إعلان لدخول اللغة العفرية في العمل الحكومي الرسمي !
بقلم : ادريس حسن يعيدي
فقد أقيم سمنار إحتفالي لذكرى بداية التأسيس للكتابة اللغة العفرية بالحرف اللاتيني علي قواعد معروفة بقواعد (ديمس كي ريدو) حيث أعلن فيها رئيس الاقليم العفري في اثيوبيا اسماعيل علي سرو وبشر العفر أنه ستتحول اللغة العفرية بعد أربعة أشهر الي لغة العمل الحكومي الرسمي في الاقليم العفري وقد تحدث في السمنار الإحتفالي كل من رئيس الاقليم اسماعيل علي سرو ورئيس مركز الدراسات والأبحاث لتنمية اللغة العفرية في سمراء السيد جمال عبد القادر ريدو والباحثة في التنمية العفرية السيدة مالكة والكاتب والباحث الدكتور شحم وات .
فالإعلان التاريخي الذي أدلى بها رئيس الإقليم يعتبر إنجاز تاريخي ورغبة عفرية للحضور وممارسة الدور الفعلي المنوط بها وهو عمل متعوب فيه جاء بعد جهود مضنية دؤوبة حيث بدأت محاولته الجادة في عام 1975م بإسم (دمس كي ريدو) وهي أول محاولة جادة أطلقت شرارة الأُولى لعمل إستراتيجي يسعى لهدف محدد وهو تمكين اللغة العفرية وتريسخها في المجال العلمي والثقافي والعمل الرسمي في المؤسسات الحكومية وها اليوم نسمع بعد مضي 38 عام إعلان رسمي من رئيس الإقليم العفري بأنّ اللغة العفرية أصبحت جاهزة للإستعمال في الواقع المعاصر كلغة العمل الرسمي في مؤسسات الدولة والتعليمي في المرافق التربوية والمجالات الأكاديمية العليا وأنها تسعى وتطمح لمواكبة التطور التكلولوجي والمعلوماتي الذي نعيشه.
وهنا أمرٌ مُهم يجب أنْ يعرفها الشباب أنّ وراء هذه الجهود الجبارة رُواد ومُثقفين عفريين بارزين جعلهم إخلاصهم وحبهم لأمتهم أنْ يضحوا كلما يملكون ويبذلوا الغالي والنفيس ويسخروا كل قدراتهم وكفاءاتهم لنجاح هذا العمل وها نحن اليوم نرى نتيجة جهودهم الجبارة وثمار أعمالهم العظيمة .
وهاؤلاء حقهم علينا التقدير والإحترام وتسجيل جهودهم وتضحياتهم الخالدة وتوثيق أدوارهم التاريخية والبطولية وتوريثها جيلاُ بعد جيل خالدة في جبين التاريخ .
وهم بالفعل كثيرون لكنسأذكر سيرة ذاتية لأبرز سبعة شخصية منهم :-
1- جمال عبد القادر ريدو وهو مفكر عفري له آراء خاصة به وفكر مستنير كالشعاع يضئ الدروب الحالكة وهو أيضاً سياسي محنك له بصمات لا تنسى في المجالات السياسية وبسببه لاقى الضغوط وعاني ويلات المعتقلات أكثر من عشرة سنوات ليس لجُرم إرتكبه وإنما نتيجة لتوجهاته السياسية وأرائه المستنيرة .
وهو كذلك له ريادة في تطوير اللغة العفرية وثقافتها حيث كان مشارك مع أحمد عبدالله ديمسي في تأليف أول كتاب بالحرف اللاتيني في عام 1975م المعروف بإسم (ديمس كي ريدو ) وهو مؤسس وفي نفس الوقت مدير مركزالدراسات والأبحاث لتنمية اللغة العفرية في سمراء عاصمة الاقليم العفري وهو أيضاً مؤسس ورئيس تحرير مجلة الفجر الجديد المعروفة باللغة العفرية )عُسبا ماحا أو Qusba maca) وله العديد من المؤلفات والأبحاث والدراسات ونال العديد من الجوائز في داخل إثيوبيا وفي خارجها وشارك في مئات من الندواتوالمؤتمرات والمحافل الاقليمية والدولية ولقي معانات كبيرة ومضايقات شديدة في حياته كما هي عادة المفكرين العفر وعلمائها ورموزها وأحرارها ومناضليها بسبب توجهاتهم السياسية لمصلحة أمتهم .
2- أحمد عبدالله ديمسي وهو باحث وكاتب باللغة العفرية وهو يُعتبر أحد أبرز مثقفي العفر وأحد أبرز روادها الأوائل الذين أسسوا الكتابة العفرية بالحرف اللاتيني وهو مؤلف أول كتاب بالحرف اللاتيني مع المفكر جمال عبد القادر ريدو في منتصف السبعينات ومنذ ذلك اليوم الي هذه اللحظة يشتغل في مجال الدراسات والابحاث لتطوير اللغة العفرية وتطوير ثقافتها وهو الآن باحث في معهد اللغات في جيبوتي وعضو فاعل وباحث أساسي في مركز udcومركز نادي الكتاب العفري وغيره من المراكز في داخل جيبوتي وفي اثيوبيا وله مشاركات كثيرة في المؤتمرات الدولية والاقليمية في الداخل والخارج .
3- إسماعيل علي غرضو وهو ناشط وباحث عفري ويُعتبر من الرُّواد الأوائل وهو أحد كبار مثقفي العفر في العصر الحالي ويجيد اللغات الاقليمية ولغات حية أخرى مثل العربي والانجليزي وهو مؤسس ومدير جمعية العفرية للتنمية الريفية المعروفة إختصاراً (ABDA) بالإضافة هو أيضاً عضو فاعل في جميع المراكز اللغوية والثقافية العفرية الموجودة في إثيوبيا وفي جيبوتي وفي المهجر وهو خبير في التنمية الريفية وفي اللغة والثقافة العفرية وأن مركزه الذي يرأسه في الإقليم العفري في اثيوبيا يعتبر من أكبر وأنجح المراكز العفرية وهو مركز رائد في مجال التنمية الريفية في محاربة الفقر عن طريق تقديم مساعدات إغاثية وتنفيذ المشاريع تنموية وأيضاً في محاربة الجهل عن طريق محو الأمية وتعليم القراءة والكتابة بالحرف اللاتيني وتدريب الكوادر والأساتذة والموضفين في المؤسسات الحكومية في الإقليم العفري والمركز له أيضاً إسهامات كبيرة جداً في تطوير اللغة العفرية وثقافتها ولعب دور أساسي ورئيسي في إنتشار الحرف اللاتيني في المناطق الريفية الذي تسكنها العفر في اثيوبيا.
وله أيضاً باع طويل في جمع المعلومات وإعداد بيانات تساعد في الدراسات والابحاث وأخرج المركز الكثير من الدراسات والابحاث وقام برعاية مؤتمرات وندوات كثيرة وله مُساهمات فَعّالة في إعداد كوادر شابة مدربة قادرة للعطاء والانتاج والمشاركة في جميع المجالات وأيضاً قام المركز بإعداد كُتب ومناهج ومقررات في المجالات التعليمية والتربوية.
إذن اسماعيل علي غرضو له خبرة طويلة في تأسيس الأعمال الخيرية وإدارة جمعيات إغاثية وإنسانية وفي البداية قام بتأسيس جمعية لمساعدة النازحين من حرب أهلية بين العفر والعيسى في جيبوتي ثم دشن فيما بعد جمعية الحالية المعروفة بأبدا (ABDA) مع السيدة الجليلة مالكة زوجته.
واستمر في تقديم المساعدات للشعب العفري حتى إكتسب حب الناس وإعجابهم وتقديرهم اللامحدود وهو شخصية مشهورة بالكرم الشديد والعطاء الجزيل وهويتمتع بشخصية رحيمة عطوفة تعشق فعل الخير وخذمة الناس لذلك أصبح من أكثر الشخصيات العفرية جماهيرية وشعبية في الاوساط العفرية وهو بالفعل رجل محبوب جداً ويتمتع بإحترام خاص جداً عند العفر.
