إعترافات متفائل ..

تفاؤل غريب لا أعرف حقيقة مصدره حقاً، ذاك الشعور الصباحي اليومي، أو المسائي شبه اليومي الذي يراودني رغم كل الأشياء السوداء التي تحيط بي والتي إن حاولت حصرها فإني أحتاج لأيام وربما لأسابيع.

ربما أكثر الأمور التي لا تؤدي إلى التفاؤل هو أنني أعيش وسط مجتمع مركب وغير مفهوم وغير واضح الملامح والتعابير، أضف إلى ذلك مسألة التمتع بالجهل والتخلف والفقر والأمراض النفسية سواء منها أو العضوية، وثم لا تجد من يستوعبك سواء كنت يسارياً أو ليبرالياً أو يمينياً أو وسطياً أو أحد أفراد عبدة الشياطين مثلاً.

وحتى الحب، تصوروا أنني لم أجد علاقة متكاملة منذ بدايات صباي وشبابي لغاية الآن، وحتى أن زميلتي في العمل تقول، لماذا تخاف من اللحظة الأخيرة عندما تعجب بك إحداهن، فتهرع هارباً من أي علاقة تتكون أو أي عشق قد يلامسك.

حتى أنني لم أمارس الجنس كاملاً مع فتاة كما فعل غالبية من أعرفهم من أصدقائي الشباب أو الصبايا، وصدقاً لا أدري لماذا، وغيري يعتبر ذلك دافعاً للاكتئاب لكنني متفائل.

من أين يأتي ذاك التفاؤل وقد خانني الكثير من الأصدقاء الذين خسرت أزماناً لأجلهم من حبي لهم، تركوني وغادروا، ولا أريد التحدث عن الوطن الذي يسكن في قلبي ولا أسكنه، وطني فلسطين.

لكنني متفائل لدرجة الثمالة، وسعيد جداً جداً، سعيد لدرجة الحزن الذي يرتد إلي لكي لا تقتلني السعادة ..
mgnaim@yahoo.com