ماهر حسين.
لوحظ نشاط كبير للدكتور محمود الزهــار إعلاميا" فمنذ توقيع اتفاق المصالحة بالقاهرة فلا يمر يوم بدون تصريح أو لقاء أو مقابله وهذا منطقي بحكم موقع الدكتور الزهار بحماس حيث انه واحد من القيادات البارزة بحماس وبشكل خاص على مستوى الداخل .
الدكتور الزهار يتمتع باحترام واسع بصفوف حماس فالزهار فقد أثنين من أبناءه من اجل الوطن أو أن أبناؤه دفعوا ثمن مواقف أبيهم ودفعوا ثمن مواقف حركة حماس وبكل الأحوال نحن نؤمن بان الموت قدر محتوم قد تختلف فيه الأسباب ولكن المواعيد واحده .
أبرز تصريحات الدكتور الزهار في الفترة الأخيرة هو تأكيده الدائم على أن ما جاء على لسان السيد خالد مشعل خلال اتفاق المصالحة هو موقف شخصي يمثل السيد خالد مشعل بصفته الشخصية ولا يمثل حركة حمــاس وللتذكير هنا فإن السيد خالد مشعل هو رئيس المكتب السياسي لحركة حمــــاس .
ماصرح به الزهار معلقا" على ما جاء بخطاب خالد مشعل هو فعل غير مسبوق بحق رئيس المكتب السياسي فهذه المرة الأولى التي يعتبر بها احد قادة حماس بأن ما يصرح به مشعل يمثله هو ولا يمثل حمــاس فما هو الدافع خلف تصريحات الزهار وما هي الأسباب التي دعته لذلك ؟؟؟؟
لقد فهمنا جميعا" من تصريحات السيد خالد مشعل تلك التصريحات السياسية المميزة بان حماس فهمت التغيير الحاصل بالمنطقة وتأثرت به وبالتالي اقتربت من الخط السياسي الفلسطيني الرسمي عبر منح المفاوضات فرصه وعبر التأكيد على موافقة حماس على اعتبار الدولة الفلسطينية المستقلة هي الدولة التي ستقام على الضفة وغزة والقدس .
التصريحات التي أطلقها السيد خالد مشعل باتفاق المصالحة تركت أثر كبير على جمهور حمـــاس وفاجأت العديد من أتباع حماس فلقد تركت هذه التصريحات حاله من عدم الفهم لموقف حماس وخاصة بان جماهير حماس جماهير يتم مخاطبتها بخطاب ديني يعتمد على العاطفة على حساب المنطق والسياسة وهذا هو السبب المباشر لسيطرة قيادة حماس على جماهيرها وسنحاول هنا أن نفهم ما حدث مع أنصار وأتباع حماس منذ خطاب السيد مشعل .
لقد تعرضت جماهير حماس إلى تعبئه كبيرة بالسنوات الأربع الأخيرة ضد الرئيس الفلسطيني أبو مازن وضد حركة فتح فكانت المصالحة مفاجئه بالنسبة لهم وأثارت المصالحة تساؤلات عديدة عن الأسباب التي تدعو حماس ممثل الإيمان والإسلام في فلسطين أن يوافق على التصالح مع العلمانيين الكفار والخونة كما كانت تصف حماس فتح وقيادتها !!!!!وتلي ذلك أسئلة كبيرة تتناول ما سيتلو المصالحة ومن سيدفع ثمن المصالحة فهناك العديد من الضحايا للمصالحة حيث ثارت أسئلة عن مصير الموظفين و رجال الأمن التابعيين لحماس ممن مارسوا كل أشكال القمع ضد الآخرين وبل منهم من مارس القتل للآخرين وووووو المفاجأة الأخرى التي حملتها المصالحة والتي أثارت قلاقل وبلابل أكبر هي تصريحات السيد خالد مشعل عن منح التفاوض فرصه والحديث عن الدولة فجماهير حماس تم تحريضها وتم تعبئتها على اعتبار مفاهيم دينية مطلقة الصحة وغير قابله للنقاش وللتفكير وهي ( فلسطين أرض وقف ) (الصراع صراع وجود وليس صراع حدود)(المفاوضات حرام وغير جائزة شرعا" ) ووووو هنا نجد أن جماهير حماس وجدت نفسها تناقض خطاب ديني تربّت عليه، بالنسبة لهم العلاقة مع القضية الفلسطينية والاحتلال من خلال تلك المفاهيم وفقط وبنفس الوقت وجد العديد من متشددي حماس أنفسهم بالمصالحة مجرد ورقة استخدمت بمرحلة معينه والآن مصيرها غير معلوم فقيادتهم تحالفت مع العلمانيين الكفار والخونة !!!!وقيادتهم مستعدة للموافقة على الدولة الفلسطينية على القدس والضفة وغزة !!!!!
فجأة ....التحالف مع العلمانيين الكفار والخونة !!!!!
فجأة .... التنازل عن ارض فلسطين والموافقة على الدولة على الأراضي المحتلة عام 1967!!!!!!
