بعدما أقدمت السلطات السعودية على إعدام الشيخ النمر يوم السبت 2/ 1/ 2016 ضج ضجيج الكثيرين خصوصاً ممن ارتبط بإيران حيث أخذوا يسوقون التهم تلو التهم على السلطات السعودية مع السب والشتم والقذف وما إلى نهاية من الكلام الذي لا يمكن أن يعيد الشيخ النمر إلى الحياة من جهة ومن جهة أخرى أصبح مورد مالي للفضائيات التي طبلت لهذه الحادثةحيث أعدت البرامج وهيئت الاتصالات والسذج يتصلون ويصرفون الأموال ( الأرصدة ) من اجل السب والشتم دون أي فائدة أو حتى نقد عقلي !!.
طبعا ليس دفعاً عن حكام آل سعود وليس قبولاً بإعدام الشيخ النمر لكن هذه الحادثة كشفت لكل منصف مدى النفاق والازدواجية التي تميز بها المجتمع العراقي من منتحلي التشيع, حيث اعترضوا على إعدام النمر بحجة (( إنه رمز من رموز الشيعة حتى وإن كان معارضاً للحكومة السعودية فلا يجوز المساس به ... فكيف يعدمونه ؟ أليس هناك حرية الرأي ؟! وإن خالف السلطة فما الضرر في ذلك ؟! )) وبما أن السلطة الحاكمة أعدمته فهي أصبحت حكومة "حكومة فاجرة وداعرة " وإرتكبت جرماً لن يغتفر وإنتهكت القيم والأعراف الإنسانية!!.
ولا نعرف لماذا كل هذا الضجيج وهذه الإزدواجبة, فعندما تقوم إيران بإعدام المئات من الشباب العربي الاحوازي والشباب الكردي في إقليم مهاباد والشباب الأذري والبلوشي وتقمع الشعب الإيراني ذاته الذي رفض سياستها الدكتاتورية, يكون الأمر في نظر ساسة إيران ومن تملقهم ومن دار في فلكهم العفن هو شأن داخلي وهؤلاء خارجين عن القانون ويجب إعدامهم شنقاً حتى الموت !!! ولا أحد يتدخل أو يناقش أو يفاوض أو يعترض على إيران في هذا الشأن!! وعندما تقوم الحكومة السعودية بإعدام أشخاص ترى إنهم خارجين على القانون ومثيري للفتن ومروجي للإرهاب, تضج إيران وأذنابها وتعترض وترفض وتشجب وتستنكر وتهدد وتتوعد حتى أنها أحرقت القنصلية السعودية في طهران.
فمثلما تتعامل إيران مع الشعب الإيراني بكل قومياته تتعامل السعودية مع الشعب السعودي, هذا يعدم وهذا يعدم لا فرق بينهما فلماذا هذه الضجة الإيرانية ؟؟!! فهل جاءت الحكومة السعودية بشيء مخالف عما تقوم به السلطات الإيرانية؟! هذه تعدم معارضيها وتلك تقوم بالفعل نفسه, فهل الإعدام والقتل في إيران حلال بينما في السعودية حرام؟!,
بل ما يحدث من ضجيج إيراني ما هو إلا سعياً منها لإشعال فتيل فتنة طائفية أخرى في السعودية وفي العالم العربي من اجل أن تمد اذرعها وتتغلغل بصورة اكبر وأعمق في دول لم تستطع أن تصل لها سابقاً ولم يهمها التشيع ولا رموز التشيع ولا الشيعة بل إنهم وقود لنار فتنتها التي اتخذت من التشيع غطاءاً لها.
وهنا لابد من طرح تساؤل أثير على ضوء هذه الضجة الإيرانية وكل من اتبعها, وهذا التساؤول هو ؛ أليس بالأمس القريب اتهمت الحكومة العراقية وبتوجيه من إيران ومليشياتها ومرجعيتها الفارسية الموجودة في النجف, إتهمت مرجعية السيد الصرخي الحسني بالإرهاب لأنه وحسب اعتباراتهم معارضاً للحكومة العراقية ؟! ولم ينطق أي أحد ببنت شفة ولم يحرك ساكناً إزاء ما تعرضت له هذه المرجعية في كربلاء صيف 2014م حيث تم الإعتداء عليها من قبل الحكومة والمليشيات المرتبطة بإيران حيث القتل والتمثيل بالجثث وسحلها في الشوارع ؟؟!!.
