فلسفة الإختيارات
كُ لُّ إنسانٍ تستوقفه لحظات في حياته ، أدنى تقديرٍ لعددها مرة ، يركز فيها على موقفٍ ماضٍ وقف فيه في مُفترق الطرق وكان عليه أن يختار إحدى السُّبُل......فكان منه أن إختار فعلا ، فتمر السنين ليجني بين جنباتها ثمار إختياره ذاك.
وفي تلك اللحظة فقط سيبتسم لإحساسه العميق بالإرتياح لسلامة إختياره وسيشعر بالرضى واللا ندم....وإما أن يحتنق غيظا على سوء إختياره ذاك....وفي كلا الحالتين لايمكنه أن يلقي مسؤولية إختياراته على أحد وكما يقال إما إلى الجنة وإما إلى النار ستأخذك إختياراتك....لكن السؤال المهم هو على أي أساس نقدم على الإختيار ؟...
الجواب طويل جدا ويكفي منه أن لكل إنسان مُطلق الحرية في إختيار ما يشاء..ولما يشاء...بشرط أن يكون على (يقين) بأنه سيتحمل نتائج إختياراته في وقتٍ ما من (مُستقبله القادم).
هذا في حياتنا الدنيوية : حيث أننا محظوظون لأننا عرفنا بأن الأمور تسير على هذا الشكل ما يجعلنا نحسب ألف حساب قبل أن نخطوا خطوة واحدة في إحدى المسارات المُتاحة أمامنا...ومحظوظون أيضا إذا ما إخترنا واكتشفنا بعدها (سوء إختيارنا) أن نتدارك الخطأ بتغيير المسار تماما........................فماذا عن حياةٍ أخرى لا نملك فيها (فرص تصحيح) أخطاء إختياراتنا ....بل إننا لا نملك فيها حرية الإختيار أصلا..وكل ما نملكه في تلك الحياة هو تلك اللحظة الأولى التي كتبتُ عنها في بداية المقال : لحظة سعادة بحسن الإختيار (وهذه لمن آمنوا بالله ورسله)..وإما لحظة( ندم مرير) على سوء الإختيار (وهذه لمن كفروا بالله ورسله)
وأنت الذي قرأتَ كلماتي ماذا تفضل أن تكون لحظتُك :سعادة أبدية في ضيافة الرحمان...أم ندم لن ينفعك بشيء ولا تملك فرصة للتصحيح.؟؟؟ أعتقد شخصيا أن الإنسان (ومهما كان) يبحث في المقام الأول عن الراحة النفسية بعيدا عن مرارة العذاب(نفسا وجسدا)......فاغتنم لنفسك فرصة حياتك لتجني بعد مماتك راحة في قبرك وفي جنات الخُلد..إن شاء الله.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه..آمين يارب العالمين.
التعليقات (0)