قال مدير المركز الإفريقي العربي للإعلام والتنمية بنواكشوط، محمد سالم ولد الداه، إن مسار فتح الفضاء السمعي البصري للاستثمار الخاص، الذي أعلن عنه مؤخرا رئيس الدولة الجنرال ولد عبد العزيز ستكون له تأثيرات كبيرة على المنطقة المغاربية.
اعتبر محمد سالم ولد الداه، نائب نقيب الصحافيين الموريتانيين، أن توجهات الحكومة الموريتانية السماح لإطلاق فضائيات إخبارية وموضوعاتية خاصة، وقال إنها: "خطوة من شأنها "تعزيز الحريات وإطلاق مشهد إعلامي جديد، يعكس حقيقة الثراء الثقافي في المنطقة والحركية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تعيشها".. وتحدث عن وجود مشاريع إطلاق فضائيات خاصة جاهزة وتنتظر الترخيص.
وقال المسؤول الموريتاني الذي كان يتحدث لوسائل الإعلام الجزائرية: "إن فتح الفضاء السمعي البصري، الذي من شأنه أن يحدث أول ثغرة في سياسة الاحتكار التي تفرضها حكومات المنطقة، كان على رأس المطالب التي رفعتها الطبقة السياسية والإعلامية ولقيت صدى إيجابيا لدى السلطة السياسية، خاصة بعد اللقاء الذي جمع رئيس الدولة بالهيئة القيادية لنقابة الصحافيين".
وكشف محمد سالم ولد الداه أن مشروع قانون الفضاء السمعي البصري وصل محطته الأخيرة على مستوى مجلس الشيوخ، وهناك ترتيبات قائمة لاعتماده قبل نهاية الشهر بحسب الوعد الذي قطعه الرئيس ولد عبد العزيز في زيارة مفاجئة للتلفزيون الموريتاني قبل أسابيع.
وتأتي هذه التصريحات بعد إعلان رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد عبد العزيز، عن تحرير قطاع الاتصال السمعي البصري، ووفقا لما تناقلته مجموعة من وسائل الإعلام الموريتانية قال خلال زيارته، لمقر التلفزيون الموريتاني، مخاطبا العاملين فيها: "عليكم أن تقربوا وسائل الإعلام من المواطنين البسطاء وأن تهتموا بهمومهم وتنقلوها إلى الرأي العام، وعليكم أن تجعلوا من هذه الوسائل أدوات تنمية وتثقيف المواطنين بدل التمجيد والتطبيل للمسؤولين وهو ما لا نريده من وسائل الإعلام، أنا لا أريد تمجيدي ولا تمجيد الوزير الأول ولا أي من أركان النظام".
وطالب من الصحافيين، المساهمة بشكل إيجابي في "تكريس فضاء الحرية" وأن يجعلوا من التلفزة، "مؤسسة فعالة تتبوأ المكانة التي تسمح لها بالمنافسة في عالم يتسم بتعدد الوسائط".
وكان إعلاميون موريتانيون قد أبدوا تخوفهم من يؤدي تحرير قطاع السمعي البصري، خشية أن تتحول الحرية من نعمة إلى نقمة، وضرورة أن يكون هذا التعدد تنوعاً.
ويسجل الموريتانيون عدة ملاحظات على مستقبل الإعلام، بالنظر إلى حجم التحديات التي سيتعرض لها المجال السمعي البصري في المستقبل، كتحد المضمون والرسالة التي يسعى الإعلام السمعي البصري لإيصالها، وتحد التأسيس وتكاليفه الباهظة وتحويل وسائل الإعلام الحكومية إلى مؤسسات ذات خدمة عمومية، إضافة إلى نقص الموارد البشرية، ثم الشكل المرتبط بالمضمون والابتعاد عن استنساخ تجربة الإذاعة والتلفزة وذلك بخلق مؤسسات إعلامية طموحة وخلاقة.
التعليقات (0)