لم يفهم أتباع حماس وكوادرها وأنصارها ما حدث وهذا طبيعي كما أرى .
كل القلاقل والبلابل التي أثارها خطاب السيد خالد مشعل هي بفعل الخطاب الديني الذي روجت له حماس بالسنوات الماضية فهذا الخطاب الذي اعتمد على التكفير والتخوين وتقليل مساحة المشترك الوطني مع الجميع جعل كوادر وجماهير حماس لا تفهم طبيعة التقارب الوطني الحاصل الآن ولا أدري بكل صدق كيف وصلت حماس بخطابها في المرحلة السابقة إلى هذا التطرف وهو ما يرتد عليها الآن بأسئلة معقده ستؤدي إلى تزايد فرص تطرف بعض أعضاء حماس وللأسف وبالمقابل فان حماس روجت للأحكام والشعارات المطلقة في تعاطيها مع قضية فلسطين ومع الاحتلال ( فمثلا" حرضت حماس على اليهود علما" بأن الخلاف مع الاحتلال ليس باعتبارهم يهود بل باعتبارهم محتلين للأرض الفلسطينية) وها نحن نجد أن التحولات السياسية في العالم والمنطقة العربية ورغبة حماس بأن تكون جزء من العملية السياسية واشتراطات ذلك التي يفهموها جيدا" تجعلهم بمواجهة مع جماهيرهم التي لم تعتد الخطاب السياسي ولم يتم تأهيلها للتعامل مع هذه المواقف وهو ما سيؤدي حتما" إلى وجود فرص لانشقاق وانعزال البعض من حماس ليكونوا أكثر تطرفا" وهذا للأسف بفعل تركيز حماس على الخطاب المطلق التكفيري ألتخويني بالفترة الماضية .
هذا هو ما يحدث بحماس وهذه هي تفاعلات خطاب السيد خالد مشعل بحماس وهذه هي الأسباب الداعية لتجاوز الزهار لكل الخطوط الحمر باعتبار مشعل يمثل نفسه ولا يمثل موقف حماس ..فجماهير حماس وأتباعها وما تعرضوا له من صدمات هم الدافع الحقيقي لمحاولة الزهار لتجاوز أثار خطاب السيد مشعل وهذا فقط بهدف الحفاظ على جماهير حماس ولكن ما يفعله الدكتور الزهـــار هو مجرد محاولة جديدة لخداع الجماهير الفلسطينية وأتباع حماس ..قد تفيد محاولات الزهار مؤقتا" ولكنها مجرد مسكن (بضم الميم) للقادم ..
تصريحات السيد مشعل لا يمكن أن تكون شخصية بحكم موقعه و تصريحات الزهار مجرد محاولة أخرى للتضليل ولخداع أبناء حماس وبل إننا اشرنا إلى أن تصريحات السيد خالد مشعل تأتي بإطار تغيير في موقف الإخوان المسلمين وبشكل خاص بمصر باعتبارهم على أعتاب مرحلة الدولة والحزب الرسمي لا الحزب المحظور .
يستطيع الدكتور الزهار أن يقول ما يشاء ويستطيع أن يخاطب الجميع كما يشاء ولكن بكل صدق إن تصريحات الدكتور الزهار التي تسعى للحفاظ على وحدة حماس وتسعى للحفاظ على ولاء جماهير حماس لقيادتها هي تصريحات تثير أجواء سلبية على صعيد المصالحة وعلى صعيد العمل الوطني وكما أنها تشكل فرصه للتخريب حيث أن المصالحة ما زالت هشة والمتربصين بها كثر.
ننصح الدكتور الزهار بالتوقف عن حملته الإعلامية وان يكون رجل ذو مسؤولية قيادية يفكر بموجب قيادته لحماس بحق شعبنا بالحياة بكرامة وبسلام وكما أننا نطلب منه التوقف عن التصريح عن ما يخص العلاقة بالعالم وإسرائيل فالكل يراقب بتصريحات حماس ولا داعي لمنح فرصه للغير من اجل تحقيق مكاسب على حسابنا ...حماس حركة سياسية وأهدافها مفهومه وعلينا أن نعي بان حماس ليست اكبر من فلسطين وقضيتها وشعبنا وحقوقه فلا يجب أن تتحول حماس بفعل تصريحات الزهار إلى عقبه في طريق تحقيق دولتنا التي أصبحت الآن قضية أجماع دولي شاء من شاء وأبى من أبى .
إن دولة فلسطين ستقوم بتبادل أراضي أو بدون ويجب أن يفهم الجميع بان دولتنا بحدودها مع الأردن ومصر وإسرائيل ستكون دولة مسالمة لا تعتدي على احد وتفكر بمستقبل أبناءها وحياتهم ...
أخيرا" أقول للزهار ...إلى أين تسير بمصالحتنا والى أين تسير بقضيتنا بتصريحاتك المتشددة الغير واقعيه والى أين تسير بحماس يا دكتور ؟؟؟
التعليقات (0)