أما أنا فلا أملك إلا سلاح الدعاء كي أسلطه عليكم .. و لو كنت رئيسا لدولة من دولنا العربية لما تأخرت للحظة لحشد جيش عرمرم أوله في اليمن و آخره على أعتاب القدس ليستأصلكم من فلسطين ( قلب الأمة ) و لأزرعكم في أي ركن من جسد هذه الأمة إلا قلبها الذي طال مرضه .. كي تعود الحياة من جديد لهذا الجسد المهتريء .. و سأفرقكم في الدول العربية والغربية .. و أنا أعلم جيدا أنكم سكنت الجزيرة يوما و كنتم جيراننا لنا .. لكنني لن أعيدكم إليها لأن عمر بن الخطاب هو من أخرجكم منها و لا تعديل على ما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. كذلك حفاظا على بيت الله الحرام من عبثكم وحفاظا على المدينة المنورة من خبثكم و مكركم ..
و مع أنني أشعر بامتعاض شديد كلما رأيتكم تتجبرون على الفلسطينيين بهدم بيوتهم فوق رؤسهم و هدم مساجدهم و قطع زيتونتهم الندية .. إلا أنني أعرف جيدا أنكم بالأصل و بالأساس مشردون ولا ديار لكم .. و محاولاتكم المستميتة لجعل الأرض العربية ( فلسطين ) أرضا عبرية إسرائيل إنما هو شعور بالتشرد و الشرذمة ليس إلا .. و الفرق بيني و بينكم أنني لن أستبيح دما لكم إلا من خان أو نقض عهدا معي كما فعل النبي ببني قريظة الخائنين و كما فُعل بجدكم الخائن حيي بن أخطب .. بل سأجعل منكم خدما و حشما تخدمون بيوت الله التي تهدمونها اليوم ..
هل تعتقدون أن هذا الأمر لن يحدث .. إنه حتما سيحدث .. لأن دورة التاريخ تأبى أن تقف لضمان مصالحكم .. و اليوم القوى العظمى في العالم معكم لأن مصالحها معكم وغدا ستكون مصالحها مع غيركم .. و أنتم طال أمدكم كثيرا .. و تفحش أمنكم من مكر الله .. و زاد شركم و ظلمكم لعباد الله وخلقه .. ألم ترى كيف فعل ربك بعاد .. إرم ذات العماد ..التي لم يخلق مثها في البلاد .. وثمود الذين جابوا الصخر بالواد .. وفرعون ذي الأوتاد .. الذين طغو في البلاد .. فأكثروا فيها الفساد .. فصب عليهم ربك سوط عذاب .. إن ربك لبالمرصاد .. و الفاء في قول الله تعالى (( فصب )) فجائية .. بمعنى أنكم لن تجدوا وقتا للعودة عن ظلمكم إذا داهمكم العذاب .. ستأتي إبادتكم فجأة يا بني صهيون ..
فأي فساد هذا الذي استشرى في جسد الأمة بسببكم يا بني صهيون .. أنتم خراب و دمار .. يحاول العالم التخلص منه .. الغرب تخلصوا منكم و من شركم فقذفوكم علينا وزرعوكم في قلبنا .. كي يشلوا حركتنا .. ويجعلوا أمراضنا لا تبرأ بسبب هذه الزراعة القلبية .. لكن و إن طال هذا الأمر فإنه حتما سينتهي .. و يعود المجد لنا نحن العرب المسلمون ..
التعليقات (0)