إغتصاب صبي ..
كتبنا من قبل عن أطفال الشوارع وعن أمهات الشوارع الذين هم أمهات لاطفال الشوارع واليوم نستكمل ملحمه الضياع بالمأساه التي تدمي القلوب مأساه مصطفي ..
مصطفي صبي في العاشره من عمره مليح الملامح ذكي مقبل علي الدرس .. شاء حظ مصطفي العاثر أن تطلب منه أمه أن يخرج للعب في الشارع في تلك الأمسيه الصيفيه الحاره مع أقرانه أبناء الجيران .. فتهلل للأمر وأخذ كرته وهبط الدرج علي عجل وبسرعه إنضم لأقرانه وبدءوا في لعب مباراه كره قويه وبسرعه إنضم اليهم آخرون وتم تشكيل فريقين متنافسين وظلت الكره تتنقل هنا وهناك محرزه أهداف في المرميين حتي ركلها أحدهم ركله قويه أطاحت بها بعيدا فذهب بعض الأطفال في إثرها لإعادتها ومنهم مصطفي ..
ولكن كان يقف في الجوار شاب أكبر منهم سنا ربما في السادسه عشر من العمر رث الثياب تفوح منه روائح نتنه تدل علي أنه من أبناء الشوارع وكان يراقبهم منذ فتره من الوقت ..
وسرعان ما تلقف الكره وقلبها بقدمه الحافيه وركلها ركله طويله الي الأبعد فركض خلفها الصبيه محاولين اللحاق بها ولكن كان ينتظرها شاب آخر مماثل للشاب الأول وظل الشابان يركلان الكره للأبعد والصبيه يركضون خلفها .. ولكن بدءوا يتراجعون بعد أن بعدت المسافه وأوغلوا في البعد عن العمران الا مصطفي فهو صاحب الكره والذي لم يتراجع بل كان يبذل أقصي سرعه لديه محاولا اللحاق بالكره وكلما إقترب منها ركلها أحدهما الي الأبعد ..
علي الجانب الآخر عاد الصبيه الآخرين الي الشارع أسفل البنايات وبعد أحاديث قصيره فيما بينهم أحضروا كره أخري وبدءوا اللعب مره ثانيه ونسوا أمر مصطفي ..
وبعد أن أنهكهم اللعب بدءوا في التسرب واحدا تلو الآخر صاعدين الي حيث يسكنون حتي خلا الشارع تماما وأطبق عليه الصمت الرهيب ..
الا مصطفي الذي لم يصعد الي شقه أسرته كباقي الصبيه .. أما أم مصطفي فقد كان هناك فيلم جديد يعرض لأول مره في التليفزيون وكان يجذب إنتباهها بالكامل حتي أنها لم تلحظ عدم عوده مصطفي وظلت علي هذا الحال حتي إنتهي الفيلم بعد منتصف الليل وعاد والد مصطفي من جلسه المقهي اليوميه .. وهمت هي لتحضِّر العشاء له وهنا فقط تذكرت إبنها مصطفي فنادت عليه ولكن لم يجبها الصبي ..
فخرجت الي الشرفه ونظرت الي الشارع فوجدته خاليا فأخذت تصيح من الشرفه عل مصطفي متوقف مع بعض أقرانه علي الناصيه .. ولكن لم يجبها أحد
وهنا بدأ القلق يتسرب اليها والي والد مصطفي هو الآخر .. أين مصطفي في هذه الساعه المتأخره .. وبدءا معا رحله البحث عن مصطفي نزلا الي الشارع يبحثوا في كل إتجاه وإنضم اليهم بعض الماره والجيران وإتسعت دائره البحث وزادت أعداد الباحثين في كل إتجاه دون جدوي .. حتي أخبر أحد الصبيه أمه بواقعه الكره والشابين الذين تفوح منهما الروائح النتنه وكان هو آخر من رأي مصطفي يجري خلف الكره الي جهه الغرب ..
وهنا إتجهت فرق البحث التي جاوز عددها المائه فرد جهه الغرب تفتش كل ركن وعطفه وزقه والحناجر تنادي بأعلي صوت علي مصطفي ..
حتي وصل أحد الباحثين الي منزل مظلم تحت الإنشاء وأشعل عود ثقاب ونظر في مدخل المنزل وصرخ بصوت عالي وجدته .. وجدته .. وجدت مصطفي ..
وهرع الجميع اليه الي داخل المدخل المظلم حيث كان مصطفي متكوم علي الأرض عاري النصف الأسفل يمتلئ جسده بالجراح تئن نفسه وتبكي روحه …
مجدي المصري
التعليقات (0)