مواضيع اليوم

إلغاء “هلسنكي” وحماية الكيان

رانيا جمال

2012-11-27 06:35:19

0

إلغاء مؤتمر هلسنكي بشأن جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية، والمقرر منذ مؤتمر فيينا قبل عامين، عشية موعد انعقاده في كانون الأول/ديسمبر في العاصمة الفنلندية، وإعلان الإلغاء الذي جاء على لسان المتحدثة باسم الدبلوماسية الأمريكية، وما تحدثت عنه من خلافات دولية، و وضع غير مستقر في المنطقة، يكشف مجدداً أن أي محفل دولي يحاول النيل من “إسرائيل” أو حتى انتقادها، محكوم عليه بالفشل مسبقاً .

المتحدثة الأمريكية فيكتوريا نولاند ساقت الحجج والذرائع وأهمها، على حد قولها، أن دول المنطقة لم تتمكن من الاتفاق “على شروط مقبولة لعقد هذا المؤتمر”، إضافة إلى “الوضع الراهن في الشرق الأوسط”، ولم تكتف بذلك، بل تمادت إلى حد الزعم أن لا مجال لدولة خارجية أن تفرض على المنطقة عملية أو أن تملي نتائجها، وسطّرت رسالة دعم لخروج الكيان على الاتفاقية الدولية لحظر الانتشار النووي بتأكيد أن واشنطن لا يمكن أن تدعم مؤتمراً “يشعر فيه بلد من بلدان المنطقة أنه تحت ضغط أو معزول” .

من الذي سيعاني العزلة نتيجة هذا المؤتمر غير “إسرائيل”، ثم عذراً أيتها المتحدثة الحصيفة، فماذا يكون دور الدولة التي تنطقين باسمها، إن لم يكن إملاء المواقف و وضع النتائج مسبقاً؟ وكيف تتذرعين بالحالة غير المستقرة في المنطقة، وأنت وإدارتك ومن خلفها “إسرائيل” واللوبي الصهيوني، تعلمون أن بؤرة إثارة الفتن وانعدام الاستقرار في المنطقة مركزها الكيان المحتل؟

لا داعي لتفسير الموقف الأمريكي، أو الغوص في أعماقه بحثاً عن السبب الحقيقي، ولا شك في أن الخلافات التي تحدثت روسيا عنها أيضاً، مركزها موقف “إسرائيل” الذي لا تحسد عليه، وإن كنا لا نستطيع إغفال الموقف المتوتر بشكل عام في المنطقة المعنية بالمؤتمر، إلا أن جعل ذلك ذريعة، ليس أمراً بريئاً، خصوصاً أن الهدف من مؤتمرات كهذه، هو التوصل إلى نزع فتيل التوترات الكبرى التي يمثلها السلاح النووي في المنطقة، والذي لا يحوزه أحد غير “إسرائيل” .

روسيا تحدثت عن خلافات، وعدم اتفاق دول المنطقة المعنية بالمؤتمر، لكنها لم تنحُ منحى واشنطن في تسطير الذرائع، بل أكدت العمل من أجل عقد المؤتمر، في حال تأجيله، بحلول إبريل/نيسان المقبل .

ومهما يكن الأمر، وأياً كان الهدف المعلن من التأجيل، فإن ما يدعو إلى الاستغراب، أن المؤسسات الدولية المعنية، والمنوط بها عقد هذا المؤتمر، سلمت الرقاب للقوى الدولية لتتحدث نيابة عنها . . فأين اختبأت الأمم المتحدة؟ وأين اختفت المنظمات المعنية؟ عوضاً عن إعلان التأجيل، أو الضغط باتجاه عقد المؤتمر؟ وطالما أن الشأن يخص منطقة غير أمريكية ولا أوروبية، فلماذا لا تتحلى هذه القوى بشيء من الكياسة وتلعب خلف الكواليس، بدلاً من تصدر المشهد بهذا الوضوح الصارخ؟

واشنطن تذرعت بالكثير، وقولها إنه لا إمكانية لضغط دولة خارجية باتجاه معين في هذا الملف، كشف الأمر على حقيقته، فواشنطن وغيرها من القوى الغربية وشبه الغربية، تتدخل حسب أجنداتها، وكثير منها لا تخرج على الخط “الإسرائيلي” المرسوم لها مسبقاً، وليعقد مؤتمر هلسنكي العام المقبل، أو لا يعقد، فلا فرق يذكر، ولا تغيير متوقعاً سينفجر في وجه القوة المسلحة النووية الوحيدة في المنطقة .

كان الأولى بالإدارة الأمريكية وإدارات الدول الكبرى وحكوماتها أن تعمل على مكامن الأزمات وتعالجها، إن كانت تريد لعب دور الدول الكبرى، لكنها تهرب إلى تشخيص الوضع، وأحياناً تحميله ما لا يحتمل، إن كان في الأمر ضلع أو شأن أو مصلحة “إسرائيلية”، أو حتى أدنى إحراج للقوة الاستعمارية المحتلة الوحيدة في العالم.

http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=22294




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !