تعلّم أن يكون ثائراً من القهر ..
وتدرّج في الكبر على هذا النحو ..
تعلّم في مدارس الحكومة ..
وأحب عمراً رمزاً للعدل ..
وخالداً رمزاً للبطولة ..
ولم يمايز بين جيفارا وعمر ..
قرأ لماركس ولينين وتروتسكي ودوستوفسكي ..
وللعقاد ولأبي الطيب المتنبي ..
طرب لمحمد عبده ، وتعلّق بمارسيل خليفة ..
تولّع بقصص العشق ، بكثير وعزة ، وقيس وليلي ، وعنتر وعبلة ..
وذاب على زي الهوا ..
واختنق لغياب الهواء ..
وحينما فكّر بعلاج لرئته التي فقدت قدرتها على العمل .. شخصوا مرضه بالإيدز و أعطوه دواء للبواسير ..
حينما تذمر ، إتهموه بالزندقه ، وأرسلوا زمرة ترتدي لباس القمع تارةً تطالبه بدفع إيجار المنزل ، وتارةً تتهمه بترك الصلاة ، وأخرى لديها إخبارية بمتاجرته بالخمور ..
حينما لم تنفع كل تلك الوسائل .. سلطوا عليه مديره في العمل .. وحينما لم يصلوا إلى شيء معه أرسلوا ملفه إلى الشؤون القانونية واتاه خطاب بالإستغناء عن خدماته ..
قالوا له : إذهب إلى مكتب العمل ..
ذهب إلى مكتب الأمل .. فأغلقت كل الأبواب في وجه ..
قال مالعمل ؟
فجاءه صدى صوته : كن شاعراً نبطياً ، أو بوقاً إعلامياً ، أو حتى لاعب كرة قدم وأنسى كل ما فات .. لكنه ليس بشاعر ، ولا يملك مزماراً ، وقد هرم ليصبح لاعب كرة قدم ..
حينها فكر بالهجرة ..
فلم تقبله كل مكاتب العالم ..
فكر بالإنتحار وجبن ..
فكر بأن يصبح رقاء لكن لا ريق رطب له ..
بعد كل ذلك ،لم ينقذه إلا إسيتيقاظه من هذا الكابوس المرعب ..
إنتبهوا وحاذروا من المخمليات.
التعليقات (0)