رام الله الكوفية - أعلنت مجموعة من كوادر جيل الوسط في تنظيمات اليسار الفلسطيني أمس تأسيس تنظيم سياسي جديد أطلقت عليه اسم «التيار الوطني الديموقراطي التقدمي». وقال الناطق باسم التيار الجديد عمر نزال إنه سيعقد مؤتمره التأسيسي في رام الله السبت المقبل، وإن أمانة السر أقرت في اجتماع أمس قوائم عضوية المؤتمر (150 عضواً) وجدول أعماله وترتيباته. وأكد نزال أن «المؤتمر يعقد بعد نحو عام ونصف العام من العمل المتواصل للجنة التحضيرية وأمانة السر تمكنت خلالها من تشكيل لجان عمل في تسع من محافظات الضفة الغربية إضافة إلى أنوية تفاعلية في قطاع غزة والشتات».
ويضم التنظيم الجديد أعضاء حاليين أو سابقين في منظمات اليسار المختلفة مثل «الجبهة الشعبية» و «الجبهة الديموقراطية» و «حزب الشعب» و «الحزب الشيوعي». وقال عضو أمانة التيار عصام العاروي إنه لا يضم شخصيات قيادية في هذه القوى السياسية «خشية إجهاض التجربة».
ويعتمد التيار «أسلوب المقاومة الشعبية والمقاطعة السياسية والاقتصادية والأكاديمية بالتعاون مع حملات تضامن دولية»، بحسب العاروي الذي أكد أن تنظيمهم «هو أول تجمع سياسي فلسطيني يعتمد العمل الشعبي استراتيجية له». وقال إن التيار «سيعتمد على اشتراكات الأعضاء ولن يقبل التمويل من أي جهة كانت من أجل الحفاظ على استقلاله».
وعلى رغم كثرة عدد القوى السياسية الفلسطينية، فإن السنوات الماضية شهدت عزوفاً عن التنظيم السياسي. وتظهر استطلاعات الرأي في الأراضي الفلسطينية أن أكثر من 50 في المئة يعتبرون أنفسهم «مستقلين».
وتعيش غالبية القوى السياسية أزمات داخلية ناجمة عن فشل تجاربها السابقة والتاريخية في الكفاح المسلح والكفاح الشعبي (الانتفاضتين الأولى والثانية) والمفاوضات. وشهدت قوى اليسار تراجعاً دراماتيكياً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، قابله صعود قوى الإسلام السياسي التي باتت تتصدر المشهد في كثير من الأحيان. ويرى مراقبون في ميلاد التيار الجديد أحد تجليات الأزمة التي يعيشها اليسار الفلسطيني على مختلف الصعد الفكرية والسياسية والاجتماعية، فيما يعتبره آخرون محاولة لإنقاذ اليسار من انهيار يبدو محتوماً.
التعليقات (0)