مواضيع اليوم

إصلاح ذات البين وواقعنا السياسي

جاء الإسلام ليبنى أمة موحدة قوية مترابطة، وجعل الوحدة فريضة من فرائضه، فالوحدة أخت الإيمان، والتفرق أخو الكفر، والمسلمون بخير وعافية وقوة ما اتحدت كلمتهم، وتصافت قلوبهم، فلا أضغان ولا أحقاد، ولا تشرذم ولا تفرق، وأما إذا نخر فيهم سوس الفرقة والعصبية، فقل عليهم السلام، وترحم عليهم فقد صاروا في عالم الماضي والأوهام والأحلام.
وأعداء الأمة منذ القدم عرفوا الداء والدواء، الداء في الفرقة، والدواء في الوحدة، فنشروا الداء، ومنعوا الدواء.

والجسد الإسلامي أصيب بالإيدز، أي فقد المناعة ضد التفرق، فأصبح يستقبل فيروسات التفرق بلا أدنى مقاومة، وكأنه أصبح بيئة صالحة ترتع فيها فيروسات التفرق بلا خوف أو وجل .

مع أن الإسلام شخص الداء، ووصف الدواء، ووفر لهم حبوب المناعة ضد الفيروس القاتل المدمر منذ اللحظة الأولى ،فقال رسول – صلى الله عليه وسلم-: " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى ، قال : صلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة " [ رواه أبو داود ].

وقد أمر الله عز وجل المؤمنين أن يلتفتوا إلى مصدر قوتهم، وطريق عزتهم، ألا وهو الإصلاح بين المتنازعين المختلفين المتفرقين، فقال تعالى :" وأًصلحوا ذات بينكم".

بل جعل الله الوحدة والأخوة نعمة تستوجب الذكر والشكر، فقال تعالى " واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم، فأصبحتم بنعمته إخوانا".

لكن المسلمين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، فانقلبوا متفرقين بعد وحدة، متنافرين بعد ألفة، ورجعوا بعد رسولهم كفارا، يضرب بعضهم رقاب بعض.

وقد استغل الأعداء الثغرة المفتوحة، فنفخوا في النار فتأججت، واتسع الخرق على الراقع، ووجدوا قلوبا مفتوحة للفتنة، مرحبة بها، فسقوها بماء الفرقة والتعصب، فارتاح الأعداء، ولم يجهدوا أنفسهم في رعاية بذرة الفتنة، فالمسلمون يسارعون في تنفيذ المخططات دون مقابل، بأيديهم يهدمون الصرح، ويقطعون الأوصال، تحت شعارات براقة، وسراب خادع يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، ووجد الخيبة والحسرة والندامة والضعف والهوان وركوب الأظهر وقهقهة الشيطان، وما حال المسلمين في العراق والسودان وفلسطين عنا ببعيد..

محمد عبد الفتاح عليوة
Ostaz_75@yahoo.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !