لم يعد الكلام اليوم حول من سيكون المنتصر ... هل ستنتصر المعارضة السورية وثورتها المباركة ضد النظام السوري، أم سيبقى نظام البعث حاكماً ويتم قمع شعباً بأكمله، لا هذه الكلمات اصبحت من الماضي لكن الحديث اليوم هو التساؤل عن مصير الرئيس السوري ومن معه من الذين أصدروا الأوامر للقتل والتعذيب بل حتى إرتكاب المجازر المتنقلة من حي لحي في كثير من المناطق السورية المنتفضة كما يعلم الجميع.
من المؤكد أن النظام السوري يعتمد في غيه وتسلطه وتجبره على دولتين لهما حق إستخدام الفيتو روسيا والصين لكن إستمراره في ما هو عليه من قتل وترويع ومجازر لن يساعد هاتين الدولتين على البقاء بجانبه لأمد طويل، والوقت ليس بصالح النظام كما يُخيل إليه فالشعب الذي خرج مُطالباً بحريته وعتقه مما أجبر عليه طوال خمسون عاماً عجاف لن يعود إلى سكينته ومنازله ومراعيه فما قبل مارس 2011 ليس كما بعده والأمر لم يعد شبيه بثمانينات القرن المنصرم بأي حال، لقد إنكسر حاجز الخوف ولم يعد الشعب يرضى المزيد من الخنوع والإستعباد والذل الذي وجده من نظام جعل من سوريا الشعب والوطن مزرعة لآل الأسد وأعوانه فيما الكثير من الشعب يعيش تحت خط الفقر لا بل ليس للشعب حقوق متوجبة على هذه الزمرة الحاقدة على عروبة سوريا وتنوعها الأثني والعرقي والديني فقام بزج العديد من المعارضين بل حتى المطالبين ببعض القوانين العادية التي توفر للسورين بعض من كرامتهم وعزتهم وإبائهم غير الذين أعتقلوا ولم يعرف مصيرهم حتى اليوم وهم عدد لا يستهان به سواءاً من السوريين أو اللبنانيين أو حتى من الشقيقة الأردن وغيرها من البلدان العربية.
الشعب السوري لم يعد عابئ بما كان أو سيكون ... هل سيأتيه الفرج من الجامعة العربية التي لم يعد له ثقة بها أو من مجلس الأمن الذي تسيطر عليه حفنة من الدول التي لا تهتم إلآ بمصالحها الخاصة؟ لا فرق لديه ... لكنه بالتأكيد مستمر بثورته دون الإعتماد على اي من (الإثنين الجامعة أو مجلس الأمن) ويتوسم القدرة الذاتية على تحطيم هذا النظام من الداخل وهذا بالفعل ما نجد بوادره بقوة بإنشقاق متواصل لشرفاء الجيش السوري وهم كثر وإنضمامهم للجيش السوري الحر الذي يخوض بالفعل معارك عنيفة وضارية في بعض المناطق مع زبانية الأسد وشبيحته والمتعاونين معه من المخابرات. ولا نستطيع أن ننسى أن العديد من الذين هم حالياً منضوين تحت إمرة النظام السوري يقومون بتقييم الوضع العام وإستقراء المعطيات الموجودة أمامهم وأكبر الظن بإعادة تموضعهم نظراً لعلمهم أن النظام السوري زائل لا محال، وما نراه من التململ والضيق الذي يعتري بعض الأجنحة السياسية والعسكرية على حد سواء في حزب الله سوى تصديق لمقولة المطالبة بإعادة التموضع لأن الخوف الكامن في أعماق هذه الأجنحة من أن سقوط النظام هو مؤكد وبالتالي يجب على القيادة في الحزب التحسب لهكذا أمر كما أن الخشية من سقوط نظام الأسد تتعاظم في صفوف هذا الحزب، ولا يقتنع الحزبيون بتطمينات القيادة عن صمود ذلك النظام، ويطالبونها بوضع الخطط للسيناريو المعاكس، وتفيد معلومات أن كبار مسؤولي حزب الله عقدوا إجتماعات ليلية خلال الأسابيع القليلة الماضية كان موضوعها الرئيسي: هل ينبغي للحزب أن يزجّ مقاتلين إلى جانب بشّار إذا ما تعرّضت سوريا لهجوم عسكري من دولة أجنبية؟ وحسب المعلومات، فإن حسن نصرالله لا يؤيد تورّط الحزب في مثل هذه الحرب، وكذلك بالنسبة لمسائل أخرى متعلّقة بالتطوّر الحاصل في سوريا، فهنالك تباين في وجهات النظر بين السياسيين الواقعيين الذين يمثّلهم الوزير محمد فنيش أو النائب علي فياض وبين مسؤولي الأمن في الحزب الذين يدعون لخط أكثر تطرّفاً، وليس واضحاً أين يقف الأمين العام للحزب بدقّة من هذا التباين في الآراء، لكن من المفترض كما يقول أحد كبار رجال الأعمال (على إتصال بالحزب) أن ينأى نصر الله بحزبه عما سيكون في سوريا خاصة بعد إكتشاف أن عدد من أفراد الحزب تورطوا أمنياً بمساندة النظام.
ماذا بعد.. ماذا سيكون مصير الرئيس السوري؟ من المتعارف عليه عالمياً أن ما يقوم به النظام حالياً من القتل هو خاضع لما يسمى بجرائم ضد الإنسانية، سواءاً إعترف أم لم يعترف بقيامه بإصدار أوامره المباشرة للقتل... لا نستطيع أن ننسى قوله في إحدى المقابلات المتلفزة لإحدى الفضائيات الغربية وذلك في معرض الحديث عن إتهام سوريا بقتل الحريري قائلاً: أنه لا يستطيع أحد في سوريا فعل اي شيء كهذا دون أمر رئاسي، وبأن الأمور في سوريا تختلف عن غيرها من الدول الأخرى فلا سلطة لأحد سوى الرئيس وبأنه هو فقط من يستطيع إصدار أوامر للقتل ... إذن ما الذي يحصل الآن ومن هو الذي يصدر أوامر القتل؟ لأننا من فمك ندينك يا بشار . أهي المقصلة ما تنتظر أم غرفة الغاز أم مصير القذافي؟ لنرى أليس الصبح بقريب
التعليقات (0)