خصمت حكومة مبارك من تاريخ مصر ثلاثين عاما منذ عام 81 الذي أعقب حرب 73 بما لها وما عليها وبالأحرى منذ 1977 لأن هذا التاريخ كان بداية انهيار الدولة وانقلاب الصورة فأصبح النصر شبحا أتي وذهب إلى غير رجعة حتى الآن وما زالت مصر تبحث عن هويتها العربية والإسلامية التي تخلت عنها طواعية لأسباب شخص الرئيس السادات ثم لشخص مبارك من بعده ولو أنصف كتاب التاريخ حذفوا هذه الفترة القاتمة من حياة الشعب المصري وليس هذا جديدا فقد حذفها المصريون أنفسهم أو خصمت من حياتهم فالذي مر على المصريين منذ ذلك التاريخ كان موتا معنويا للشعب وماديا لكل مواطن لم يلتحق بعصابة الحزب الوطني الذي استحل دم الشعب وماله وثروته ...لقد كانت فترة مظلمة حقا في تاريخ الشعب الصابر على الفقر والعجز ونهب المتسلطين وتعذيب النشطاء السياسيين.... وحتى المجرمين لم يكن من حق إنسان أن يحيل حياتهم جحيما لا يتحمله بشر فإن الحدود التي شرعها الله من قتل للقاتل وقطع ليد للسارق أرحم من تعذيب رجال الأمن ولا يتعرض لها إلا من ثبتت عليه الجريمة رغم صعوبة إثباتها في الشريعة السمحة..من الأفضل للشعب المصري أن ينسى هذا الزمن الذي حمل فيما حمل ظلما وقهرا, لكي لا يتعذب مرتين واحدة في الواقع وأخرى في التذكر...لقد فقدنا من حياتنا ثلاثين عاما لن تعود ولن يعوضها الرجوع إلى الحق فإن ما حدث قد حدث والذي ضاع من الأعمار لن يتكرر ...ولن يزيد في أعمارنا يوما نمسح فيه الدموع والدماء ...لقد ضاعت هذه الأعوام من هذا الجيل المظلوم....ولن يعيد لنا ما سرقه هؤلاء الفاسدون ولا ما ضيعوه من أعوام توقفت فيها الحياة عن الزرع والإصلاح والتقدم وظللنا على الصورة التي كنا عليها قبل 35 عاما كاملة..... كأن الزمن مر على الأمم كلها ولم يمر عندنا
التعليقات (0)