مواضيع اليوم

إعتذار إلى السجين حسني مبارك ..

محمد شحاتة

2012-06-08 21:57:48

0

إذا كانت محاكمة رئيس مصر السابق محمد حسني مبارك و الذي يعد في العقد التاسع من العمر حين تخطى الخامسة والثمانين عاماً تستوجب "إحضاره " وحبسه في قفص الاتهام ساعات طوال وأياماً متتالية وهو "مريض " مرضاً يتطلب عناية طبية فائقة وألا يغادر مشفاه ..

فإن هذه المحاكمة أياً كانت صورة عدالتها لن تصب بحال من الأحوال في خانة المحاكمات الإنسانية .
وإذا كان رئيس مصر السابق حسني مبارك قد تم "جلبه" إلى المحكمة يوم جلسة النطق بالحكم و"إرغامه" على الانتظار حتى "يفرغ" الجميع ما في جعبته حتى انتهاء الجلسة والإمعان في تفريج العالم عليه وتشفي الصدور فيه .. وبعد صور الحكم عليه بالسجن المؤبد "صدرت" أوامر النائب العام بإيداعه مستشفى سجن طره غير المجهز لاستقبال حالته .. والذي "استبان" يقيناً عدم جاهزيته للتعامل مع ظروفه الصحية الحرجة ..
ثم تهرع  مانشتيتات الجرائد التي ظلت طوال ثلاثين عاماً تسبح بحمده وتنافقه وتداهنه وتلجم الشعب عن إيصال معاناته إليه وتظهر له عكس الحقيقة دوماً .. تسابقت المانشيتات لتبشر الثورجية أن مصلحة السجون رفضت طلب مبارك الاستعانة بأحد من أطبائه الذين يتابعون حالته ويعرفونها جيداً .. وبأن علاج مبارك سيكون بمعرفة "أطباء" مصلحة السجون المعينين وظيفياً بها ..
تدهورت حالة الرجل وهو على وشك الموت بسبب " إساءة" التعامل "طبياً" مع حالته .. وتعريض حياته للخطر استجابة أو خوفاً من غضب ونقمة وحنق خصوم مبارك والساخطين عليه والمصفين حساباتهم معه ..
إن تعرض مبارك للموت في سجن "طره"  بسبب قصور مستشفى السجن غير المهيأ وغير القادر على مجاراة التدهور المتلاحق في حالته الصحية والذي عرضه إلى تكرار دخوله في غيبوبة تهدده بالموت يعتبر ذلك وبكل المقاييس مسئولية يتحملها النائب العام ووزير الداخلية ومدير مصلحة السجون وكل صاحب قرار متعمد إبقاء مبارك محتبساً في مكان غير مؤهل لمعالجته كإنسان قبل كل شيء ...
والقول الزائف بوجوب معاملته بذات القصور وبذات الإهمال وبذات المعاملة غير الآدمية وغير الإنسانية التي تجري على كافة السجون وكافة المسجونين عملاً بمبدأ المساواة إنما هو قول جائر ونظرة أقرب للتوحش أكثر منها للإنسانية ..
والأجدى من القول بها المناداة بالإرتقاء بالمستوى الآدمي والإنساني للسجون وللمساجين باعتبارهم بشر وباعتبارهم آدميين قبل اعتبارهم مذنبين ..
نحن نحاكم مبارك كإسم ..وكرئيس .. وكعهد .. وكنظام .. وهذا للتاريخ وللأجيال ..
أما تلك القسوة والعدائية والمشاعر السادية مهما كانت مبرراتها ودوافعها تجاه رجل ما عاد يستطيع أن يدافع عن نفسه أو يقف على قدميه أو حتى يحرك يده يجب أن نرتفع عنها وأن نترفع عنها وألا نترك أنفسنا لنلوك علكة الانتقام في أفواهنا..
كل الألوف المؤلفة التي انتفضت وثارت من مرارة التعذيب أو الحبس أو الاعتقال أو السجن هي في الأساس تنشد الآدمية والرحمة وإعلاء القيم الإنسانية واحترام حقوق الإنسان .. وعليها أن تطبقها ليس على أنفسها بل على من تراه ظالمها أو سابها حريتها حين يفترسه المرض والشيخوخة والوهن ويصير على شفا الموت ..
لو بقي مبارك لحظة واحدة في مكان غير مهيأ لمعالجة حالته الصحية المتدهورة .. ولو بقيت الخشية من غضب "الثورجية" حائلاً دون اتخاذ الإجراء الإنساني الواجب بنقله فوراً إلى أي مكان يناسب معالجة حالته ..
فإنني أعلن إدانتي لكل مخلوق صاحب قرار على أرض مصر امتنع "عمداً" او "خوفاً" عن مساعدة رئيس مصر السابق السجين حسني مبارك بعلاجه في أي مكان يناسب حالته سواء مستشفى المعادي العسكري أو المركز الطبي أو غيرهما ..

كما أقدم إعتذاري وشديد أسفي للسجين محمد حسني مبارك للمعاملة غير الإنسانية ، والإمعان في إذلاله ، وتعمد القصور في معالجته وتعريضه للموت دون أدنى شفقة أو رحمة ...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !