولنا العربية لا نصون كرامة الإنسان العامل؟ هل يحظى العامل الفلسطيني بهذا الاهتمام نفسه الذي يحظاه هذا الحيوان؟


لقد كرم الله الإنسان على الحيوان واختصه بنعم كثيرة تميزه عن الحيوان، وإن أهم هذه النعم هي نعمة العقل الذي طالما لم يدرك الإنسان أهميته. نحن نرى في فلسطين المحتلة ماذا يفعل الوحش الإسرائيلي في العمال الفلسطينيين الضعفاء المغلوبين على أمرهم الذي تسلب حقوقهم كل يوم وتهان كرامتهم ولا يجدون من يدافع عن حقوقهم، أين هي منظمة حقوق الإنسان التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان؟ هل هي منظمة مختصة لدول محددة؟ أم أنها مختصة للدول والشعوب التي تتبع سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل؟ أما حان الوقت لدحر هذا التحيز والتمييز المصحوب بالحقد الدفين على هؤلاء الفلسطينيين؟لكن مشكلة العمال الفلسطينيين تقع أيضاً على عاتق الحكام العرب الذين يقفون موقف المتفرج من دون تحريك ساكن إزاء ما يحدث للعمال والذين يلهثون وراء مصالحهم الشخصية وينسون شعوبهم الفقيرة الجائعة التي تعاني من الفقر المدقع وقسوة الظروف المعيشية، وماذا يريد العامل الفلسطيني غير الحصول على وظيفة تحفظ كرامته وتصون حياته، بينما إسرائيل تريد أن تجوعه وتحرمه من لقمة العيش المغمسة بالذل والمهانة التي يتعرض لها العمال كل يوم عند عبورهم المعابر المؤدية لإسرائيل محملين بالاستجوابات وساعات الانتظار الطويلة ودناءة العدو المحتل.


إن حق العمل حق مشروع في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهو ينص على حق العامل في العمل وحرية اختيار العمل والعمل ضمن شروط عادلة ومرضية وأجر مرض وعدم التمييز في العمل، ولكن الكيان الصهيوني يخرق هذه القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية ولا يلتزم بها بل أن يمارس سياسة الحصار والتنكيل بالشعب الفلسطيني الذي لا حول له ولا قوة والذي يعتمد في اقتصاده اعتمادا كليا على العدو.للعامل الفلسطيني رب يعينه ويطعمه ولكن يجب على منظمات حقوق الإنسان والجمعيات التي تطالب بحقوق الإنسان التحرك لرفع الذل والمهانة عن العامل الفلسطيني، وأن تكفل له حقوقه وتصون كرامته، ويجب على وسائل الإعلام العربية والعالمية ألا تمارس سياسة التعتيم وتكميم الأفواه على أخبار العمال الفلسطينيين المضطهدين ويجب أن تقوم بعرض هذه المعاناة بصدق وأمانة لكي يتسنى للعالم معرفه حقيقة ما يفعله الجزار الإسرائيلي بالعامل الفلسطيني المسكين.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !