إعلام البوليساريو يحرف تصريحات الفاتحي
الدكتور عبد الفتاح الفاتحـي
مبارك السمان
عمد إعلام البوليساريو كعادته؛ كلما اشتد عليه الخناق إلى تحريف التصريحات الصادرة عن مراقبين مغاربة، ومنه التحريف الذي تعرضت له تصريحات الدكتور عبد الفتاح الفاتحـي المحلل السياسي المغربي المختص في قضية الصحراء والشأن المغاربي والذي بات يقض مضجع قيادة الرابوني والقادة الجزائريين بتحليلاته السياسية الواقعية للتحولات الإستراتيجية الكبرى بالمنطقة.
ففي مقال بعنوان "أزمة الدبلوماسية المغربية بسبب الموقف من روس" أورد موقع تابع لقيادة البوليساريو بأن هناك ارتباك كبير تعيشه الدبلوماسية المغربية بسبب ما اعتبره تصريحات متضاربة للدبلوماسيين المغاربة بشأن الموقف من سحب الثقة من روس، وفي هذا الصدد نسب الموقع المشبوه إلى الفاتحـي قوله: "إن الأمم المتحدة أقنعت المغرب بضرورة التراجع عن موقفه الرافض للمبعوث ألأممي كريستوف روس بسبب صعوبة إيجاد مبعوث جديد إلى المنطقة".
المقال محاولة يائسة لتحريف النقاش الداخلي المغربي حول قضيته الأولى، صيغ بشكل التباسي وبدون مهنية صحفية بأن أعاد صياغة رأي الخبير المغربي في قضايا الصحراء بطريقة ملتوية بغية خلق نوع من الخلاف الداخلي غير موجود لسد حالة الشلل الدعائي للجبهة في تمرير ادعاءاتها المغرضة.
ويبدو من خلال هذه العملية البغيضة أن قيادة الرابوني تعيش أزمة إعلامية حقيقية، زاد من تعميقها قوة ومصداقية تصريحات الفاتحـي، وهو ما يبرر تحول أبواق البوليساريو إلى تنظيم حملة إعلامية واسعة تتهمه بـ"بيدق النظام" و "محلل السياسة المخزنية".
وإذ تعلنها البوليساريو حربا إعلامية على باحث مغربي مهتم بالنزاع في الصحراء، فإن ذلك يؤشر على تحول كبير سجل لصالح المغرب، حيث تحول إعلام البوليساريو من مواقع الهجوم إلى الدفاع، مجبرة على ذلك بإيجابية تعاطي بعض وسائل الإعلام الوطنية مع قضية الصحراء المغربية، حيت بات وسائل إعلام الجبهة تكتفي بالرد على كل ما يكتب في الجرائد الوطنية وإعادة صياغة تحليلات مهتمين مغاربة حول الأوضاع الداخلية للمملكة.
وردا على التحريفات التي قام بها إعلام البوليساريو أكد الباحث المغربي عبد الفتاح الفاتحـي أن وسائل إعلام جبهة البوليساريو تعيش حالة من اليأس والإرهاق بفعل مساهمة وسائل الإعلام المغربية المستقلة في النقاش حول القضية الوطنية، في ظل مناخ من الديموقراطية الداخلية، في المقابل ما يعيشه إعلام البوليساريو من تضييق على حرية الإعلام وشح المعلومات التي تعمل البوليساريو على إخفائها، كل هذه عوامل فرض على إعلام البوليساريو يتغذى على تحريف النقاش الداخلي المغربي حول القضية. هذا ويمكن القول بان الدعاية الانفصالية قد انتهت ما في جعبتها من ادعاءات كاذبة وان المغرب بفضل أبنائه بات يملك ترسانة إعلامية قوية ستغير من ملامح المعركة الإعلامية يضيف الفاتحـي.
وعلى الرغم من الغياب الملحوظ للإعلام الرسمي المغربي تجاه قضية الصحراء، وخصوصا المرئي منه والمسموع، إلا أن غيرة ثلة من أبناء الشعب المغربي ودفاعهم المستميت عن الوحدة الترابية ووقوفهم ضد دعاة التفرقة افقد البوليساريو وبشكل نهائي بوصلة التحكم في المسار الإعلامي للصراع وجعل منها آليات لإعادة تصنيع أخبار بالية وخلق هالة انتصار وهمية لا وجود لها إلا في مخيلتها المريضة.
التعليقات (0)