4- حمد جبا مكي وهو باحث وكاتب ومترجم باللغة العفرية وهو من الشخصيات العفرية التي إهتمت بكتابة اللغة العفرية بالحرف العربي وله ابحاث ودراسات ومؤلفات بعضها كتب دينية وبعضها كتب اجتماعية وتاريخية وأيضاً له تفسير لبعض الأجزاء من القران الكريم وهو من اوائل الذين كتبوا وأثروا الكتابة العفرية بالحرف العربي وايضا له مساهمات ومشاركات بالحرف اللاتيني .
5- دكتور شحم وات وهو باحث وكاتب ومؤرخ والآن يشغل منصب نائب رئيس لمؤسسة نادي الكتاب العفري وأيضاً عضو فاعل في المراكز البحثية والتنموية والثقافية في داخل جيبوتي وفي اقليم العفر في اثيوبيا .
فيحمل درجة الماجستير والدكتوراه من جامعات الأروبية متخصص في علم النفس وهو مؤلف بارع له مؤلفات كثيرة لكن أغلبها في التاريخ والثقافة وعلوم اللغة وله إسهامات بارزة في تطوير اللغة العفرية سواء كان في الميدان العملي من خلال نشاطاته وتحركاته الكثيرة وفي الميدان الفكري من خلال التدريبات والندوات وتأليف الكتب .
وله مشاركات كثيرة في المؤتمرات في داخل جيبوتي وفي خارجها ونال جوائز كثيرة وله إحترام وتقدير كبير.
6- محمد حسن كامل وهو باحث وكاتب وأكاديمي وحالياً يشغل منصب مدير معهد اللغات في جيبوتي وهو عضو بارز في نادي الكتاب العفري المعروف ب(UDC ) .
ويحمل بكلاريوس وأيضاً دراسات عليا في اللغات من جامعات فرنسية وقدم أبحاثه في اللغة العفرية في كل من فرنسا وسويسرا والفرنكفونت بألمانيا ونال جوائز عديدة علي أبحاثه في الداخل من معهد اللغات وغيره من المراكز والمؤسسات الخذمية والخيرية وفي الخارج نال جائزة أكاديمية من جامعة كنشاشا علي بحثه اللغوي في فرنسا وفي فرنكفونت وفي سويسرا وله مشاركات عديدة في المؤتمرات والندوات علي المستوى المحلي والدولي.
7- عثمان حمدو وهو أيضاً شخصية مثقفة له ابحاث ودراسات وهي شخصية عملية جداً وكان مدير مركز الأبحاث العفرية لكن الآن خرج من ارتريا ويعيش كلاجئ في اروبا وهذا المركز له إسهامات كبيرة في مجال تأليف كتب وإعداد مناهج ومقررات حيث يدرسون في المدارس الابتدائي بلغة الأم ولهم أيضاً اسهامات كبير في مجال التدريب إعداد كوادر شبابية مدربة وكذلك مركزه شارك في مجالات عدة ومنها اللغوية والثقافية والاجتماعية وأخرج أبحاث وكتب كثيرة وبالفعل عثمان حمدو شخصية لها مشاركات في الداخل والخارج وترك بصمة في تطوير جانب اللغة العفرية وثقافتها وفي النهاية كغيره من الارتريين خرج من بلده مضطراً .
كل هاؤلاء وغيرهم من الجنود المجهولين يستحقون التكريم والتقدير والإجلال منا وأن نكتب عنهم وعن أدوارهم التاريخية ومساهماتهم البطولية وفي الختام أرفع قبعتي إحتراماً وتقديراً لهاؤلاء الرواد العظام وألقي علي واحد منهم سلامي وتحياتي وتقديري وإحترامي الذي يليق بهم وبمقامهم وبمنجزاتهم بإسم العفر شكرا لكم ضحيتم وصبرتم وأنجزتم ها نحن اليوم نحتفل بإنجازاتكم .
yaqiidi@yahoo.com
التعليقات (0)