علي جبار عطية
الأربعاء 02-11-2011
كانت لدينا في المحلة نقطة حراسة لكن أعداء الحياة اغتالوها قبل أيام!
جاءوا مع انبلاج الفجر اذ اعتادوا أن يبدأوا يومهم بجريمة كأي سفاح محترف وانهالوا على جندي فقير مصاب بداء السكري ومتزوج منذ ست سنوات ولم يرزق بولد وتسكن عائلته في الناصرية... انهالوا عليه برصاص غير مكتوم فأردوه صريعاً!
لقد قتلوه في هذا الصباح الندي لأنهم لم يجدوا أفقر منه ولا أضعف... لم يجدوه محصناً بكتل كونكريتية ولا سترة واقية ولا حتى قبعة اذ كان يعيش الأمان وسط الحي السكني!
لم يكونوا ملثمين فقد ولى زمن اللثام وصار القاتل أكثر جرأة ووقاحة لأنه يعرف أن وراءه كتلاً أقوى من الكونكريت تدافع عن حقه في العيش الكريم والتمتع بحقوق الانسان... بعد يومين من الحادث اختفت نقطة الحراسة نهائياً أمطرت السماء فغسلت دم الشهيد وتوارى القاتل ليخطط لجرائم أُخرى مادام الحبل مازال على الغارب!
لم أكن اتوقع ان تختفي نقطة الحراسة باغتيال الجندي تصوروا ماذا كان يحدث لو جرى نقل رجال المرور الى خارج التقاطعات حين تفنن القتلة بقتل رجال المرور فكيف سيكون الطريق؟
أمر على مكان النقطة المرحومة أرى ظل الجندي الشهيد وأسمع رده للسلام لكني لن أقول له صباح العيد أتمنى لك السلامة لأنه قد يكون وصل الى السلامة في الضفة الأخرى!
هل نقر بالهزيمة ونعترف ان القتلة هزمونا في هذه المعركة غير المتكافئة بين النبل والخسة؟
-كنتُ أسرح في أفكاري بعيداً والألم يعصرني فهل هذا هو العراق الذي تخيله الشعراء والفنانون والملهمون؟
هل اتسع فضاء الحرية ليتنفس القتلة واللصوص والسماسرة؟
وأين ومتى يجد الشرفاء سماءهم؟
أمر على محلتي بعد اختفاء النقطة فتقع عيناي داخل الزقاق على جنود ببزات عسكرية أنيقة وقد اتخذوا من مدخل الزقاق نقطة جديدة لكنها نقطة متحركة هذه المرة!
ازداد يقيناً اننا نستحق صفة بلد المليون سيطرة!
التعليقات (0)