تاريخ النشر: الاربعاء 17/11/2010م الساعة 21:22م
شكلت الانتخابات الأخيرة الانتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح دفعة قوية تجاه تجديد الكادر الفتحاوي وانخراط الشعب حول أهمية تلك الانتخابات كونها تجديد لدماء المارد الفتحاوي المتصلب ضد أشكال الاحتلال الإسرائيلي والانقلاب العسكري لحركة شاس أعني بذلك حماس بالفعل، وجاءت هذه الانتخابات بعد حالة الترهل التي وصلت بها حركة فتح تجاه السيطرة على زمام الأمور وصف رصوصها فكانت السبيل الوحيد للخروج من عنق الزجاجة لعودة اللحمة الداخلية لأبناء حركة فتح حول قيادتها التاريخية المتمسكة بالثواب الوطنية على عكس حالة النشاز الفلسطيني بحركة حماس الساعية لجمع الثروات واستخدام الفساد والعربدة والتسلح لوأد المصالحة الوطنية وقتل كافة أشكال المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني.
لقد أفرزت انتخابات اللجنة المركزية لحركة فتح نخبة من القيادات الشابة التي يرى فيها الكادر الفتحاوي بادرة أمل لتنشيط دماء حركة فتح من جديد، ولكن للأسف ما نجده على صعيد حركة فتح أن اللجنة المركزية لم تستطع لحتى الآن من حل عقدة انقلاب غزة ، فدأب على الخيار السلمي والاستراتيجي لها بالمصالحة مع حركة حماس وبعد أن كانت متمسكة حركة فتح بشروط على حماس بدأت تتراجع يوما بعد يوم إلى أن وصلت لمرحلة الحضيض في التراجع عن شروطها وليت هذا التراجع يجدى نفعا مع حركة حماس ، بل أعطاها قوة إضافية في تمترسها وصلابتها في الاستخفاف بحركة فتح ومارست عليه أسلوب التفاوض الإسرائيلي ليمتد ليس لشهر أو سنة بعد انقلابها بل لآجل غير مسمى، إن حالة التراخي أعطت حركة شاس أي حماس مزيدا من اختيار الزمان والمكان الذي تريده في عقد اللقاءات وبدأت تفرض أجندتها المسيسة من الخارج ليس على حركة فتح وحدها بل على دول الإقليم المجاور والراعي للقضية الفلسطينية لينتاب الدول العربية كما أرادت حماس لها في التهافت على استقطاب طرفي الصراع لعقد مبادرة هنا ومبادرة هناك على أمل من حركة فتح أن يكون حل مفتاح المصالحة في تلك الدول فكانت السعودية ومصر وقطر واليمن والسنغال وليبيا وسوريا ولربما الصومال تأخذ نصيبا بالمستقبل، وعلى قناعة تامة لدى حركة حماس باستكساب الوقت لها بأن المصالحة باتت في علم الغيب، وإن كانت هناك نوايا إعلامية للمصالحة ولكن للأسف يبدوا أن التقية لدى أهل الشيعة كانت الغالب في لحركة حماس في تصديق حركة فتح لتلك النوايا.
لقد أصبحت أقوال وأخبار إسرائيل وأمريكا ضد السلطة الوطنية الفلسطينية وقياداتها مصدقاً لدى حماس، وأخبار كاذبة ومفبركة عندما تهاجم حركة حماس مع العلم بأن السلطة الوطنية الفلسطينية أكثر إعلاما وشرعية من حركة شاس إلا أنها تستخدم الإعلام بحكنة ومهنية للرد على ما ينشر وتعمل على تشويه لحركة فتح ورموزها وقد يستخدم بعض المحسوبين على حركة فتح هذه الإخبار للتهجم على قيادات الحركة لإعادة استخدامها من حماس بشكل رسمي على التهافت الإعلامي بين القيادات الفتحاوية لتخلق شق بينها وبين الكادر الفتحاوي.
كفانا من حالة الترهل السابقة لحركة فتح ونريدها شامخة بعد انتخاباتها المركزية ولتكن أكثر جرأة في اتخاذها لقرارات هامة ومصيرية تجاه وحدة الصف الفلسطيني، وتجاه توحيد الجهد السياسي والإعلامي على الصعيد العربي والدولي لإنهاء كل أشكال الصراع مع حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي تحت مظلة التمسك بثوابتنا الوطنية.
التعليقات (0)