مواضيع اليوم

إلى أرواح شهداء قافلة الحرية

حسن توفيق

2010-06-01 16:11:18

0


                مرثية الزمن العربي


        ( إلى أرواح شهداء قافلة الحرية )

                       شعر : حسن توفيق

 

جبلٌ جليديٌّ من اليأس الذي ينهار فوق قلوبنا المتوجسة
ينهار - في بطء- على كل المدائن والمآذن والبيوت ولا يذوب
ويجرّنا للزوجة المستنقعات المفلسة
والشمس كاذبة وغاربة كأنْ لا شيء في الدنيا سوى نعش الغروب
الشمس كاذبة وأرض النور تجهش باكية
فمن المحيط إلى الخليج
نمضي لأبشع هاوية
بعضٌ تلهَّى قانعا أو خانعا أو ضائعا، بعضٌ تهيأ للنشيج
وملامح البسطاء تكسوها المذلة والمجاعة
ورياح أغنية مزخرفة تهب من الإذاعة
ومن المحيط إلى الخليج مقابر مفتوحة تَسَعَ الجميع ولا تضيق
للطفل متسع، وللغة الغريقة في الهوان
لقلوبِ من هَبُّوا لنجدةِ نسوةٍ عند اندلاع النار في بيت عتيق
لرؤوس من مُنحوا الأمان
ولكل شيء رائع.. تبدو مطالع مقبرة
مفتوحة.. مستبشرة
فالناس إما قاتل متربص يحيا لَيقتل، ثم يُقتل بعد حين
أو شاهدٌ.. كلماته العرجاء تعجز أن تبين
فإذا تجرأ أن يبين فإنه يمسي قتيلا
وإذا تلجلجَ واستكانَ فإنه يغدو قتيلا

        
يا أيها الزمن المؤهل للسقوط.. بلا دوىّ
جئناك بالنبأ اليقين
من ليل كابوس لعين
حيث القلوب يشقها لفح الهواء الطائفي
يا أيها الزمن المؤهل للسقوط بأمةٍ غرقتُ صحائفها المجيدة
جئناك بالنبأ اليقين، وما عليك سوى الترقب للمتاهات الجديدة
منعوا الطعام عن الذين تشردوا من أرضهم فاستقبلتهم أضرحة
وتلقفتهم خيمة القهر المخلخلة البناء
وتساندوا متحملين خطى الشتاء، ففوجئوا بهطول أعتى الأسلحة
وبأن أنهار الدماء تفيض من أجساد جرحاهم ولم يأتِ الدواء
هذا هو النبأ اليقين
الجوع يعصف بالبطون الخاويات ولا معين
ماذا يقول المتخمون الجالسون على الأرائك في انتشاء وارتخاء؟
فليأكلوا أجسادَ موتاهم لكي يبقوا على قيد الحياة محاصرين
ما دام في لغة الصهاينة انتشار كالوباء
والمسلمون.. مطامع ، وتوابع، وشقاقُ
فإذا تلاقوا - مرةٍ - وتصافحوا عند اللقاء
فالأرض تعرف جيدا أن اللقاء نفاقُ


           
جبلٌ جليديٌ من اليأس المقيم يشلنا بعد التعلل بالأمل
وعلى خطى الجبل الذي يجتاح أرض الأنبياء
تبقى طلولٌ شاهدات ليس فيها من ملامحنا سوى بعض الخجل
والنار أولها القريب وبَعْدَه يأتي البعيد المستكن ولا رجاء
وعلى المدى يأتي زمان شائه يتساءلُ الأحياء فيه عن العرب
فيتمتمون بأنهم كانوا هنا قبل الأفول
لكنهم رقصوا سكارى حول إيقاع التقارب والتباعد في الُخُطََب
ثم اختفوا بين الخرائب وانطووا تحت الطلول

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !