بقلم:ماجد هديب
لا شك بان استمرار النظام السوري في محاولة تضليل الجماهير بشعارات المقاومة والممانعة والصمود شيء يثير القرف والاشمئزاز, خاصة في ظل عورته المكشوفة, والمعروضة للمزاد العلني , وفي ظل ما يفوح من تلك العورة من روائح نتنة لكثرة المتناوبين عليها, والمتزاحمين على النيل منها على فراش القصور الأموية.
فعن أي مقاومة وأشباه رجال يتحدث هذا النظام في ظل تحويل جيش سوريا العظيم وشرطته من حماة للوطن إلى حملة مناديل يقفون فيها أمام حمامات تلك القصور التي يعرض فيها النظام سوءته لمن يتقدم له بعروض تشغل مواطني هذه الدولة عن بناء الذات وتنمية القدرات , اوتلك الدولة عن المقاومة الحقيقية والاستشهاد دفاعا عن الأرض والعرض.وأي ممانعة تلك هي التي يتغنى بها الابن الوريث للمملكة المفرغة من شعبها الطيب, والمملوءة شوارعها بقذارة يعوم هو ونظامه بين أكوامها بحرية منذ انقلاب والده الذي ما كان له ان ينجح فيه لولا الأوامر الأمريكية, والتأييد الصهيوني,فإلى أدعياء المقاومة من أشباه الرجال وأنصافهم نتوجه ونسأل لعلهم يدركون ما وصلوا إليه من غباء واستغباء, وان كنت اشك في ذلك فهم صم عن آهات وعذابات شعوبهم, وبكم عن قول كلمة حق في وحدة ضائعة,ومقاومة بفعلهم أصبحت تائهة, وعمي عن أفعال بني صهيون ومجازرهم بحق الأرض والعرض, ولكن لا بد ان نتوجه إليهم سائلين:
الم يكن انقلابكم على الاتاسي بأوامر أمريكية ومباركة صهيونية؟ الم يكن انقلابكم قد جاء من اجل حماية الرجعية؟, الم تنقلبون على من اختار مساندة المقاومة الفلسطينية عام 1970 في ظل ما كانوا يتعرضون له من مذابح جماعية ؟؟!!. الم يكن انقلابكم من اجل إنهاء الثورات أو احتوائها.؟ فعن أي مقاومة تتحدثون؟ ,وعن أي ممانعة تلك التي بها تتغنون ؟, وأنتم من باع الجولان لبني صهيون مقابل عرش يدوم,أو ليس رفعت الأسد كان مبعوثكم لبني صهيون, وهو من عقد معهم تلك الصفقة ذات المنافع المتبادلة ألا سحقا لكم أما زلتم بشعارات المقاومة تتبجحون. ؟؟!!.
عن أي أنصاف رجال تتحدثون؟ , وانتم وليس غيركم من خرج من رحم الذل والمهانة ,ولم يكن ترعرعكم إلا في مستنقع من الخيانة ,فكنتم خلفا لسلف تآمر وخان , وشرطيا على معتقلات لشعبك وسجانا تلوح لهم دوما بصولجان,الم تتفقوا مع كيسنجر لإضعاف منظمة التحرير وإنهائها ؟,أو لم تجتاحوا لبنان بخمسين ألفا من قواتكم لتنفيذ ما جاء في اتفاقكم؟. أليس المستفيد من ذلك الاجتياح هم الصهاينة أصدقائكم ,فلما تعاميتم عن تصريحات شمعون بيريز في حينه؟الم يقل بان مصلحتكم في لبنان واحدة؟؟!!.
عن أي مقاومة تلك التي فيها تتغنى والتي فتقت اذانننا بها ؟ وأنت لست إلا امتداد لنظام جاء لاحتواء المقاومة أو إنهائها, فكانت المجازر التي ارتكبتموها شاهدا على ذلك, أو ليست مذبحة حماة كانت عنوانا لوجودكم؟ ,اوليست مذبحة تل الزعتر أيضا كانت وما زالت فاتحة لمجازركم ودماء ساكنيها التي سالت كانت ثمنا لحماية عروشكم ؟؟!!. .من هو المستفيد من تلك المجازر أيها النظام ؟, أو ليس الصهاينة اليهود.. ؟؟!!
فعن أي مقاومة تتحدث؟, وما نظامك الذي تتغنى بأنك امتداد له ووريثا لزعامته, ما هو إلا خادم لمخططات لم يعاني منها إلا شعبنا وجماهير سوريا العظيمة!!.
هل نسيت أو انك تناسيت بان نظامكم لم يحرك ساكنا رغم حجم قواته واتساع نفوذه في لبنان ,بل كان عونا ومساندا لإسرائيل عندما احتلت مواقع الفلسطينيين جنوب نهر الليطاني عام 1978 ، كما كان حاميا ومانعا لأي اعتداء على جيش سـعد حـداد على الشـريط الحدودي, وهل نسيت أو انك تتناسى أيها المقاوم بان نظامكم كان قد مهد لإسرائيل وجيشها في احتلال بيروت وحصار المقاومة؟؟!!.
عن أي ممانعة وجهاد تتحدث؟ , وأنت الابن الوريث للملكة الاسدية, وسليل من أعطى الأوامر لقواته بتحية الجيش الصهيوني عام 1982 وهو في طريقه صوب بيروت لاجتياحها وحصار المقاومة؟. ومن المستفيد من ذلك الدخول أليس الصهاينة اليهود وانتم من اجل إنهاء عدوكما المشترك وهي منظمة التحرير بعد ان كان نظامكم أنهك قواها, وحاصرها ومنع إمدادها بالمال والسلاح,وطارد زعيمها.. ؟؟!!
الم تتراجع قواتكم الباسلة وكتائب دباباتكم لتصطف وفق نظام تحية الضيف, وتنزل فوهات دباباتها على نسق واحد لتحية لجيش الاحتلال المتقدم صوب بيروت وفقا لما جاء في كتاب زئيف شيفي هكذا احتلت إسرائيل لبنان؟؟. الم تكن تلك المدافع والدبابات التي حييت الجيش الإسرائيلي المتقدم هي نفسها من ساهمت بقتل وذبح الفلسطينيين؟, أليست هي نفسها من طاردت بقذائفها قيادتهم وأجبرتهم على الرحيل منها ليتشردوا في دول عدة متفرقة تبعدهم آلاف الأميال عن حدود بلادهم وديارهم وذلك عربون وفاء لبني صهيون, وتقربا وتزلفا له لإبقائكم على عرشكم وحماية ورثة هذا العرش من بعدكم؟؟!!. الم تقذف تلك الدبابات حممها وتلك المدافع قذائفها على الفدائيين في طرابلس والبداوي عام 1983, وهي نفسها من لاحقت ياسر عرفات وطاردته حتى وهو على متن السفن اليونانية في عرض البحر بعد ان حققتم لإسرائيل تهجيره مجددا ومنعه من إعادة قواته ؟؟.
الم يعترف والدكم أيها الممانع بان القوات السورية دخلت إلى لبنان لا لتحارب إسرائيل من هناك , وان الاجتياح لما كان له ان يتم لولا التنسيق ما بين كل من نظامه و الكتائب وإسرائيل والولايات المتحدة ؟؟!!.
عن أي مقاومة تتحدث وأنتم من سعيتم لحضور مؤتمر مدريد وأول من صافحتم قادة بني صهيون وعندما اندلعت الانتفاضة الثانية أحكمتم إغلاق حدودكم مع إسرائيل حماية لظهور جيشها وهو يقتل الفلسطينيين ويدمر بيوتهم وممتلكاتهم , أو لم تشارك أيضا أيها المقاوم في حصار عرفات معنويا في الوقت الذي كان الاحتلال يحاصره في رام الله ماديا ؟.
