سجّلت المرأة الأوكرانيّة هدفًا في المرمى السّعوديّ الخائب، بعدما شاركت المرأة السعوديّة مطالبتها بحقّ بديهيّ في قيادة السيّارة. ففي العاصمة الأوكرانيّة كييف قامت قبل حوالي أسبوع مجموعة من النساء الناشطات عاريات الصّدور بمظاهرة أمام السّفارة السعوديّة، ارتدين خلالها البرقع الأسود وحملن لافتات كتبن عليها عبارات تستنكر هذا الاضطهاد الذكوريّ السّعوديّ، منها" "السيّارات للنساء والجمال للرجال"، "لا لديكتاتوريّة الرّجال"، "أخلاقٌ بريّة"... إلخ! واكتفت المرأة العربيّة بمشاركات خجولة جدًّا تندّد بمواقف هذه الدولة الوحيدة في العالم التي لا تسمح للمرأة حتى اليوم بقيادة السيّارة.
ما الذي دفعَ الناشطات الأوكرانيّات إلى مناصرة امرأة لا تشاركهم في شيءٍ سوى الجنس؟! أليسَ شعورها بالقهر والاضطهاد في عالمٍ ما زالَ فيه الذّكرُ منتصبًا كالمسلّات المصريّة في ساحات روما؟! بين البرقع الدينيّ والصّدر العاري بونٌ شاسع، ولعلّ إظهار هذين النقيضين في مظاهرة نسائيّة تناصر حقًّا طبيعيًّا من حقوق المرأة، إشارة إلى نظرة الرّجال نحو المرأة، هذه النظرة الدونيّة التي ليسَ فيها سوى "الدين" (العرض والحرام) و"الجنس" (اللذّة والمتاع).
تُعتبر المرأة في الثقافة الدينيّة "حرامًا"، ومنه جاءت "الحرمة" اسمًا للمرأة وجمعها "الحريم"، ومن هذه اشتقّت التسمية التركيّة "الحرملك" إشارةً إلى القسم المخصّص للنساء في المنازل الإسلاميّة قديمًا (ما زالَ حيًّا في بعض المناطق والأحياء من مختلف البلدان العربيّة). والحرامُ مفهومٌ عامّ أُطلق على المقدّس والمدنّس على السّواء، فارتكابُ الإثم حرامٌ، والمقدّسات حرامٌ... وبين هذا وذاك على أيّ طرفٍ تقع "المرأة"؟! فإذا كانت من "المقدّس" أُعطيت صفة التقديس ففاقت الرّجلَ مرتبةً، وإذا كانت من "المدنّس" فأيّة خليقةٍ مدنّسة صنعتها يدُ الله؟! الإجابة برهنِ الرّجال!
التعليقات (0)