مواضيع اليوم

إضاءات على فلسفة حياة 02

عبدالسلام كرزيكة

2009-05-05 19:49:11

0

فلسفة الإحتــــرام

لو قلـتَ ـ أثناء حديثك مع أحدهم ـ شيئا لم يعجبه فأول جملة سيقولها : إحترم نفسك..؟! ولو رأيتَ ـ أثناء مسيرك في الشارع ـ لقطة لم ترُق لك ..فحتما حتما ستكون أنسب جملة للتعبير عن (غيظك) من الأفنديات : إحترموا أنفسكم يا أفنديات...؟! فما هي : الأقوال..والتصرفات المُحترمة التي تُرانا نبحث عنها لتكون درعا يقي الآداب العامة من الإنحلال ؟..وما هو الإحترام أولا؟..ولن نسأل عن (الإنحلال) الذي ساد كل تعاملاتنا مؤخرا.

قال تعالى (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) والمعنى واضح في دعوة المولى تبارك وتعالى للتدبر باستحضارٍ دائم للقلب والفكر..يعني : غص بفكرك في آيات الله وملكوته لتعرف عظمته وتلقى برهانا على وحدانيته وأنه الله الذي لاإله إلا هو لتعبده  لأنك عرفت قدره بالتالي قدر نفسك....فقط حين تعرف عظمة ربك ستعرف أنك عبدٌ له حبا في تلك العبودية..لكي تعرف معنى التواضع أمام عظمته ولا تتكبر على باقي إخوانك من العبيد.

هذا هو الإحترام...!..أن ترى كم أنك ضعيف أمام قوة الله فتنكسر شوكة غرورك ..لتصبح متواضعا لاتعرف للأذية طريقا ...لا أذية بلسان تسلطه على إخوانك...ولا أذية لخدش كرامة أخاك..ولا أذي للسخرية من أخاك لأنك عرفت أن ما له من عيوب لك مثلها أو أشنع منها ما لم تُحجب النوايا......

وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه أن المسلم ليس بالسباب ولا الشتام ولا قليل الحياء...حتى أنه صلوات الله وسلامه عليه كان شديد الحياء....

هل كفاك هذا التعريف المبسط والحقيقي للإحترام ؟! إن قلتَ لا فسأضيف لك  ماقاله الله تعلى في مُحكم تنزيله ((ولو كُنتَ فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك))....يعني أن تكون لين الجانب دافعا أذاك عن إخوانك لكن صارما في مسائل الحق أينما كان ومُناصرته.

والجملة الأخيرة في غاية الأهمية لأن زبدة الحديث ستتمخض عنها :

يعني في لين الجانب خذ مثالا عنا نحن الشعوب العربية يُفعَلُ فينا ما يُفعل من ظلم وجور واستباحة لأعراضنا ومُقدساتنا لكننا لم نَمَس في مسيرتنا منذ نزول الرسالة المحمدية مُقدسات أي من شعوب الأرض..بل نحترم أصحابها رغم علمنا علم اليقين أن الإسلام هو خاتم الرسالات ونشهد بأن محمد عبد الله ورسوله وكل ما دون الإسلام دين مجوس وأباطيل...لأننا لا نملك قرارا ولا قوة غير الدعاء.......وخُذ من الجانب الآخر حُكامنا الذين بأيديهم ذلك يَستقبلون ويُستقبلون في طقوس تكاد تتقيأ عند مشاهدتك لها...ظنا منهم أن ذلك سيرفعهم في عيون من يدعون التحضر في حضراتهم وأنهم (حكامنا ) أتقنوا بروتوكولات حُسن السلوك..والحقيقة المُرة التي نعرفها نحن المتفرجين أن حكامنا  مهزلة العالم في الإنصياع والإحترام (العربي) الذي إستحال مُيوعة.

فنحن الشعوب إذن تعلمنا (فلسفة الإحترام) فيما لا يزال حكامنا يتعلمون بروتوكولات  (عهد الفتوحات الإستيطانية)..لكن من سيبلغهم عنا ذلك؟؟؟...

رجاء إقرأ جيدا أخي الكريم قبل أن تتهمني بالتناقض. 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات