إلى الجحيم سائرون
كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 13:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
• كانت الثورة بمثابة رفع غطاء القهر والفساد عن الشعب الذي تعفن من تحته وخرجت الآن رائحته، فلا ينبغي علينا توجيه اللوم للثورة والثوار الذين قاموا برفع الغطاء، ولكن علينا أن نوضح للشعب أن رفع الغطاء وحده لا يكفي، وأن علينا الاستشفاء من العفن الذي تغلغل في حياتنا وشراييننا.
• أعتقد أن مبارك وجماعته بعد خلعهم لم يحلموا بقدر ما قام الشعب بتحقيقه لهم، بإثبات أن من بعدهم الطوفان. . هكذا نكون جميعاً فلول مبارك الناشطة الفعالة.
• أخوف ما أخاف أن تأتي لحظة أجدني مضطراً فيها لتوجيه نداء للمجلس العسكري لإعلان الأحكام العرفية!!
• ما يؤرقني بالدرجة الأولى ليست مظاهر الفوضى والتخريب، فأمثال هذه الحوادث متوقعة أثناء الثورات، وعلى الشعوب تحملها من قبيل ثمن لابد من دفعه مقابل التغيير للأفضل، لكن المؤرق والمرعب هو دور النخبة السياسية والإعلامية، والمفترض بها قيادة الثورة وتوجيه الشباب. . هي نخبة هزيلة منافقة مدلسة، تعجز أو تتحاشى وضع يدها على العلل الحقيقية لتلك الفوضى، وتلجأ لنظرية "اللهو الخفي" التي تسخر من الطرف الآخر إذا ما استخدمها، فتضيع الحقيقة ويضيع معها أي أمل في تقويم مسيرتنا. . هي غير راغبة وغير قادرة لأسباب كثيرة على مواجهة نفسها ومواجهة الجماهير بأخطائها الذاتية، وسلكت طريق الهلاك عبر شماعة اتهام العسكر والفلول وإسرائيل وأمريكا وقطر والسعودية. . هذه النخبة هي من نحتاج لوضعها خلف قضبان العدالة، برفقة رموز النظام الذي كان المظلة التي تفشى تحتها كل ذلك الفساد.
• الذين يبرئون الجماهير من ارتكاب الجرائم الفوضوية وينسبونها إلى "الهو الخفي"، يفوتهم أنهم بذلك يصمون تلك الجماهير ذاتها بأنها مأجورة، فأي الجرمين أشنع، الفوضوية أو حتى الإجرام، أم العمل مقابل أجر على تخريب البلاد؟!!
• التدليس الذي يمارسه الآن الجميع هو الطريق الملوكي لخراب البلاد. . لن تجد قنوات التحريض الفضائية بعد ذلك شركات قائمة تجني الملايين من نشر إعلانات منتجاتها، ولا مشاهدين يتسمرون بالساعات أمام أجهزة التليفزيون اللعينة. . عند هذا قد يتوقف التحريض ونردع الفوضويين والمتنطعين والأنذال، ونبدأ في لعق جراحنا، وترميم أنقاض بلادنا بعد دفن ما استخرجناه من جثث من تحت ركامها. . هل يكفي ما حدث حتى الآن لكي نستيقظ، أم نحتاج للمزيد؟!!. . هل انطلق قطار الخراب مرة وإلى الأبد ولا سبيل إلى إيقافه؟. . ما يحدث الآن لا يمت بصلة للثورات، ما يحدث يا سادة إنطلاق وحوش مجنونة من أسرها الطويل، فراحت تدمر إشباعاً لشهوة التدمير. . هو تكرار غير حرفي لما حدث بالعراق فور تحريرها، فراحوا يقتلون بعضهم بعضاً وكأنهم أصيبوا بسعار الارتواء بالدماء!!
• لاتوجد أي قوة أمنية تقدر على السيطرة على ضبط ملايين همجية خسيسة.
• أعرف ردود القراء على كلماتي هذه، فقد كتب ويل ديورانت في كتابه قصة الفلسفة: الويل لسقراط لأنه علم الناس أكثر مما تحتمل!!
مصر- الإسكندرية
التعليقات (0)