أي مقاومة تلك التي تتغنى بها يا من ملكت سوريا واستعبدت شعبها بالحديد والنار؟ , فهل المقاومة هي عذاب واضطهاد واعتقالك للمثقفين من شعبك ومناضليه ؟ وعن أي ممانعة تتحدث وأنت الحامي لليهود والمانع لأي اعتداء على مستوطناتهم في الجولان ؟ الم ينعم مستوطنو الجولان وما زالوا في خيرات الجولان ويعيشون فيه بأمن ورخاء بفضل حرصكم على حمايتك لهم منذ عام 1967, فلما أيها المقاوم تقف شرطيا حاميا لهم وتعمل على تنامي مستوطناتهم وكنت سببا في تحويلها من مستوطنات إلى منتجعات بفضل ما توفرونه لهم من امن واستقرار؟ ؟؟!!.
ما هي العروبة التي بها تتغنى وأنت سليل من دخل بقواته مع التحالف الصليبي إلى العراق لاحتلال وتقسيمه , وكنت بنفسك أيها المقاوم داعما وعونا لوجستيا لهم أيضا, فلماذا كان إصراركم على إنهاء العراق وتقسيمه بعد ان حاربتموه لسنوات مع ملالي إيران ؟, الم يكن ذلك لان العراق كان قد أرعب بني صهيون. وشكل مانعة عربية وأوحى لهم بإمكانية إعادة الشرف والكرامة التي أنت كما سلفك قد أضعتها وبعتها بسوق النخاسة ؟, أليس الصهاينة اليهود هم من استفاد من احتلال العراق.. ؟؟!!
عن أي ممانعة تتحدث وأي توازن استراتيجي كاذب ومخادع تنادي به , ونحن نرى الطائرات الإسرائيلية تحوم في سماء مملكتكم وتجوب أجوائها من شمالها إلى جنوبها, ومن شرقها إلى غربها تلتقط ما تشاء من صور, وتقصف ما تراه ,الم تلتقط تلك الطائرات الصور لزوجتك وهي في حجرة نومها ؟, أين كنت أيضا أيها المقاوم والممانع من الهجوم الإسرائيلي الجوي على عين الصاحب في العام 2003، وأين أنت من استهداف الطائرات الإسرائيلية لمواقع في دير الزور عام 2007، وأين أنت من الهجوم الأميركي ا على البوكمال في العام , 2008, وأين.. وأين ؟؟؟.
أين مساندتك لحزب الله أيها المقاوم وأين دعمك لحركة حماس,أم ان عمليتي عناقيد الغضب والرصاص المصبوب لم تكن إلا بين صديقين لا تريد ان تحكم بينهما أو تتدخل في شأنهما؟, هل صوبت فوهات مدافعك ودباباتك على جيش بني صهيون وهم على مرمى هدف منها لتحمي من تتغنى بمساندته أم ان توازنك الاستراتيجي لم يتحقق بعد؟, وكان عليك ان تصنع من أشلاء اللبنانيين والفلسطينيين وبقايا لحوم أجسادهم المتطايرة ومن دماء أطفالهم ونسائهم مشاعلا تضيء جلسات نظامكم السرية والعلنية مع اليهود في تركيا بحجة البحث عن وديعة رابين ؟؟!!..
أقول لأشباه الرجال وأنصافهم حدد من أنت ؟وماذا تريد؟, فان كنت مع شعبك فامنحهم حريتهم المسلوبة ,واعتق رقابهم بعد استعبادك لهم لأكثر من أربعين عاما,وان كنت تريد حربا مع بني صهيون فما عليك إلا ان تعلن ذلك, وتعلن على الملأ رفضك للسلام والاستسلام عندئذ يمكن لك ان تصنف الرجال كما تشاء, ولكن عليك ان لا تنسى أيها المقاوم والممانع بأن الجولان سورية وهي محتلة, وما عليك إلا ان تقاوم من اجل استردادها لترتقي إلى مصاف الرجال لا ان تبقى من أشباههم أو أنصافهم.
التعليقات (0)