تم إطلاق حملة التوقيعات الالكترونية الدولية بالرباط لإصلاح ميثاق الأمم المتحدة، في سياق حشد التأييد العالمي لإصلاح منظمة الأمم المتحدة، وذلك خلال أشغال الندوة الدولية التي نظمتها التنسيقية المغربية للمنظمة العالمية لمواليد الفاتح من سبتمبر1969 والتنسيقية المغربية لملتقى الحوار العربي الديمقراطي والتنسيقية المغربية لملتقى التنظيمات والأحزاب السياسية بالمغرب العربي حول موضوع: "إصلاح ميثاق منظمة الأمم المتحدة خطاب القائد معمر القدافي أمام الجمعية العمومية نموذجا.
وأشاد شيبة ماء العينين عن التنسيقية المغربية لملتقى التنظيمات والأحزاب السياسية بالمغرب العربي بصرخة معمر القدافي نيابة عن الدول المتضررة من ميثاق الأمم المتحدة، واوصفا موقفه ذاك بالعمل بالشجاع.
وأكد رئيس التنسيقية شيبة أن الأفكار التي تضمنها خطاب "معمر القذافي" عبرت عن معاناة كبيرة وطويلة لشعوب العالم الثالث سواء كانت عربية وإسلامية أم أفريقية وأمريكية لاتينية وآسيوية والتي عانت وتضررت في حقب استعمارية مضنية واستعباد ونهبت ثرواتها المادية وسرقت وثائقها وآثارها التاريخية وتم تقسيم وتجزئة أوطانها.
وأوضح أن ميثاق الأمم المتحدة صيغ على أنقاض الحرب العالمية الثانية ليراعي حقوق الغالب في الحرب، على حساب 190 دولة، وأضاف أنه إذا كان الأمر كذلك فإن العالم اليوم ليس في حاجة إلى حرب ثالثة لتعديل ميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف أن الدعوة إلى إصلاح هيكلية الأمم المتحدة لم تكن وليدة اليوم، فقد طالبت بها منذ الستينات حركة عدم الانحياز بزعامة نهرو وتيتو وجمال عبد الناصر، وان الجمعية العامة للأمم المتحدة أدركت حينها أهمية هذه المسألة حين أصدرت في عام 1974 قراراً يقضي بإعادة النظر في ميثاق الأمم المتحدة.
واعتبر شيبة ماء العينين عضو حزب الاستقلال أن مجلس الأمن يتوسع -نتيجة للسلطة التقديرية التي يتمتع بها- في حالات تهديد السلم والعدوان، وأن هذه الصلاحية الواسعة أصبحت تتعرض لمظهر جديد من الهيمنة يتمثل في تسخير المنظمة العالمية في خدمة المصالح الحيوية للقوى العظمى. وبناء عليه فإن مطلب تعديل ميثاق منظمة الأمم المتحدة يستوجب تكتلا مغاربيا وعربيا. مضيفا أن الهيئات السياسية والمدنية واعية بخيار الوحدة، جسدته في إنشاء تنسيقية مغاربية موحدة، على أن يستطيع القادة المغاربيون من تحقيق الوحدة السياسية.
وأجمع المشاركون أساتذة مختصون في العلاقات الدولية ومنظمات حقوقية وأحزاب سياسية في هذه الندوة على أن مسألة إصلاح ميثاق الأمم المتحدة ظلت مطلبا دوليا مند ستينيات القرن الماضي، لإنهاء سيطرة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن على مصير 190 دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأعتبر المتدخلون أن كل الأصوات المطالبة بتعديل ميثاق الأمم المتحدة كانت تفتقر إلى تصور وفلسفة تؤطره وصلت حد الاحتجاج أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلا بعد الخطاب الأخير للزعيم معمر القدافي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أبرز فيها مساوئ هذا الميثاق وتناقضاته مع ما تتشدق به الدول الدائمة العضوية من قيم العدل والأمن والسلم الدولي.
وبحث المشاركون في هذه الندوة، وانطلاقا من خطاب القائد معمر القذافي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة السبل الكفيلة للمطالبة بتطبيق مطالب إصلاح منظومة الأمم المتحدة حيث تم تسليط الضوء على مكامن الخلل في واقع منظومة الأمم المتحدة ومشاكل وتحديات إصلاحها وسبل تفعيل خطة القذافي كمشروع متكامل، استوعب مسائل نظام الأمن الجماعي وعضوية مجلس الأمن وامتلاك حق الفيتو، ومصداقية منظمة الأمم المتحدة في تدبير الملف الفلسطيني وواقع السلم والأمن الدوليين.
واعتبر المتدخلون أن العالم يعيش مرحلة من مراحل تطور النظام الدولي بعدم الاستقرار الذي يتجلى بوضوح في مسلسل الصراعات المحلية والإقليمية المنتشرة في مختلف قارات العالم وفي النزاعات العرقية والطائفية التي باتت تهدد بتقويض الدول وانفراط عقد التنظيم الدولي والعودة بالمجتمع الدولي إلى شريعة الغاب، حيث كشفت الأحداث أن جهاز الأمم المتحدة في صيغته الراهنة قد عجز الأمم المتحدة عن القيام بدوره في حفظ السلام والأمن في عدد من المناطق الملتهبة في العالم، ومنها على سبيل الذكر الصومال، ويوغوسلافيا السابقة، ورواندا وكشمير، حيث بدا واضحاً أن هذه المنظمة العالمية تحولت إلى أداة في يد الدول الكبرى، ولا سيما منها الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن.
وأكد ممثلو الهيئات المنظمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء أنه من شأن إصلاح ميثاق الأمم المتحدة إقامة عالم يسوده الأمن والسلام وتحقيق المساواة والعدالة بين دوله، وتفادي احتكار حق "الفيتو" من طرف دول محددة، وأنه لا يكفي اعتماد خطاب القائد "معمر القذافي" وثيقة رسمية من وثائق الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل لابد من تفعيله والبحث عن آليات التي تجعل مضامينه مادة عمل مستمرة ودائمة ومنهاج عمل أساسي لأعمال اللجنة القانونية "اللجنة السادسة" للجمعية العامة للأمم المتحدة.
عبـد الفتـاح الفاتحـي
التعليقات (0)