فُعل ما فُعل بهذا المرجعية ومازالت إيران وأذنابها يتهمون هذه المرجعية الشيعية العراقية العربية بالإرهاب وبالعمالة لا لشيء وإنما لأنها صرحت بفكر وأراء تعتقد بها ورفضت فساد السياسيين والمتسترين بالدين, ومع ذلك أمضى الكثير من " منتحلي التشيع " تلك الاعتداءات على هذه المرجعية العراقية العربية الأصيلة, ولم يطبل الإعلام لهذه الفاجعة كما طبل لإعدام الشيخ النمر, بل ما حدث هو العكس نجد إن الأعلام الذي يطبل الآن للنمر قد تم تسخيره لتشويه صورة المرجع العراقي الصرخي على الرغم من أنه مرجع شيعي إمامي اثني عشري ؟؟!!.
ألم تكن مرجعية السيد الصرخي الحسني مرجعية شيعية ؟ أليست هي المرجعية الشيعية الوحيدة التي رفضت الاحتلال الأمريكي " عدوكم الآن – ظاهراً - و الولي الحميم سابقاً " أليست هي المرجعية الشيعية الوحيدة التي رفضت الاحتلال بكل أشكاله ورفضت إنتخاب المفسدين ورفضت الطائفية والتقسيم وطالبت بحقوق العراقيين جميعاً, أما على المستوى العقائدي فهي المرجعية الوحيدة التي وقفت بوجه الفتن العقائدية المنحرفة التي عصفت بالمذهب الشيعي ومن بينها فتنة المدعي احمد إسماعيل كاطع الذي وقف جميع المتصدين عاجزين أمام فتنته إلا المرجع الصرخي... والمواقف الكثيرة تشهد بذلك ... فهذا موقف المرجع الصرخي الذي أيدتم الاعتداء عليه بينما لا يوجد موقف واحد مشابه للشيخ النمر ... فلماذا تثور ثائرتكم من أجل النمر وتساق التهم والافتراءات على المرجع الشيعي العراقي الصرخي ؟؟!!.
فإن كان عمل الحكومة العراقية مع مرجعية السيد الصرخي الحسني مرضياً عند منتحلي التشيع فالمفروض أن يكون فعل السلطات السعودية مع الشيخ النمر مرضياً أيضاً عندهم ويجب أن لا يعترضوا, لكن ..... إذا كان الاعتداء على أي شخصية مهما كان عنوانها وإن كان مرجعاً دينياً " كالسيد الصرخي " عُرف عنه رفض العمالة والخيانة والركون إلى إيران وغيرها من الدول فانه يكون مرضياً عند هؤلاء منتحلي التشيع ... أما إذا كان الاعتداء ولو بكلمة على أي شخصية وإن كانت غير مؤثرة ولا يوجد لها ثقل في المجتمع الإسلامي فإن ثائرة أتباع " فارس " من منتحلي التشيع ستثور ويصبح عنوان المذهب والتشيع هو الأسمى والطاغي ويكون المساس بأي شخص عنوانه شيعي ولو بالإسم محظوراً وتعديا على المذهب!! وفي حقيقة الأمر هكذا فوران ما هو إلا من اجل العملاء والتابعين لإيران وزبانيتها.
فإيران التي أحرقت جثث أتباع المرجع العراقي الشيعي السيد الصرخي الحسني وجرتها بالسيارات وهدمت داره بالطائرات واعتقلت المئات وعذبتهم في المعتقلات السرية والعلنية وفي شهر الصيام في كربلاء المقدسة, هي نفسها اليوم تستنكر إعدام الشيخ النمر, وهذا دليل على سياسية الكيل بمكيالين عند إيران ويكشف مدى النفاق الذي يتمتع به منتحلي التشيع من عبيد إيران, وحقيقة الأمر إن إيران سعيدة الآن بمقتل النمر لأنها سوف تجعل من إعدامه ذريعة لإختلاق فتنة تخدم مشروعها الإمبراطوري التوسعي, وتجعل منه سبباً لتحقيق مصالحها مستغلة دمه في إرباك المنطقة,هذا إن لم تكن إيران هي من نسجت أكفان النمر.
بقلم :: احمد الملا
التعليقات (0)